|
آراء في صيف عام 1951 عقدت اللجنة الثقافية للجامعة العربية مؤتمراً في الاسكندرية كنت في عداد أفراده وكان الرئيس (أحمد فتيح) وكيل وزارة المعارف السورية. وكان رئيس الوفد المصري (الدكتور طه حسين) وكان يجلس مع رؤساء الوفود على المنصة, وكان يجلس إلى يمينه (الدكتور شفيق غربال) وكيل وزارة المعارف المصرية وإلى جانبه يجلس السيد (سعيد العريان) سكرتير وزارة المعارف.
وفي اليوم الثاني اضطر رئيسنا الفتيح إلى الغياب فحللت محله على المنصة قرب طه حسين فوقف شاب مصري وأخذ يعدد عيوب العائلة المالكة المصرية وعيوب الحكومة الوفدية التي كان (طه حسين) وزيراً للمعارف فيها فالتفت (طه حسين) إلى شفيق غربال وقال له: من هذا الشاب? قال: لا أعرف.. والتفت إلى سعيد العريان وسأله عنه فقال: إني لا أعرفه ولكني سأحصل على اسمه حالاً. ونزل عن المنصة وعاد بعد قليل ليقول (لطه حسين): لقد عرفت اسمه فقال (طه حسين) (وضبوه) فقال العريان سأفعل. وأدركت أنهم سيلقون القبض عليه وسيعاقب فنزلت من على المنصة وذهبت إلى عضو وفدنا (سعيد القضماني) وقلت له اذهب إلى هذا الشاب وقل له أن يذهب ويختبىء لأنه في خطر. -2- وقد دعتنا مصر إلى زيارة القاهرة وزرنا المرحوم (أحمد أمين) الذي كان رئيساً للجنة الثقافية والذي كان يبدو مريضاً فرحب بنا وقال: إن الوحوش إذا رأت فريستها مريضة عفت عنها ولم تؤذها, وأما طه حسين فلا يعفو عني. وفي مؤتمر الشعوب الآسيوية الافريقية الذي عقد في القاهرة كان طه حسين وأم كلثوم وكثيرون غيري جالسين نتحدث فجاءت الممثلة المشهورة (فاتن حمامة) وسلمت على (طه حسين) الذي قال لها: ما اسمك? فقالت فاتن حمامة, فقال لها: قولي فاتنة وضحكنا. |
|