|
ترجمة في وقت يحيي في الشارع العربي والفلسطيني هذه القضية التي باتت تضغط على الضمير الإنساني بحكم ما يتعرض له الأسرى العرب من سياسات وإجراءات عدوانية، ولاسيما أن سلطات الاحتلال تنتهج مؤخرا سياسات تصعيدية ضد الأسرى والمعتقلين العرب في كل المناحي المتعلقة بظروفهم الاعتقالية، فقد اخذ هذا التصعيد منحى سياسيا تمثل في الكثير من التصريحات التحريضية لبعض المسؤولين السياسيين الإسرائيليين التي تطالب بالتضييق على الأسرى، كما طالب شاؤول موفاز رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، بل ذهب البعض منهم بإطلاق تصريحات عنصرية ونازية كما يطلب العنصري ليبرمان بإلقاءهم في البحر الميت، إلى جانب ما طالب به سيلفان شالوم بإعادة النظر بتنفيذ أحكام الإعدام بحقهم، فهذه التصريحات العنصرية تشكل دليلاً قاطعاً على ان إسرائيل لم يعد يهمها أي قوانين او شرائع دولية تحض على احترام إنسانية الإنسان. لقاء مخيب للآمال وذكرت مصادر إسرائيلية ان نتنياهو التقى بعائلة الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، جلعاد شاليط، وأبلغهم بأنه قام بتعيين أحد كبار المسؤولين في الموساد خلفا لحجاي هداس، مبعوثا خاصا للمفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.وقالت المصادر نفسها إن دافيد ميدان، المبعوث الجديد، يعمل منذ سنوات كثيرة رئيسا لدائرة في الموساد. وأنه بحكم منصبه كان له دور في عدة عمليات، بعضها مرتبط شاليط.ونقلت صحيفة معاريف عن نوعام شاليط، والد الجندي الأسير عن لقائه بنتنياهو، قوله إن اللقاء كان مخيبا للأمل، وأن الأمر الجديد الوحيد بالنسبة للعائلة هو اسم المبعوث الجديد. وأضاف أنه حتى اللحظة فإن الجهود لإطلاق سراح شاليط لم تثمر، رغم أن نتنياهو واصل ادعاء غير ذلك. وأورد اليكس فيشمان مراسل يديعوت احرونوت العسكري ان حجاي هداس يئس من تعامل نتنياهو مع هذا الملف وانه يعتزل بشعور من الإحباط مع ذلك، فان الصورة التي تفهم من بيان ديوان رئيس الوزراء عن المبررات وعن التوقيت لاعتزاله، بعد أن قضى أقل من سنتين في منصب الوسيط الإسرائيلي في صفقة شاليط، لا يروي كل الحقيقة،فالسبب الأساس هو انه في واقع الأمر لم يحصل أي شيء جوهري في المفاوضات لإعادة جلعاد شاليط. ومنذ فترة يسمع محيط هداس المهني تلميحات بعدم الرضى والإحباط من أن جلعاد ليس في الطريق إلى الديار. استقالة لها مايبررها ومن المعروف حتى لدى المحللين الإسرائيليين أنفسهم ان نظام الحكم في الكيان الإسرائيلي حتى التركيبة السياسية برمتها في إسرائيل تستند لرموز العمل الأمني في سياساتها العامة، وسيكون تأثيرا قويا لمطالبة خمسة من كبار قادة الأجهزة الأمنية بضرورة إتمام صفقة تبادل الأسرى وإطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط بأي ثمن. وأشارت مصادر إعلامية إسرائيلية أن تلك المطالبة تأتي في سياق عدم تكرار تجربة مساعد الطيار الإسرائيلي رون أراد المجهول المكان والعنوان منذ العام 1986 وحتى اللحظة، وأيضاً في سياق فشل كل المحاولات الأمنية لإطلاق سراحه، فضلاً عن تراجع ثقة الجندي الإسرائيلي بالجيش، ما يؤثر سلبا على معنويات أهالي الجنود وأهاليهم. وأضافت هذه أن أجواء الشارع