|
ترجمة وحسب مصادر سياسية إسرائيلية, فان إسرائيل ستصر بكل حزم على الشروط الثلاثة, ولن تتنازل في هذا الموضوع, والى ذلك عُلم أن بعض قادة منظمة التحرير الفلسطينية الذين التقوا في واشنطن مع وزيرة الخارجية كونداليزا رايس يقولو ن إنها أوضحت لهم أن الولايات المتحدة لم تقرر نهائيا موقفها بالنسبة لحكومة الوحدة. وحسب أحد أعضاء اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف ياسر عبد ربه, شرحت رايس بأن الولايات المتحدة ستتشاور مع باقي أعضاء الرباعية بالنسبة لموقفها من الاتفاق. وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى انه حسب كل المؤشرات, فان الحكومة الفلسطينية الجديدة لن تقبل بشروط الرباعية ولا حتى ضمنيا. ولكن حسب هذه المصادر تقول هاآرتس فان تشكيلها كفيل بإثارة المشاكل: من قبل كان هناك تمييز واضح بين الرئيس عباس وحكومة حماس وكان من المريح لنا الحديث والتقدم مع جهة واحدة. دخول فتح إلى الحكومة سيشوش هذا التمييز. وسيثور السؤال هل ينبغي تحول الأموال إلى الحكومة التي وزير ماليتها هو سلام فياض. وأضاف ألوف بن أن إسرائيل بذلت في نهاية الأسبوع الماضي مساعي دبلوماسية لمنع تآكل شروط الرباعية, في أعقاب اتفاق مكة. ونشر وزراء خارجية الرباعية بيانا كرر الشروط الثلاثة لتأييد الحكومة الفلسطينية وبارك بدور السعودية في استضافة اللقاء بين فتح وحماس. وسيلتقي وزراء الرباعية في برلين بعد عشرة أيام - بعد يومين من قمة أولمرت, عباس, رايس - للبحث في التطورات.وقالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أن بيان الرباعية حدد بالشكل الأوضح بأن كل حكومة فلسطينية ملزمة بتبني الشروط الثلاثة بكاملها. وحسب هذه المصادر, ففي ختام اللقاء الذي عقد في مكة, لا يوجد بيان فلسطيني يتضمن موافقة على هذه الشروط. وإسرائيل تشدد على أن أعمال الإرهاب ضدها تتواصل, بما في ذلك نار القسام وتهريب الوسائل القتالية إلى غزة, والجندي المخطوف جلعاد شليت لم يطلق سراحه بعد. وستواصل إسرائيل فحص التطورات في ضوء مبادىء الرباعية, في ظل المطالبة بالإيفاء الفلسطيني الكامل بها جميعها. من جهتها التقت وزيرة الخارجية تسيبي لفني التي شاركت في مؤتمر الأمن العالمي في ميونخ,مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, ووزراء خارجية النمسا, سلوفاكيا, السويد وتشيكيا. وتحادثت هاتفيا مرتين مع رايس, وكذا مع نظرائها من ألمانيا, بريطانيا والنرويج. وكانت رسالة لفني إن على الأسرة الدولية وأوروبا على نحو خاص, أن تعقب بحذر على اتفاق مكة والإصرار بحزم على شروط الرباعية. واقترحت على نظرائها الدخول في موقف انتظار, في ظل الإصرار على الشروط, إلى أن تتبين صورة الوضع الكاملة في السلطة والخطوط الرئيسة للحكومة الفلسطينية الجديدة. رايس ورجالها قالوا للفني إن من المهم لهم أن يدرج في بيان الرباعية أيضا عنصر أمل أو مباركة, دون التخلي عن الشروط الجوهرية. مكتب رئيس الوزراء أدار بالتوازي اتصالات مكثفة مع مكاتب زعماء دوليين. وأفاد روني شكيد في يديعوت أحرنوت بان إسرائيل بدأت تمارس الضغوط السياسية على الدول الأوروبية في محاولة لإقناع زعمائها بعدم الاعتراف بحكومة حماس - فتح التي اتفق على تشكيلها في نهاية الأسبوع. وبالمقابل, يشرع الفلسطينيون بحملة إعلامية خاصة بهم: أبو مازن طلب من الرئيس الروسي الاعتراف بحكومة الوحدة.أما الإدارة الأمريكية بالمقابل فغاضبة على الاتفاق وخائبة الأمل من أبو مازن. والسبب هو انه عشية سفر رئيس السلطة إلى قمة مكة طلبت منه الولايات المتحدة معارضة حكومة لا تعترف بإسرائيل . من جهة أخرى أبدت محافل سياسية (قلقها) من احتمال أن يُحدث الاتفاق شرخًا في الموقف الموحد للجنة الرباعية الدولية الرافض التعامل مع حكومة فلسطينية لا تعلن قبولها الواضح (بالشروط الثلاثة), وأن تستأنف دول أوروبية دعمها المالي للسلطة الفلسطينية. وادعى معلقون بارزون في الشؤون الفلسطينية أن الاتفاق حقق لحركة حماس ما تريد, ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة, إيهود أولمرت, أن إسرائيل تدرس بحذر ودقة متناهية تفاصيل الاتفاق. وأضافت انه ينبغي متابعة رد الفعل الدولي في موضوع حساس كهذا وتجنب التعقيب الانفعالي, وهو ما أكده أيضا النائب الأول لرئيس الحكومة, شمعون بيريس, الذي قال إنه ينبغي على الحكومة والجهات الأمنية إجراء دراسة مستفيضة للاتفاق الفلسطيني لاتخاذ موقف واضح منه. وقال وزير السياحة وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية, إسحق هرتسوغ, إن الاتفاق يستدعي التمحيص في تفاصيله ويستوجب قراءته بمجهر للتيقن من عدم وجود تفاهمات أخرى. وتوقع أن يتعامل المجتمع الدولي مع الاتفاق بشكل ايجابي, وقد يعتبر ما حصل تطورا دراماتيكيا, مضيفا أن هذا التطور قد يكون مؤقتا فالأوضاع في الأراضي الفلسطينية لا تزال على شفا الانفجار.من جانبه, دعا الوزير المتطرف افيغدور ليبرمان إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في إسرائيل ردا على تشكيل الفلسطينيين حكومة كهذه لتكون جاهزة لمواجهة أي تطور في المجالين السياسي والأمني. وأضاف أنه يخشى أن تحظى الحكومة الفلسطينية الجديدة باعتراف دولي من دون أن تتخلى حماس عن برنامجها. وزاد أنه يخشى أيضا أن توجه فتح وحماس السلاح الذي في حوزتهما إلى إسرائيل.وزعم رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية, تساحي هنغبي, للإذاعة العبرية أن الرئيس الفلسطيني هو الخاسر في هذا الاتفاق بعد أن تنازل عن مطالبه من حماس التي حصلت على كل ما أرادت بفعل تمسكها المتشدد بمواقفها, وتابع أن معنى الاتفاق هو أن العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين لا تراوح مكانها فحسب إنما عادت إلى الوراء. وخفف من قلق أوساط إسرائيلية من حصول تغيير في الموقف الدولي من حماس, وقال إن الولايات المتحدة هي صاحبة القول الفصل في الرباعية الدولية, وواضح لنا من أقوال وزيرة الخارجية الأمريكية (كونداليزا رايس) أنها ترفض الحفلة التنكرية لدى الفلسطينيين وتصر على تطبيق شروط الرباعية كاملة.وأبرزت يديعوت أحرنوت في عنوانها الرئيس قلق إسرائيل من استئناف أوروبا دعمها السلطة الفلسطينية. ونقلت عن أوساط في الاتحاد الأوروبي توقعاتها أن يعلن وزراء خارجية دول الاتحاد في اجتماعهم الأسبوع المقبل استئناف الدعم المالي للسلطة في المستقبل القريب. وأضافت أن مسؤولين إسرائيليين باشروا اتصالاتهم بنظرائهم في الولايات المتحدة وأوروبا للتيقن من أن المجتمع الدولي لن يمارس ضغوطاً على إسرائيل للتحاور مع الحكومة الفلسطينية الجديدة التي لا تلتزم شروط الرباعية.