تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


درهم وقـايـة... من تراث ابن سينا

طب
الأثنين 5-3-2012
الدكتور محمد منير أبو شعر

كان العالم الموسوعي ابن سينا ( 980 - 1036 م)، عبقرية فذّة عزّ على الدهر أن يجود بمثلها خلال القرون والأحقاب.. فقد ترك من بعده مؤلفات ومصنفات ونظريات وآراء علمية رائدة، أذهلت العلماء بعد دراستها والاستفادة منها.

ولئن غلبت الفلسفة في بحوثه وكتبه وأراجيزه، فإنه لم يترك ناحية من نواحي الحياة العلمية إلا حاول معالجتها ودراستها، ولكن شهرته المدوية في أنحاء العالم كافة، جاءته عن طريق طبه، ولاسيما كتابه العظيم ( القانون في الطب)، الذي ظل مرجعاً لطلبة الطب في جامعات أوروبا، حتى القرن السابع عشر الميلادي.‏

كان لابن سينا اكتشافات علمية رائدة، فقد تحدث عن الجنين والولادة والعقم وحفظ صحة الحامل بلغة طبية‏

وكان أول من وصف بطريقة علمية تشريح عضلات العين الإنسانية، وقدم تفسيراً صحيحاً «لميكانيزم» الرؤية ومشاهدة الأشياء.‏

كما استطاع وضع تشخيص وتصور كامل لمرض الجدري، وكيفية انتقال الأمراض المعدية عن طريق كائنات صغيرة جداً في الهواء والماء، وقدّم ابن سينا أيضاً أول تصور لجراحة أورام المخ ولجراحات التجميل، وفرّق بين اليرقان الناشئ عن انحلال الكريات الدموية واليرقان الناشئ عن انسداد القنوات الصفراوية، ووصف ببراعة مرض السل الرئوي،و شخّص كثيراً من الأمراض الجلدية.‏

كما سبق ابن سينا أطباء العالم في بيان الأساس العلمي للطب النفسي، فقد أدرك ما بين الجسم والعقل من علاقة وثيقة.‏

ويبقى المهم والشامخ حقاً في طب ابن سينا هو استعماله للمنهج التجريبي العلمي في البحث والتشخيص والعلاج.‏

وأخيراً .. فإننا نجد أن العبقري ابن سينا، أغنى التراث العربي والعالمي بمؤلفات قيّمة، وبآراء رشيدة صائبة.. رشحته لأن يكون واحداً من الخالدين العظماء في تاريخ البشرية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية