|
آدم الحياة التي حلمت بها , تختلف عن عيشتي هذه ... لم أكن أتوقع أن أعيش حبيسة البيت , تركت عملي في شركة السياحة وتفرغت للإنجاب والعناية بالأسرة ... ورغم كل محاولاته لإقناعي أنني زوجة محبوبة وأم محترمة فأنا أحس أنني مللت ما أنا فيه ولا يخرجني من هذه الحالة إلا الاتصال بإحدى صديقاتي ... أتركه يشرب الشاي , أو يلاعب الطفلين , وأجلس أكثر من ساعة أتحدث معهن ...
أنا أشعر بنفسي مختلفة , اهتمامي بالطفلين اختلف عن السابق , وبدأت أهمل شؤونهما وأتركه ليقوم بشراء حاجاتهما .. ومتابعة صحتهما .... وأكثر من يأخذ حياتنا نحو الهاوية .... تدهور علاقتنا الحميمة فقد صرت أتحاشاه وأصده .. وأقول له إنني متعبة ومريضة ومرهقة نفسياً .... ما دفعه للاعتقاد بأنني ربما وقعت تحت غواية رجل آخر ... لدرجة أنه راح يراقبني ويتنصت على هواتفي ... إن حالي معه تزداد سوءاً وأخشى أن ينتهي صبره ويجرني إلى المخدع ويأخذ حقه عنوة ... كيف أشرح له أنني حقاً أعاني أزمة حقيقية .. أحس أن حياتي توقفت ... وشلّت طاقاتي لأنني تركت عملي ...!! ليس لديها مشكلة ! عيناي زائغتان .. مرعوب وكأن وحش يطاردني ويريد أن يفتك بي ... إنني أشك بزوجتي .. رغم أن كل الدلائل تشير إلى أنها بريئة ..ولكني لا أفهم التحولات التي طرأت عليها .. تزوجنا منذ ثماني سنوات وانتظرنا سنوات ثلاثة كي ترفق بنا السماء وترزقنا بالأولاد ... وسرعان ما جاء الولد ولحقت به شقيقته ... واعتقدت أن حياتنا امتلأت بكل أسباب الرضا وأيام القلق ولّت ... الطفلان يذهبان إلى الحضانة وأنا في عملي وهي في المنزل تتفرج على التلفزيون وتطالع المجلات وتحادث صديقاتها عبر الهاتف . ولكني أعود إلى بيتي متعباً فأجد في عيني زوجتي نظرات أعجز عن فك ألغازها ... كنت أتخيلها دافئة وحنونة ومحبة مستعدة أن تمسح بكفها عن وجهي كل تعب النهار ... لكنها صامتة كالتمثال ... لا تأكل معي , ولا تستسيغ الدخول في أي حوار .. ولا تكف عن التأفف الباطني الذي يشي بضجر مزمن ... وأسألها ما بها فتجيب بأنها كرهت حالها كآلة لتفريخ الأطفال ... ونحن ليس لدينا إلا طفلين وهي تصدني وتشعرني بأنني رجل غير مرغوب به ... حتى أفكر في أخذ حقي الشرعي عنوة ... إنني معذب ولا أعرف السبب ... ويبدو لي أن مشكلة زوجتي أن ليس لديها مشكلة .... !! |
|