الإسرائيلي: «ملائمة لدفع ثمن مقابل شاليط»، وأن «أصدقاء الجندي وعائلته قد قاموا بما يكفي لتوفير دعم الشارع الإسرائيلي في حال إتمام الصفقة»، مشيرة إلى أن استقالة حجاي هداس مسؤول ملف المفاوضات للإفراج عن شاليط «له ما يبرره، استنادا إلى تعنت الحكومة اليمينية المتطرفة في عدم مساعدة حجاي لإتمام الصفقة وعدم استعدادها لدفع ثمن ممكن أمام القائمة المقدمة. وأضاف المصادر الإعلامية الإسرائيلية، أن: «البيان الذي أصدره مكتب نتانياهو رداً على مطالبة قادة أجهزة الأمن السابقين بتحرير شاليط بحجة تجربة صفقة أحمد جبريل وصفقة الحنان مع حزب الله غير مقنعة في ظل استعداده عبر القناة الثانية الإسرائيلية للإفراج عن 450 أسيرا فلسطينيا بشروط ترحيل البعض إلى قطاع غزة أو تونس أو ليبيا أو أي مكان يختاره الأسرى. أسرى يعانون من أوضاع سيئة وصعبة وأشارت منظمات حقوقية عربية وفلسطينية تهتم بشؤون الأسرى العرب ان الأسرى والمعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية يعانون هذه الأيام من أوضاع صعبة وسيئة على كل المستويات وفي كل مناحي الحياة الاعتقالية نتيجة للسياسات الإسرائيلية المتعمدة والمعتمدة من قبل أعلى المستويات التشريعية والتنفيذية في إسرائيل والتي تطال مجمل الحياة الاعتقالية من تعذيب مباشر وغير مباشر، وعزل لفترات طويلة والاكتظاظ داخل زنانين وغرف السجن وسوء التغذية وعدم الرعاية الصحية ومنع زيارة ذويهم لسنوات طويلة كما يحصل لأسرى قطاع غزة، ومنعهم من التنقل بين أقسام السجن الواحد ومنعهم من حقهم في التعليم من خلال عدم إدخال المواد التعليمية والثقافية ومنعهم من ممارسة التمارين الرياضية خلال فترة «النزهة» اليومية، وعدم السماح بدخول الأطباء وتوفير ما يلزم من علاج وفحوصات وأدوات طبية وإجراء العمليات الجراحية للكثير من المرضى الذين يتزايد أعدادهم باضطراد وتتفاقم حالات البعض منهم إلى جانب ما يعانيه ذوي الأسرى من حالات إذلال وتفتيش والانتظار لفترات طويلة خلال الزيارات هذا اذا ما أضفنا قضية الاعتقال الإداري واحتجاز أكثر من 150 طفلاً وقاصراً دون تقديمهم إلى المحاكمة إلى جانب الإبقاء على أكثر من 60 أسيرة ضمن أسوأ الشروط الاعتقالية حيث يتم وضع أكثر الأسيرات مع السجينات الجنائيات وتعريضهن لأكثر أشكال الذل والإهانة. واستدركت هذه المنظمات،أمام مثل هذا الواقع الاعتقالي المزري، لم يعد أمام الأسرى العرب سوى استخدام الوسائل والأساليب المشروعة والمتاحة لهم للدفاع عن أنفسهم وتحقيق مطالبهم الإنسانية والمشروعة التي كفلتها جميع الشرائع الإنسانية، ومن ضمنها الإضراب عن الطعام،كما كشفت بعض المنظمات والهيئات الحقوقية الفلسطينية التي تهتم بقضايا الأسرى، بعد ان ضاقت السبل أمامهم نتيجة لإصرار مصلحة السجون العامة بعدم الإصغاء لمطالبهم ومطالب العديد من المؤسسات الإقليمية والدولية بالإقلاع عن سياساتها العنصرية ضد الأسرى . معايير عنصرية متطرفة تحليلات الصحف الإسرائيلية اتفقت فيما بينها حول الأسباب الحقيقية لاستقالة حجاي تتمثل في الطريقة التي تعالج فيها حكومة نتنياهو هذا الملف،والمعايير العنصرية المتطرفة التي تضعها هذه الحكومة، فقد كتبت يديعوت احرونوت، بأسلوب لا يخلو من التهكم، «أن قرار حجاي هداس لن يؤخر مفاوضات إطلاق سراح شاليط، ولن يتسبب في حدوث أضرار لعملية التفاوض، وذلك لسبب بسيط هو» أنه لا توجد مفاوضات ليتم عرقلتها، وأن المفاوضات عالقة منذ 10 أشهر، وقد وصلت إلى طريق مغلق».