تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التونسيون يجددون رفضهــم المؤامـــرة... على ســـورية وينـــددون بعمالــــة حكومـــة النهضـة

سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الإثنين 5-3-2012
ندد الاف التونسيين من مواطنين وطلبة ومثقفين ونشطاء في المجتمع المدني خلال تجمع عمالي كبير نظمه الاتحاد الجهوي للشغل بولاية سوسة في تونس أمس الاول بعمالة حكومة النهضة الحالية وولاءاتها لاطراف خارجية أدت الى تدخل غير مبرر في شؤون الشعب السوري.

واكد المشاركون في التجمع ان الحكومة التونسية الحالية تهرول نحو التطبيع مع العدو الصهيوني بدلا من مناصرة الشعب الفلسطيني مرددين شعارات تؤكد حرية الشعب التونسي ومنددة بالحكومة وعلاقاتها المشبوهة مع امريكا وقطر.‏

ووصف المشاركون في التجمع الحكومة التونسية الحالية بحكومة العار داعين الى اسقاطها لانها حكومة لا تخدم الشعب وانما تخدم أجندة امبريالية ونزوات الحقد القطري السعودي.‏

وفي سياق متصل أكد الكاتب التونسي مصطفى عطية أن الدعم الكبير الذي تحظى به المعارضة السورية المسلحة من قبل الولايات المتحدة والبلدان الاوروبية واسرائيل حاليا لايستهدف احلال الديمقراطية وانما تأجيج نيران الفتنة الداخلية والحرب الاهلية وتفكيك البلاد وتقسيمها لضمان أمن اسرائيل.‏

وقال عطية في مقال نشرته صحيفة الصريح التونسية أمس انه لاأحد من العرب يعتقد في قرارة نفسه أن الامريكيين والاوروبيين والاسرائيليين يريد له الديمقراطية والحرية والرفاهية لافتا الى انه لاشك أن كل عربي يشعر بالاهانة عندما يستمع الى مجرم الحرب بنيامين نتنياهو قاتل الفلسطينيين وهو يدافع عن الشعب السوري.‏

من جانبه ندد الكاتب التونسي محمد صالح الحفظاوي بمؤتمر أعداء سورية ووصفه بأنه متاجرة رخيصة سخيفة بالام الشعوب وذبح للامة واراقة لدماء أبنائها.‏

وقال الحفظاوي في مقال نشرته امس صحيفة الصريح أيضا..ان الهدف من مؤتمر أعداء سورية في حلقته التونسية وحلقاتها المفترضة لاحقا هو ضرب محور المقاومة والممانعة وفسح المجال أمام منطقة ضعيفة مسلوبة الارادة وتركيز دويلات طائفية لاحول لها ولاقوة تنهشها المشاكل والصراعات لصالح سيادة اسرائيل المطلقة على المنطقة مؤكدا أن هذا المؤتمر ليس الا أداة لتقسيم سورية وضرب الوطن وجعله أشلاء ممزقة يسهل على الاعداء تدجينها والتلاعب بها.‏

وأضاف: ان القوى نفسها التي دمرت ليبيا تعيد ذات اللعبة القذرة في سورية عبر تسخير مجموعات يتم تدريبها وتجهيزها في أماكن متعددة ثم الزج بها لاحقا بهدف عسكرة الازمة واغتيال صوت العقل والحلول السلمية.‏

ورأى الحفظاوي أن هدف مؤتمر أعداء سورية دفع سورية الى حرب أهلية لايعرف أحد متى وكيف تنتهي متسائلا أي أصدقاء هؤلاء.‏

بدوره الكاتب التونسي مراد علالة اعتبر أن لقاء نتنياهو والرئيس الامريكي باراك أوباما في البيت الابيض هو لقاء واجتماع الاصدقاء الحقيقيين.‏

وقال الكاتب علالة في مقال نشرته صحيفة الصحافة التونسية الرسمية..ان الصديقين الامريكي والاسرائيلي استبقا لقاءهما برسائل التطمين التي كان من بينها عزم الادارة الامريكية في سياق قدسية أمن اسرائيل على حسم الازمة السورية بما ينهك ويضعف سورية دولة وشعبا بعيدا عن مزاعم الرأفة والرغبة في فرض الديمقراطية على هذا البلد المقاوم وجرمه ربما هو مجاورته وعداؤه للكيان الاسرائيلي.‏

وأضاف: ان تضييق الخناق على سورية بالعقوبات والحصار وتأليب وتوريط أنظمة عربية بعينها وكذلك تسليح المعارضة جميعها جاءت تمهيدا لتنفيذ سيناريو جاهز الان للتدخل العسكري المباشر في هذا البلد العربي.‏

وشدد الكاتب التونسي على أن المقصود من استهداف سورية بهذه الطريقة يندرج في مسار تأمين الوجود المقدس للدولة العبرية في القاموس الامريكي خصوصا اذا أضفنا الى هذه المعطيات انعكاسات سقوط دمشق على جزء كبير من التنظيمات الفلسطينية التي عرفت بتاريخها المقاوم والمناهض لوجود الكيان الصهيوني مشيرا الى أن هذه الفصائل والتنظيمات الفلسطينية موجودة في سورية وقلوبها تنبض في فلسطين.‏

من جهته انتقد الكاتب التونسي الطاهر الامين الكتابات السائدة عن الثورات العربية المزعومة وقال:انها متورطة في صياغة خطابات تمجيدية تشريفية متناسية أن الثورة عربيا هي هذا الدخول في مأتم جماعي وهذا العزف لالحان الحروب الاهلية الجنائزية الصادران عن وعي زائف يرتبط بعمى جديد اسمه العمى الثوري.‏

وأضاف الامين صاحب كتاب بؤس الثورة الصادر في تونس مطلع العام الحالي في حديث الى صحيفة المغرب التونسية نشرته امس ان الصحراء العربية أصبحت منذ أكثر من قرن أرض صراع مكشوف حيث نجح الغرب منذ كذبة الثورة العربية الكبرى 1916/1918 في تحويل الوجود العربي الى اطار دائم للتلاعب وهذا الربيع العريي الكاذب يظل امتدادا ثابتا لاتفاقية سايكس بيكو.‏

وأوضح الامين أن مايجري الان في الصحراء العربية القاحلة ليس ضرورة استراتيجية عربية بقدر ماهو ترنيمة ميلاد جديد للتاريخ الغربي فالمأزق الحقيقي الذي تشهده فلسفة الديمقراطية الغربية يدفع الغرب الى التدخل في مصير العرب كطرف رئيسي في صراعات الداخل العربي مشيرا الى أنه لم يعد ممكنا السكوت عن تهمة نظرية المؤامرة التي يرمينا بها النفاق الغربي دائما ليبعد الانظار عن مؤامراته التي ينفذها الواحدة تلو الاخرى وتشجعه في ذلك خيانات المثقفين العرب الذين يرفضون التحرر من ارث العلاقات الاستعمارية.‏

كما أعرب الامين عن قلقه من الواقع التونسي الحالي وقال:ان مؤشراته لاتبشر الا بافاق سوداء موضحا أن قلقه يأتي من الاكاذيب التي يخبئها شعار الاسلام هو الحل وهو شعار سيقوم باغراقنا في أوهام الهوية وأسلمة المعرفة والديمقراطية والاقتصاد الى غير ذلك من مشاريع الاسلمة الوهمية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية