|
شباب أم أنها أحد الأشكال التي يجد فيها الشباب أجوبتهم الحائرة حول أحوالهم العالقة, فحظهم العاثر على حد تعبير الكثيرين يقف لهم بالمرصاد /اللي ما لو حظ لا يشقى ولا يتعب/ , /تدبيرة راس/ , زتها لفوق لتنزل فرج/, / أعمل اللي علي/ وغيرها من الأمثال الدارجة تعبر عن انتشار مفاهيم تواكلية تلجم المبادرة, وتلك الثقافة التي تتعمم بين أوساط الشباب لم تأت من فراغ بل تستند على أرضية مادية واقتصادية واجتماعية, إشكالية أفرزت هذه المفاهيم فلا يملك الشاب إلا مواساة نفسه متصالحاً معها عبر حلم مهدئاً ومسكناً للأوجاع كي يستمتع في عالم من التراخي والتواكل والعجز حسب مشكلاته المعاصرة ليست بخافية على أحد .كالبطالة واختيار العمل والدراسة مشكلة السكن واختيار الشريك, صراع الأجيال وغيرها الكثير مشكلات قديمة وقادمة, قد تدعم ثقافة المجتمع والموروث هذه المعتقدات كما يدعمها الإعلام ببرامجه التي تركز على التنجيم وقراءة الكف وغيره. وكم من برامج تمنح الفرصة والشهرة لشبان رغم عدم الأهلية - مثلاً عبر /سوبر ستار/ يظهر لقطات لشبان يغنون على أساس الأمل بالنجومية والحظ ويتعرضون للسخرية, لكنهم آتون بحلم ما. حول هذا الجانب تحدثت الاختصاصية الاجتماعية /عنايات ونوس/ فقالت: لا بد من القول إن طريقة بناء شخصية الشاب هي يجدد قبوله للأفكار. لذلك لا نستغرب إقبال الشباب على هذه البرامج وقبولهم منها بالحكم بأن حظهم العاثر هو وراء فشهلم. والتي توضح عجز الشباب عن تحقيق فعالية داخل مجتمعهم وذلك أيضاً يرجع لعوامل حياتية ومادية كثيرة أفرزت مشكلاته العالقة فأبطلت مسيرته الحياتية التي يتطلع إليها في العمل والإنتاج, فيلجأ إلى مفاهيم قدرية تحميه من تفاقم الأذى النفسي والمعنوي الذي يلحقه, حقيقة إن إبعاد الشباب عن ساحة الفعل معضلة اجتماعية لا يستهان بها وتتفاقم يوماً بعد يوم في مجتمعاتنا, وقد بدت كأنها أقدار الأزمنة الحديثة على الأكثر في ظل التجارب التنموية المتلكئة, ففي ظل هذه البنية المجتمعية والظروف العاجزة عن تقديم الحلول تتزاحم المفاهيم السلبية إلى عقول الشباب, ومن البديهي بأن المجتمع ومؤسساته التي تعجز عن رعاية الشباب اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً, أيضاً تعجز عن احتوائه الحقيقي. |
|