تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الثرثاران!!

هاآرتس
ترجمة
الأربعاء 21/2/2007
ترجمة ليندا سكوتي

في القديم كتب الله لنا النجاة من ظلم فرعون, فهل سيكتب لنا النجاة من الأذى الذي قد تلحقه بنا قرارات ايهود أولمرت

وعمير بيرتس التي اعتمدت القوة منهجاً دون أن تراعي ماقد يلحق بالإسرائيليين من ضرر?‏

لن يتسنى لنا إبعاد كل من أولمرت وبيرتس عن منصبيهما في الحكومة, حيث إن المواطنين الإسرائيليين الذين أدلوا بأصواتهم لصالحهما وأوصلاهما لهذين المنصبين ليس لديهم القدرة أو الصلاحية على إقالة أو إبعاد أي منهما, وإن الفراغ السياسي الذي حدث بالأمس هو الذي أتاح لهما هذين الموقعين, على الرغم من أن المواطنين الذين انتخبوهما يعملون جاهدين على إبعادهما عن المواقع التي يشغلانها دون أن يحققوا جدوى من هذا الجهد.‏

سيبقى الارتباط وثيقاً بين إسرائيل و هذين الثرثارين اللامباليين لسنوات قادمة, إذ إن التحقيقات والتحريات لن تنجح في اجتثاثهما من منصبيهما, على الرغم من الصراعات المستمرة بينهما دون أن يتطرق الكلل إلى أي منهما:‏

لأن أبطال المصارعة لديهم الخبرة التي تمكنهم من التغلب على الانهاك الذي يتعرضون له كما لديهم الخبرة في الكيفية التي تمكنهم من تثبيت يدي منافسهم وتجديد قدراتهم ونشاطهم إذ إن كلاً منهما يعلم جيداً بعدم امكانية تحقيقه لضربة قاضية في هذه ا لحلبة, وكل واحد منهما يتمسك بالنصر ولا يتخلى عنه, وبذلك فإن المجابهة تتطلب بالضرورة احتجاجاً واسع النطاق لنزول مئات الألوف من الإسرائيليين الغاضبين إلى الشارع لعلهم يستطيعون انقاذ البلاد من الاثنين معاً, لكن المعضلة هي أن الشعب نفسه يعاني من الإرهاق وليس هناك من جهة تعطي القوة لأولئك المرهقين.‏

إننا نتعامل اليوم من مايردده الشعب من فكرة تقول: نجونا من فرعون فهل سننجو من هذا وذاك, فإن الوضع خطير ومرعب جداً, إذ يتوقع الكثير من الناس حرباً ستجري في الصيف القادم, في الوقت الذي ينفي فيه المسؤولون في إسرائيل القيام باستعدادات لخوض معركة جديدة, لذلك يتساءل الشعب عمن ينقذه من كارثة قاسية تحيق به, وهل يمكن الاعتماد على قوات الدفاع الإسرائيلية التي لم يعد تأهيلها حتى الآن أم يكون انقاذهم على يد هذين القائدين اللذين يشغلان قمة الهرم في الدولة.‏

وفي ضوء مايحدث من تناقضات يستمر الفساد في تدمير كل ماهو جيد, وليس بمقدور تلك المجموعة ذات القدرات العسكرية المتدنية والضعيفة أخلاقياً على مجابهة الواقع الذي تتعرض له إسرائيل, فأولئك الذين فشلوا في الحرب مع حزب الله لن تكون لديهم المقدرة على الوقوف أمام التحقيقات القضائية ومراقبي الحسابات الحكومية ولن تحميهم مواقعهم التي يشغلونها من التعرض للمساءلة عما اقترفوه ولن يكون لديهم القدرة والمبررات الكافية للدفاع عن أنفسهم تجاه التهم التي يتعرضون لها وسيقفون أمام المحكمة العليا لمحاسبتهم عما ارتكبوه.‏

إن إسرائيل دولة ديمقراطية تؤمن بالفصل بين السلطات, لكن يبدو أن الأمور يكتنفها الاضطراب في الوقت الحاضر حيث نجد السلطة القضائية مغرقة بقضايا النزاعات والتهم المتبادلة التي تطول المسؤولين في الدولة والسلطة التشريعية فتعاني من الاضطراب أيضاً وتبذل قصارى جهدها لتحسين سمعتها, أما السلطة التنفيذية فإنها عاجزة عن القيام بأي انجاز, وبذلك فإن حكومة أولمرت بيرتس بيريز لن تترك خلفها سوى الأرض المحروقة والفوضى التي تعاني منها البلاد.‏

عندما شكلت هذه الحكومة ادعت بأنها ستعمل على التوحيد بين اليسار واليمين إلا أن الواقع يؤكد أنه لم يمض أقل من سنة على تشكيلها حتى أحدثت المزيد من الخراب.‏

نشرت جريدة معاريف في الاسبوع الماضي خبراً مفاده بأن معرضاً سيفتح عما قريب في الكنيست, من بين مايعرضه صور لرؤساء وزراء إسرائيل السابقين لكن فكرة إقامة هذا المعرض تتسم بالذكاء على الرغم من خطورته إذ انها ستعيد ذكريات الماضي وتثير الشوق إليه. هذا وإن صح إنشاء مثل هذا المعرض الجديد فلن يكون لأولمرت وبيرتس نصيب فيه وسيكتفى بوضع صورتيهما على أحد الرفوف في المعرض.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية