تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


متى يعتبر موسم الحمضيات استراتيجياً؟... 350 ألف طن إنتاج طرطوس

محليات ـ محافظات
الأثنين 5-3-2012
محمد حسين

تعد الحمضيات من الفواكه الأساسية في فصل الشتاء, لما تحويه من فوائد كبيرة للجسم ووقاية من الأمراض التي تنتشر في هذا الفصل من الكريب والأنفلونزا , ومن أكثر المناطق في سورية المنتجة للحمضيات هو الساحل السوري, فموسم الحمضيات في تلك المنطقة من أهم المحاصيل.

كما تمتاز الحمضيات السورية بمأكل جيد جداً ويوجد أصناف باكورية لا تتوفر في كثير من الدول المنتجة لهذه المادة.‏

و وصل إنتاج هذا العام حسب الدوائر المختصة إلى أكثر من مليون طن وقد كان للدولة دور كبير في تطور هذا الإنتاج من خلال دعمها لهذا المحصول وللمزارعين الذين يزرعون الحمضيات عبر توزيع الشتول بسعر رمزي ومتابعة من خلال الوحدات الإرشادية .‏

ولا شك أن لمزارعي هذه المادة فضلاً كبيراً أيضاً بالسعي الحثيث والدؤوب والمتابعة والعناية التي قدموها لهذه الشتول , ففي سبعينات وثمانينات القرن الماضي كنا نستورد الحمضيات أما الآن فسورية من أهم الدول المصدرة لهذه المادة وبالجودة العالية.‏

خازن غرفة التجارة ورئيس لجنة سوق الهال بالمحافظة السيد محمد حمود قال : التسويق في هذا العام ضعيف جداً مقارنة بالسنوات السابقة وذلك بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة وبلدنا, يضاف لذلك ارتفاع كلفة البضاعة المعدة للتصدير من التشميع والتوضيب والعبوات التي ارتفع ثمن العبوة الواحدة بنسبة /100%/ عن السنوات السابقة , إضافة إلى قلة المعامل المجهزة لهذا الأمر.‏

فطرطوس مثلاً تنتج حوالي /350/ألف طن ولا يوجد فيها إلا مشغل واحد وهذا لا يفي بالغرض , كما أن الأسعار الحالية لا تفي بالغرض بالنسبة للمنتج ومجمل الإنتاج بالأسعار الحالية تغطي التكلفة في أقصى الحالات.‏

وأضاف حمود : هناك مشكلة في تصريف المنتج و ضعف في القوة الشرائية , وبالنسبة لمحافظة طرطوس فهي تعاني من وجود عائق كبير للتصدير منها الحيازات القليلة لمساحة المزرعة الواحدة فأكثر الحيازات هي ما بين /10-30/ دونماً وموجوداً في هذه المساحة الكثير الكثير من الأصناف, وبالتالي عندما يريد أي تاجر تصدير أي نوع من الأصناف المطلوبة وخاصة كريفون أحمر ـ أبو صرة ـ حامض أبو حلمة ـ كلمنتينا عموماً نضطر للسعي لدى الكثير من المزارعين لتأمين كمية مطلوبة للتصدير وأعتقد الآن أن الكثير من المزارعين أدرك هذه الناحية ويجب التوجه من خلال الوحدات الإرشادية وللمشاتل الزراعية لزراعة الأصناف القابلة للتصدير مثل ( أبو صرة ـ بلنصيا ـ كلمنتينا ـ كريفون أحمر ـ ستارروبي).‏

وعن الدور الذي يمكن أن تقوم به الغرفة في تسويق الإنتاج وتصدير الفائض منه أوضح حمود : بالنسبة لنا كغرفة تجارة وصناعة لا نستطيع أن نقوم بأي دور لمساعدة الأخوة الفلاحين لتسويق إنتاجهم فهذا دور الغرفة الزراعية واتحاد الفلاحين, ولكننا كغرفة نسعى لمساعدة الأخوة التجار مع الجهات المختصة لإزالة أي عائق أيضاً في هذا المجال.‏

وفيما يخص تصدير الإنتاج الزراعي نسعى لدى الجهات المختصة لدعم الصادرات الزراعية أسوة بالدول المجاورة, مشيراً إلى أن الدولة قامت بدعم الكثير من المواد للأخوة الفلاحين حيث تدفع الدولة لكل مزارع حمضيات للدونم الواحد /1400/ليرة سورية وكذلك للكثير من الأصناف الأخرى .‏

وحول مقترحات الغرفة قال حمود : المواطن السوري مستهلك جيد لمادة الحمضيات بنسبة /70%/ من الإنتاج وهذا يساعد على تصريفها , لكن يوجد فائض من مادة الحمضيات بسبب الازدياد الدائم من الإنتاج والجهد الكبير الذي يقوم به الفلاح وحسب رأيي لا تقل الزيادة السنوية للإنتاج عن /10-15%/ كل عام .‏

لذلك لا بد من العمل لاعتبار موسم الحمضيات في الساحل السوري من المحاصيل الإستراتيجية ودعم المصدر من الدولة , وأيضاً العمل على إنشاء معامل عصير أسوة بمعامل كونسروة البندورة لاستجرار الأصناف الرخيصة من الأسواق وبذلك يتم تحسين الأسعار لأصناف المائدة ، ودعم شركة الخزن والتبريد على تصدير هذه المادة من خلال عقود تبادل مع الدول ذات العلامة الجيدة مع بلدنا وليس شراء المادة من قبل الشركة وطرحها في الأسواق المحلية.‏

رئيس اتحاد فلاحي طرطوس السيد محمود معيطة قال من جهته بهذا الخصوص: قامت المؤسسة العامة للتسويق والخزن بشراء /800/طن إضافة إلى فرع دمشق والرقة, والأسعار التي تم الشراء بموجبها هي: أبو صرة /15.5/ل.س – الحامض /13-14/ل.س - كرمنتينا /14-16/ل.س -كريفون /5-6/ل.س - كريفون زهري /6-7/ل.س – بوملي /8-20/ل.س – هجائن /15-17/ل.س .. كما تقوم الشركة بتقديم النقل والعبوات وهي بأسعار مقبولة وتواجد المؤسسة ترك أثراً إيجابياً ولا تزال على عمليات التسويق.. أما الأسعار في الأسواق ( سوق الهال ) هي كما يلي: أبو صرة /12-14/ل.س – حامض/11-13/ل.س – كرمنتينا /8-17/ل.س ـ بوملي /17-18/ل.س.‏

وبين معيطة : ُطلب من الاتحاد الكميات الممكن تسويقها بمواصفات جيدة من حيث القطاف والتعبئة كون هناك عمل لتسويق المحصول إلى إيران مع العلم أن الإنتاج حالياً تم جني نصفه تقريباً .‏

وبالنسبة للتصدير الخارجي تعمل الحكومة من أجل إيجاد أسواق يمكن التصدير إليها , ولم يعتبر محصول الحمضيات استراتيجياً لتاريخه, مشيراً إلى أن المساحة المزروعة حمضيات بالمحافظة بلغت /7925/هكتاراً وعدد الأشجار فيها بلغ /2973/ شجرة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية