|
مجتمع
فالابتسامة في بيئة العمل ضرورة لا رفاهية فهي تشعر الفرد بالرضا عن الدور الذي يقوم به فعندما يشترك اثنان في الضحك يقام بينهما جسر معنوي وقناة اتصال تنقل رسالة غير منطوقة ويسود اعتقاد خاطئ لدى بعض الناس مفاده أن نشر المرح وإشاعة البهجة تتعارض مع الجدية وهذا مفهوم خاطئ طبعا، فإذا ساد جو العمل شيء من المرح سيؤدي ذلك إلى إشاعة الحيوية ويساهم في بناء بيئة عمل بعيدة عن الروتين وقريبة من التفاعل ومفعمة بالروح المتجددة ولكن هذا لا يعني أن يتحول المرح إلى سخف واستهتار وعدم التزام، فاحتضان العاملين واحترامهم من قبل رئيسهم يبعث فيهم السعادة ويجعلهم يعملون بطريقة ممتعة وفيها انجاز اكبر وذلك بسبب انتشار روح الاعتزاز والثقة بالنفس. وكذلك الأمر على الصعيد المنزلي فعندما يسود جو المرح ضمن أفراد الأسرة وخاصة الوالد الذي يجد ربما البحث عن أشياء تبدو صغيرة ولكنها تشيع البهجة في قلب زوجته وأولاده وتشعرهم بالسعادة الغامرة، فالأب الذي يعمد إلى أخذ المبادرة المرحة والتخلي عن الجدية الصارمة والجمود فإن هذا يدفع جو الخوف الذي يعمد بعض الآباء لنشره في منازلهم ظناً منهم أنهم يريدون أن يفرضوا هيبتهم ويجعلوا جو الوقار هو السائد في المنزل وطبعا هذا يعطي مفعولاً عكسياً وربما أدى إلى عقد نفسية واجتماعية لدى الأبناء بينما القيام ببعض الأشياء البسيطة يمكنها أن تضفي الكثير من البهجة والسعادة على جميع أفراد المنزل مثل الاطلاع الجماعي على صور الطفولة والحديث المشترك عن الذكريات والإصغاء إلى تعليقات الأولاد المتفاوتة والتي تؤدي إلى إزالة الحاجز النفسي الذي يمكن أن ينشأ بين رب الأسرة وأولاده ،كذلك فإن القيام بأشياء عفوية بأساليب جديدة يمكن أن تساهم في تدفق وتجدد الحياة مثل القيام برحلات مشتركة تؤدي إلى كسر الرتابة التي تعيشها الأسرة والتخفيف من حدة التوتر الناتج عن ضغوطات العمل ولربما الحياة بشكل عام وان إحضار باقة من الزهور مع ابتسامة صادقة من قبل رب الأسرة يؤدي إلى إدخال الفرح إلى قلب زوجته تلك الزوجة التي تسعى إلى إرضاء كل أفراد المنزل دون أن يفكر احد ولو لمرة لعمل شيء ما يساعد على إرضائها ويبعث السرور في نفسها أخيراً لابد من التأكيد على أن إحداث التغيير أو تجديد على صعيدي الأسرة والعمل يساعد على نشر السعادة ورفع الإنتاجية وتعزيز روح التفاؤل والتفاني لدى الجميع. |
|