تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البيض والفروج..!!

محليات
الأحد 29-1-2012
عبد الحميد سليمان

لم يشهد قطاع الدواجن الاستقرار منذ سنوات طويلة، فدائما كانت الامور بين مد وجزر، لأن صناعة الدواجن لها مشكلاتها وتقلباتها و تتحكم بها ظروف واطراف كثيرة،

فتارة ينخفض سعر الفروج الى ما دون التكلفة ويقع المربون في خسارات متلاحقة وتارة يرتفع السعر الى مثل ما نشهده هذه الأيام فقد وصل سعر كيلو الفروج الى مستويات غير مسبوقة وكذلك اسعار البيض، يرى المتابعون والمهتمون بصناعة الدواجن ان سببه خروج نحو 70٪ من المربين من السوق لأسباب كثيرة مثل ارتفاع اسعار مستلزمات التربية من اعلاف وادوية بيطرية وفحم اضالة الى الجائحات المرضية المتلاحقة التي ادت الى نفوق نسبة كبيرة من افواج الفروج!!.‏

وهكذا فقد انخفضت التربية الى نسبة كبيرة وصلت الى 30٪ مما ادى الى انتكاس تربية الدواجن وتعرض هذا القطاع الى ما يشبه الكارثة اذا ما علمنا ان قيمة الاستثمارات الموظفة في قطاع الدواجن تقدر بـ 150 مليار ليرة، ويبلغ عدد العاملين في مجال الانتاج المباشر نحو 250 ألف عامل يعيلون مليوناً و 300 ألف شخص، وتقدر قيمة منتجات الدواجن بـ 280 مليار ليرة خلال عام 2010.‏

وتأتي سورية في مقدمة البلدان العربية المنتجة للدواجن، حيث يبلغ انتاجها السنوي نحو 350 مليون فروج لاحم، اي ما يعادل نحو 200 ألف طن لحم ابيض و 5 مليارات بيضة سنوياً.‏

ويشكل قطاع الدواجن أحد أهم القطاعات الاقتصادية في سورية اذ يؤمن حاجة السوق المحلية ويصدر الفائض الى الخارج، من هنا يجب ان تقوم الحكومة بدعم هذا القطاع وعدم تركه للانهيار و انقاذ المربين واعادة التوازن للسوق من خلال وضع آليات للدعم تمكن المربين من الاستمرار في الانتاج لأن تربية الدواجن هي زراعة وصناعة وتجارة واقتصاد و تتعلق بغذاء الناس اليومي وحاجاتهم الضرورية.‏

من هنا فإن اي تأخير من قبل الحكومة لانقاذ قطاع الدواجن سيزيد الامور سوءاً والاسعار ارتفاعاً ، وقد نتحول من بلد يصدر الفروج والبيض الى بلد يستوردهما اذا لم نسرع بتقديم الدعم للمربين من خلال تقديم المال او دعم الاعلاف او غير ذلك من الاليات والاساليب التي تمكن المربين من مواصلة التربية طيلة ايام السنة واعادة الحيوية الى قطاع الدواجن واعادة الاسعار الى طبيعتها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية