|
اقتصاد الأسرة ومن تنظيف موسمي /تعزيل/ في الصيف والشتاء رغم أنني موظفة وليس لديّ الوقت الكافي للقيام بجميع هذه الأعمال, ولكنني كنت دائماً أنظم أمور عملي ومنزلي صحيح أنني أشعر بالتعب أحياناً, ولكن ذلك لم يكن بالأمر الصعب جداً أو المستحيل. وقد صادف أن حلّ فصل الشتاء ببرده وأمطاره من دون سابق إنذار أو استعداد من قبلي بأعمالي المنزلية من تنظيف وفرش سجاد وما الى ذلك من أمور وأنا في حالة مرض, ما اضطرني أن أستعين بإحدى عاملات التنظيف في المنازل/اللفاية/ حيث تقوم بتنظيف كل غرفة/تعزيلها/مقابل أجرة محددة. فما كان مني إلا أن اتصلت بإحدى قريباتي ورجوتها أن ترسل لي/اللفاية/التي تتردد إليها. وبعد أخذ ورد وشرط وقبول وافقت أن تحضر إليّ في اليوم التالي على أن تأخذ مقابل تعزيل كل غرفة/500/ل.س, وطبعاً المنزل رغم صغره بحاجة الى أربعة أيام عمل أي/2000/ل.س. استيقظت صباح اليوم الموعود باكراً وبدأت بتجهيز المنزل ثم جلست بانتظار السيدة اللفاية التي تأخرت كثيراً, فاتصلت بها على جوالها بعد أن تجاوزت الساعة الحادية عشر صباحاً فقالت: سأكون عندك بعد نصف ساعة, أنت دورك البيت الثاني لهذا اليوم.!! وعندما حضرت طلبت منذ وصولها أن تشرب فنجان قهوة قبل أن تبدأ بالعمل لأن راسها (عم يوجعها).. طبعاً لم أخجلها باعتبارها تأتي إلي أول مرة وأحضرت لها القهوة فأخرجت من محفظتها علبة سجائر فاخرة/كنت/وأشعلت سيجارة قائلة: أنا لا أغير دخاني.!! ثم أخرجت وهي تحتسي القهوة جوال/ن 70/ وقالت لي: مدام شو عندك مقاطع تبعتي لي ياها عالبلوتوث?!! كل هذا وأنا أنظر إليها صامتة مستغربة وكأنني أشاهد فيلماً وبعد أن شربت القهوة والسيجارة وروّقت على حد قولها:(هلأ الواحد بيشتغل وهو مروق). همت بالعمل وقد تجاوزت الساعة الثانية عشرة ظهراً ولم يمض على دخولها الغرفة خمس دقائق إلا وكانت تنادي (مدام تعالي ساعديني بجرّ التخت لأني ما بقدر جره لحالي ضهري بيوجعني!!).فامتثلت لأمرها رغم أنني أحضرتها لأنني كنت أشعر بالام في ظهري.. ثم ما لبثت تنادي كل قليل:(ممكن تشيلي من هون, وممكن تحطي هون) حتى شعرت أنني أنا التي أعمل عندها. ثم جلست بعد أن مضت ساعة من العمل قائلة: (هلأ في مسلسل ليالي الصالحية, كتير حلو أنا متابعته مابتشوفيه مدام? ممكن تحطي لي المحطة عليه?. فلذت بالصمت غيظاً وخجلاً.. وبعد قليل رجوتها بكل لطف أن تنهي عملها لأن زوجي وأولادي اقترب موعد عودتهم الى المنزل. فقامت لتنهي عملهاممتعضة.. ودخلت أنا الى المطبخ لأعد طعام الغداء. وعندما أنهت تنظيف الغرفة لحقت بي الى المطبخ قائلة: مدام خلصت الغرفة ممكن تعطيني الأجرة?.وأردفت: شو عم تطبخي ملوخية? ريحتها بتشهي.. مو كتيرة كلها عليكم مدام?. ثم استطردت قائلة: الله يخليكي اسكبي لي شوية لأن أولادي بالبيت ما في حدا يطبخ لهم, أنا طلعت من البيت الصبح, وما ني راجعة للمسا!! قالت كل ذلك وأنا أستمع إليها وسط ذهول واستغراب لتماديها وجرأتها غير المتوقعة, ومع ذلك فلم أستطع أن أبخل عليها بسكبة طعام وما كان مني إلا أن أعطيتها ما أرادت وودعتها الى الباب. فقالت: إيمتى بدك اجي لعندك بكره? فأجبتها: شكراً لا تعذبي حالك, إذا بدك أنا بجي لعندك!! ثم جلست وفكرت بهذه المرأة وهذه المهنة الحديثة التي لا تحتاج الى أي شهادات أو مؤهلات وبالتالي فإن أقل أجر ممكن أن تستوفيه يومياً لا يقل عن/1000/ل.س هذا إذا قامت بزيارة منزلين فقط, فيما يذوق الأمرين آلاف الخريجين الجامعيين من الشباب والشابات للحصول على عمل لا يتجاوز دخله/6000/ل.س شهرياً وبما يساعدهم لتحصيل لقمة عيشهم. ثم تناولت الهاتف لأتصل بقريبتي وأشكرها على هذه اللفاية التي أرسلتها لي والتي دعتني أن أقسم أن لا أستعين بلفاية بعد اليوم مهم اضطرتني الظروف. |
|