|
الافتتـاحيـة الأمر لا يحتاج الى أدلة.. واتفاق قطر والسعودية على دعم الإرهابيين الذي تحدثت عنه التايمز لم يغب بعد، وتفاصيله ليست استنتاجاً.. بل وقائع ترجمتها أحداث الأيام الأخيرة، التي شهدت تصعيداً إرهابياً غير مسبوق في استهداف المدنيين وحفظ النظام، والسطو والسلب والسرقة والتخريب، وإشاعة الفوضى وترويع المواطنين في غير مكان.. وبالتناغم بين الإرهابيين وأمر العمليات المتواتر تباعاً. لذلك لاتبدو المبررات التي قدمها الامين العام للجامعة العربية بوقف عمل المراقبين مقنعة لأحد، حتى هو ذاته بدا غير مقتنع بما ساقه, خصوصاً حين بدا عليه الارتجال في القرار، والارتباك في تقديم المبررات. ليس صعباً فهم تصرف العربي عند الأخذ بالاعتبار الحيثيات التي تحكم عمله، وهو الذي تحول إلى أداة طيّّعة باليد القطرية التي مافتئت تحركه شمالاً وجنوباً .. شرقاً وغرباً وفق مقتضيات أمر العمليات الذي تنفذه تلك اليد القذرة، وحسب ماتتطلبه الأجندات المستجدة في خارطة الاستهداف. وإذا كان بقراره هذا يستجيب للتآمر القطري خدمة للأميركيين كما الاسرائيليين، ويقدم لهم مايحتاجونه من أرضية كافية للتصعيد الدبلوماسي داخل مجلس الأمن، فإننا لاننكر عليه أنه «أجاد» الخدمة.. و«أخلص» في تنفيذ الأوامر قبل أن تطأ قدميه أرض نيويورك في عرضه الجديد. لكن مافات العربي أن تورطه في الرضوخ للأدوار المتورمة والعباءات المنتفخة له عواقب لا نعتقد أنها غائبة عن ذهنه وذهابه بعيداً في خدمة الأجندات الأميركية والإسرائيلية.. تحت أي مبرر لا تعفيه من الارتدات القادمة.. ولا تحميه!!. في المجمل.. ربما كانت هذه الحصيلة التي تمّ الرسم عليها منذ خطوات المؤامرة الأولى.. في البداية رهان على رفض سورية وجود المراقبين.. ومن ثم في فرض شروط تعجيزية داخل البروتوكول تمسّ بالسيادة الوطنية، وأخيراً التشكيك بتقرير المراقبين وعملهم.. مروراً بالانقلاب على التقرير لأنه وثقّ وجود الإرهابيين الذين يدعمونها سراً وجهاراً .. وصولاً إلى وقف عملهم تحت حجة أقل مايقال فيها أنها واهية. خدمة العربي ستسجل له أنه كان العرّاب الجديد للدور القطري وخلفه أو أمامه ذهب السعودي ولاحقاً تبعه المغربي.. وبخدمته هذه أثبتت الجامعة مرجعية أصحاب «الجلالة والسمو».. وأنهم القادة الجدد الذين يعبّدون الطريق أمام التدخل الخارجي، أمام المسّ بسيادة الدول العربية ليكونوا الأنموذج، قديمه وجديده!!. لكن غاب عن ذهنه وذهن أصحاب «الجلالة والسمو» أنهم يغوصون في المستنقع الآسن.. يجرون الجامعة الى حيث تبدو الورطة أخطر بكثير مما يعتقدون، وأبعد مما يتوهمون.. سيُسجل لهم يوماً أنهم نجحوا في فتح الممرات للتدخل الأجنبي في بلد عربي.. ومن هذا الممر سيخرجون إلى حيث يلفظهم التاريخ عاجلاً أم أجلاً. لم نعتد الاستعجال في الاستنتاج ولا التركيب على التحليل .. فالأمر لا يحتاج لا هذا ولا ذاك لأن ما حملته فعلتهم الشنيعة من تواطؤ وغدر وخيانة، متخم بالوقائع والمعطيات الكافية. مرة أخرى يذهبون في الاتجاه الخطأ.. في التوقيت الخطأ.. وعلى الدريئة الخطأ.. سورية ليست أحداً آخر على الإطلاق.. وسورية لاتحتاج لقرائن جديدة لأدانتهم ، وهم المدانون.. وسورية لم يجدِ يوماً معها ولن يجدي.. لا التهديد ولا الوعيد.. لا أساطيل الاطلسي ولا البوارج الأميركية.. لا أموال العباءات ولا دراهم أصحاب الجلالة.. فقد تم الأمر.. وبيننا وبينكم ساحات كبرى اليوم وغداً وحتى إشعار آخر.. هذه سورية.. التي قدمت كل ماتستطيع لإنجاح عمل المراقبين.. ملتزمة بما قدمته، وستبقى ملتزمة.. لكنها لا تخل بواجب.. لاتتخلى عن مسؤولية.. ولاتفرط بحق.. ولاتسمح لأحد المسّ بسيادتها.. وسورية التي قدمت للعالم الأنموذج الحي في التاريخ.. ستقدمه اليوم، وبشكله الفريد.. وسيحصد أولئك وسادتهم عواقب مااقترفوه بحق سورية والسوريين .. وفي وقت ليس ببعيد. |
|