واعتبر روني شكيد معلق الشؤون الفلسطينية في الصحيفة, الاتفاق الذي وقع في مكة انتصارًا كبيرًا لحماس. وكتب يقول: رغم الضغوط التي مارسها الملك السعودي, فإن حماس لم تتنازل وخرجت من هناك أشد قوة في الساحة الفلسطينية الداخلية وأيضًا في الساحتين العربية والدولية. حماس لم تتنازل عن السلطة ولا عن الأيديولوجيا, ولم تعترف بإسرائيل ولم تتنصل من الإرهاب وكذلك لم توافق على التعهد بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة. ومقابل هذا الموقف المتصلب حصلت على حكومة الوحدة الوطنية التي كانت راغبة فيها كثيرًا. أمّا تسفي برئيل, معلق الشؤون العربية في صحيفة هاآرتس , فكتب أنّ صيغة اتفاق الوحدة توضّح حيّز التفاهمات السياسية التي تم إحرازها بين فتح وحماس والتي وقعت في اتفاقيات مفصلة بين الطرفين. وهي لا تشتمل على تعهد بتنفيذ اتفاقات سابقة ولا على إعلان مباشر بالاعتراف بإسرائيل. لكن هذه الصيغة, على الأقل من وجهة نظر ملك السعودية, تنطوي على ما يكفي لرفع الحصار الاقتصادي عن السلطة الفلسطينية.وأضاف: تكمن في هذه الصيغة الانعطافة الجوهرية في موقف حماس, وهي القبول النظري لبعض الاتفاقيات والقرارات, ومنها اتفاقيات أوسلو وقرارات الجامعة العربية والقرارات المتخذة في مؤتمر القمة العربية في بيروت في 2002 بشأن شروط التطبيع مع إسرائيل. مقابل ذلك فإن إصرار حماس على مصطلح احترام بدل تعهد يجعل الاعتراف النظري غير عملي, بل ويحدّد في الظاهر مقدرة محمود عباس على إدارة مفاوضات سياسية مع إسرائيل. إذ أن حكومته ليست مستعدة للتعهد بتنفيذ اتفاقيات سابقة لن تكون راغبة بالمشاركة في صياغات اتفاقيات مستقبلية. سيفر بلوتسكر الخبير الاقتصادي في يديعوت أحرونوت يرى أن حماس خرجت منتصرة من اتفاق مكة لأنه وفر لها مظلة شرعية وحماية سعودية سياسيا وماليا الأمر الذي يعطيها حصانة أمام المعارضة الأمريكية قائلا :مر أكثر من عام منذ فوز حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية. رغم الحصار الاقتصادي والسياسي الذي فرضه العالم على الحكومة الفلسطينية, ورغم عزلتها في الرأي العام العربي الرسمي, ورغم الفقر المتزايد , ورغم معاناة الشعب الفلسطيني - لم تخضع حماس لمطالب الأسرة الدولية. لم تتراجع ولم ترفع يديها. بل على العكس: قادة حركة حماس, عرفوا كيف يتصرفون بمكر ودهاء عندما برزت الحاجة إلى ذلك, متحولين إلى التصميم الشديد عند الحاجة. والآن بعد التوقيع على ما يسمى ب ( اتفاق مكة) سيكون بامكانهم أن يحتفلوا بانتصارهم النهائي: في مكة شُقت الطريق أمام إعطاء الشرعية الدولية لحماس كممثل ديمقراطي منتخب للشعب الفلسطيني. حماس حصلت على ما تريد من دون أن تتنازل ولو بشيء ما عن مبادئها وعقائدها.لا يمكن لأي إدارة حكيمة في واشنطن أن تتجرأ على إلغاء اتفاق مكة الذي يتفاخر به الملك السعودي جدا . هذا مهما كانت آراء القادة الأمريكيين في واشنطن حول هذا الاتفاق.حكومة أولمرت أخطأت عندما ارتكزت في نهجها نحو حماس على الإيمان الأعمى بالحصار الاقتصادي - السياسي. إسرائيل تبدي مخاوف كبيرة في نظر تسفي هندلر في يديعوت أحرونوت من تقديم مساعدات أوروبية لحماس قائلا:قدرت محافل في الاتحاد الأوروبي بأن وزراء الخارجية الأوروبيين الذين سيجتمعون الأسبوع القادم كفيلون باستئناف المساعدات الاقتصادية للفلسطينيين في أعقاب تشكيل حكومة وحدة وإذا ما نقلت المساعدات بالفعل فان الحكومة برئاسة حماس ستتلقى المال, دون أن تضطر إلى الاعتراف بإسرائيل ونبذ الإرهاب مثلما طالبتها حتى الآن الأسرة الدولية.وامتنعت الحكومات الأوروبية التعقيب على الاتفاق بين فتح وحماس طالما لم تطلع على تفاصيله. وكما يذكر فانه بعد فوز حماس في الانتخابات قبل نحو سنة أوقفت اوروبا معظم الأموال التي كانت تتدفق للسلطة واكتشفت بالمساعدات الطارئة.وقدرت محافل في الاتحاد بان المساعدات الأوروبية إلى السلطة قد تستأنف في أقرب وقت ممكن. وشرحت تقول أن هدف أوروبا وهدف إسرائيل كان ولا يزال تعزيز أبو مازن, وإذا كان الاتفاق الحالي يعززه فإنها أيضا مصلحة إسرائيلية في استئناف المساعدات الأوروبية للفلسطينيين قريبا. وعلى أي حال, فان أوروبا لن تسارع للاعتراف بحماس وذلك لان إخراج المنظمة من القائمة الأوروبية لمنظمات الإرهاب يحتاج إلى موافقة كل أعضاء الاتحاد أل 27. وأعلنت محافل سياسية إسرائيلية بان إسرائيل ستقاطع حكومة الوحدة الفلسطينية طالما لم تفِ بشروط الأسرة. ناحوم برنياع في يديعوت أحرونوت يرى الاتفاق من زاوية أخرى شبيهة: اتفاق مكة بين حماس وأبي مازن أحرج الإدارة الأمريكية وكونداليزا رايس وأحرج الحكومة الإسرائيلية وأفرغ برنامجها السياسي من المضمون ...البشرى السيئة هي أننا احتُجزنا مرة أخرى مثل أرنب في مصابيح سيارة. والبشرى المحرجة في الحقيقة هي أننا محتجزون هناك مع الولايات المتحدة. داني روبنشتاين جنرال سابق و محلل خبير في الشؤون الفلسطينية يرى في صحيفة هاآرتس أن اتفاق مكة( فرصة لتغيير الاتجاه( وأن على حكومة إسرائيل أن تعترف بحكومة الوحدة الفلسطينية لأن ذلك مصلحة لنا وليس مصلحة للفلسطينيين وحدهم بامكان حكومة إسرائيل, بل وعليها, أن تعترف بحكومة الوحدة الفلسطينية. بامكانها لأن رئيس السلطة محمود عباس يدعو إسماعيل هنية في كتاب التعيين الذي أرسله له أن )يحترم قرارات الشرعية العربية والدولية والاتفاقات الموقعة من قبل م.ت.ف(. من الممكن تفسير ذلك كدعوة لاحترام اتفاق اوسلو الذي يتضمن مطالب الرباعية الدولية الثلاثة المعروفة (الاعتراف, التزام الاتفاقات السابقة ونبذ العنف). ونقول من واجبها - لأن الاعتراف بالحكومة الجديدة هو الطريق الوحيد الآن لاستئناف المفاوضات السياسية مع سلطة عباس التي حظيت بدعم كل الفصائل الفلسطينية لإجراء المفاوضات....: حماس تتبنى لغة سياسية جديدة.ليس هذا الأمر انقلابا في سياسة حماس. من جهته نقل ايتمار آيخنرالمراسل الأمني ليديعوت أحرونوت موقف الاستخبارات العسكرية من الاتفاق قائلاً :الرابح الأكبر من اتفاق مكة هو دون ريب حماس. المنتصر الأكبر هو خالد مشعل الذي عزز مكانته كزعيم سياسي موازٍ لابي مازن بل وربما أقوى منه.هكذا يتبين من التحليل الذي عرضه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) اللواء عاموس يدلين, ونائب رئيس المخابرات الشاباك, في جلسة الحكومة حول المعاني الاستخبارية لاتفاق مكة. وقال يدلين انه بتقدير شعبة الاستخبارات فان حماس لم تتخل عن مبادئها. يمكنها أن تواصل التعاظم العسكري وتحظى بالشرعية حيث أن أبو مازن يبيض حكومة حماس, وشدد على أنه حسب رؤية المخابرات, فقد ثبت خالد مشعل موقعه كزعيم سياسي داخلي وخارجي بالتوازي مع أبي مازن., |
|