تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مجموعة من الشباب .. يبدون رأيهم بالصحافة المحلية

شباب
الأربعاء 21/2/2007
ل. د

من المؤكد أن الباحث من خلال الإعلام عموماً والصحافة خاصة من الشباب هذه الأيام أسعد حظاً من نظيره قبل بضعة سنوات,

حيث كانت الصفحات تأخذ طابعاً رسمياً, ومشكلات الشباب والمراهقين لا يتسع لها المجال إلا فيما قل,وطرق معالجة المواضيع الثقافية والعلمية وغيرها تجعل معارفهم عند إجراء أي استطلاع بسيط في أوساطهم عن أكثر الأسماء شهرة في معظم المجالات تنحصر بأسماء متداولة منذ أكثر من ثلاثين عاماً, ما يثير التساؤل عن دور الصحافة فيما يتعلق بنشر معلومات تؤسس لمعرفة وتشجع على التداول الحر للأفكار بهدف تنمية الحس النقدي عند الشباب تجاه قضايا مجتمعهم.‏

وللإجابة على هذا السؤال لا بد من معرفة موقف الشباب أنفسهم من الصحافة وعلاقتهم بها,وقبل هذا لابد من تذكر أن الصحافة تندرج ضمن عملية القراءة أو المطالعة والتي يعتبرها الكثير من الباحثين (نشاطاً تنموياً بالأساس) فمطالعة الصحف والمجلات لها أهمية باعتبارها نوعاً من الزاد الفكري يساهم في تنشئة أفراد مفكرين وواعين, كما يمكن أن تشبع نهماً ثقافياً.‏

قطيعة‏

فما درجة إقبال الشباب على الصحافة وما نوعية اهتماماتهم وهل يقبلون على شرائها أم يطلعوا عليها إن وجدت أمامهم, قد تحتاج الإجابة على تلك الأسئلة إلى بحث أو استبيان, لكن الاستطلاع التالي قد يعطي بعض ملامح علاقة الشباب بالصحافة, هنا مع سارة شلفون من الصف الثاني الثانوي, نجد قطيعة مع الصحافة إذ تقول: لا أشتري أي صحيفة أبداً وإن وقعت بين يدي إحدى الصحف خاصة المحلية فلن أقرأها وفي أحسن الأحوال قد أتصفحها بسرعة, وأهلي في البيت لا يهتمون بالصحافة فهم يتابعون الأخبار والمعلومات التي يريدونها من الانترنت والتلفزيون, باستثناء أخي فهو يشتري صحيفة الرياضية, وبالنسبة لي لا أتشجع على قراءة صحفنا لأنني تعودت أنها لا تعالج مشكلات الناس ولا توجد عناوين تشدنا إليها, وقد يكون هناك تحسن إلا أنني تعودت على مقاطعة صحفنا وقد يكون هذا الموقف خطأ إلا أنني لم أستطع تغييره حتى اليوم.‏

لمن تكتبون?‏

يقرأ محمد سعيد عبد الرحمن صحيفة محلية لأن أمه تشتريها يومياً ويقول إنه يفضل فيها صفحة الثقافة لأنه يكتب الشعر, كما يحب الحوادث, لكنه يرى أن صفحة شباب عادية لأن الكثيرين ممن تتوجه إليهم لا يأبهون لما تطرحه وهم الكبار والأهل, لذلك يرى أن يتغير اسمها لينتبه إليها الكبار ويهتموا لمشاكل الشباب, أي أن تكون إرشادية للأهل, ومحمد يرى أن المنهاج الكثيف يمنعه هو ورفاقه من الاهتمام بالمطالعة عموماً والصحافة خصوصاً منها, ويوجه انتقادات بعينها للثورة فهي تضع على الصفحة الأولى عناوين جذابة لا يراها في داخل الصفحات مواضيع بنفس الجاذبية, وبالملحق الثقافي تنشر قصائد لأناس ليس لهم علاقة بالشعر وكأنها نشرت بالواسطة, وأما الصحف غير السورية التي يتابعها فهي الديار اللبنانية.‏

لا يمكنني تقييمها‏

أنا لا أقرأ صحفنا المحلية رغم أنها موجودة في بيتنا غالباً فأبي وأمي يتابعونها, لذلك لا يمكنني تقييمها, هذا ما يقوله عبادة ابراهيم من صف البكالوريا ويضيف.. أرى فقط صفحة الرياضة وأشتري جريدة الرياضية لأنها تهمني, وأعتقد أنه بوجود الانترنت والفضائيات قل عدد المتابعين للصحف.‏

صحافة.. كلمة من الشرق وكلمة من الغرب‏

إذا توافرت الصحف أقرؤها, يبادر عمر الشوفي من الصف العاشر إلى القول ويتابع وأفضل أن تطرح مشكلات من حياتنا فبعد أن يتخرج الشاب من الجامعة ما الذي يعترضه في مسيرة حياته من عقبات أثناء تأمينه للسكن, للزواج, للعمل وأن تطرح الحلول, وصحفنا الحكومية تفتقد إلى الوضوح والجرأة بعرض المشكلات, وغالبية الصحف الشبابية تافهة وسطحية, أو تخصص زوايا صغيرة للمشكلات الجدية, فمثلاً القبول الجامعي وارتفاع المعدلات من أكبر مشكلات الشباب اليوم, هل تخصص لها المساحات الكافية? وهل تطرح الصحف الحلول المناسبة? أنا أقرأ بالانكليزية صحافة أجنبية وأجد الفرق فمواضيعها مترابطة أما مواضيع صحافتنا فنجدها أحياناً كثيرة مفككة وكأنها كلمة من الشرق وكلمة من الغرب, إلا أنني وجدت تحسناً في المواضيع الاقتصادية وفي الكتابة عن مواضيع تهم الناس كالفساد, وأخيراً أتمنى من صحافتنا أن تطرح أية مشكلة بتجرد ودون تجميل.‏

أخيراً: إن ما قدمه شبابنا من آراء في صحافتنا يدلل على أشياء كثيرة منها اختلال الثقة معها, ما يحتم على الصحف الاهتمام المتواصل بما تقدمه لتعيد جسور الثقة مع جمهور الشباب‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية