|
عن لوموند يقولون في دراستهم إن الحشرات الطائرة في طيرانها تتابع بنظرها الأرض من الأمام إلى الوراء, وهذا (التدفق البصري) كما دعوه, وهو شبيه بالمنظر الذي نراه من نافذة الطائرة , يختلف حسب السرعة والارتفاع..وبالتالي فإن القيادة الآلية للحشرات الطائرة تعمل على تثبيت هذا (التدفق البصري).. فعلى سبيل المثال , حينما تخفف الذبابة من سرعتها يفترض بها أن تخفض من ارتفاعها للتكيف مع سرعة التتابع مع الأرض.. والعكس صحيح. أي بما معناه أن طيران الحشرات - علماً أن الباحثين أجروا تجاربهم علي طيرانها في المناطق الساحلية- تحدد آلياً وبدقة التناسب الثابت ما بين السرعة والارتفاع. وهذا الثبات يضمنه منظم مخصص (للتدفق البصري). ويشبه الطيار الآلي. إذ يعتمد على معالجة الصور الملتقطة بعين الحشرة من قبل خلايا عصبية مختصة.. وبهذا فقد انكشف لنا لغز طيران الحشرات, ومن أجل دعم نظريتهم تلك, أجرى نيكولاس فرانسشيني رئيس الفريق الباحث, تجربة على طائرة مروحية دقيقة الحجم (بوزن 100 غرام) وأطلقوا عليها اسم (أوكتاف)و يتم تثبيتها على ذراع يقوم بعمل ذبابة طائرة. وتزود تلك الآلة بخلية عصبية اصطناعية مرتبطة بمحرك دوار عبر دارة مستوحاة من السلسلة العصبية التي تربط الخلايا المتلقية للصور إلى الخلايا العصبية المتعلقة بالحركة, وتلك بدورها مرتبطة بعضلات الجناحين, ومزودة بمنظم للتدفق البصري , شبيه بمنظم الحشرات, وأجرى الفريق الفرنسي الباحث مقارنة بين نظريته تلك والعديد من الدراسات المتعلقة بطيران الحشرات الموجودة في الأدبيات العلمية. وخير مثال على ذلك الدراسة التي قدمها طلاب كارل فون فريتش الحائز جائزة نوبل في الفيزيولوجيا, والمختص بالنحل. فقد أصابتهم الدهشة حينما شهدوا يوماً تساقط سرب النحل في المياه, حين اجتيازهم مستنقعاً في طريقهم لامتصاص رحيق الأزهار. وعزوا السبب إلى عدم وجود أي تموجات على سطح المثال . بسبب عدم وجود هواء يحرك الماء, ما أدى إلى انخداع منظم التدفق البصري وسحبهم إلى الأسفل. ويضع فريق فرانسشيني, الذي أماط اللثام عن تلك الآلية, نظريته تلك تحت تصرف الطيران الفضائي. |
|