وأشارت إلى أن هذا الأمر هو السبب الوحيد الذي دفع هداس إلى الاستقالة، وأن هداس لم يكن وسيطا في المفاوضات إنما كان ممثلا للحكومة في المفاوضات الجارية مع الوسيط الألماني، وأنه لم يكن له تأثير في مسار الصفقة، وكان تأثيره يقتصر على الاستشارة فقط. واعتبرت الصحيفة أن الجمود في مفاوضات صفقة شاليط وعدم وجود أمل تغيير هذا الواقع هو السبب الحقيقي لاستقالة هداس، وليس لأسباب شخصية وعائلية كما يدعي، يذكر أن هداس يتمتع بعلاقات جيدة مع عائلة شاليط التي تمنحه ثقة عالية على خلاف سابقه في هذا المنصب، عوفر ديكال، وعلى هذا يمكن الاعتقاد أنه لو كانت المفاوضات لإطلاق سراح شاليط في وضع جيد لم يكن لهداس أن يترك هذا الملف، حتى لو طلب رئيس الحكومة منه ذلك لكان سيقنعه بالبقاء. وفي مقال أخر كتبت يديعوت تقول: «القيادة السياسية لحماس كانت مستعدة لعقد الصفقة حسب العرض الإسرائيلي الأخير. ولكن رئيس الوزراء يتردد ولا يقرر. من جهة يرفض اتخاذ القرار لتحقيق الصفقة، ومن جهة أخرى يرفض اتخاذ القرار بمسارات عمل أخرى. بحيث أن الوضع من شأنه أن يبقى عالقا لاجيال وهذا أغلب الظن هو السبب المركزي لقرار هداس الخروج في سنة إجازة عقيلته وألا يبقى عالقا في منصب الوسيط دون جدوى وتحت عنوان «لندفع الثمن» كتبت ياعيل باز- ملميد في معاريف تقول: «على ترك جندي من الجيش الإسرائيلي لمصيره لا يقدم أحد إلى المحاكمة. كما أن الحكومات لا تسقط على هذا البند الفظيع، بل وجدول شعبيتها في الاستطلاعات لا يتضرر. وعليه – فلماذا تتخذ القرارات؟ لماذا تتخذ خطوات تعيد جلعاد شليت إلى بلاده، دياره وعائلته. ما المح في إنقاذه من أيدي آسريه الذين استغلوا فشل الجيش الإسرائيلي واختطفوه قبل نحو خمس سنوات. الثمن ليس أمنياً وأضافت معاريف، بنيامين نتنياهو يمكنه أن يعيد جلعاد إلى الديار. ولكنه لا يريد. بالطبع ينبغي ان نتحفظ على القول ونضيف انه يريد لشاليط أن يعود، ولكنه لا يريد بما فيه الكفاية كي يدفع الثمن لقاءه. والثمن ليس أمنيا بالذات. فالمزيد والمزيد من خبراء الامن يدعون بحزم بان إسرائيل يمكنها أن تتصدى لتحرير نحو 1.400 مخرب، بضع مئات منهم مع دم على الأيدي. كما أن ضباطا كباراً في الجيش يدعون بان ميزان القوى بشكل عام بين إسرائيل والفلسطينيين لن يختل حقا ويسوء اذا حررنا هؤلاء المخربين، ويضيفون بان الجيش الإسرائيلي يعرف كيف سيتصدى لزيادة «القوى البشرية» التي ستتلقاها منظمات الإرهاب. وتخلص معاريف للقول: ولكن نتنياهو يغلق أذنيه ويغمض عينيه. وهو لا يمكنه ان يتخذ قرارا فيه نوع من النزاع داخل الشعب. ومع أن كل الاستطلاعات تشير إلى أن هناك أغلبية كبيرة في صالح صفقة شاليط مثلما كادت تجمل قبل نحو سنة ونصف السنة، الا ان هذه الأغلبية، أغلب الظن لا تأتي من الجمهور الذي يرغب نتنياهو في تلقي تأييده . هذا لا يعني أن التقسيم واضح جدا في هذه الاستطلاعات التي لا تعرض المعطيات حسب توزيع الأصوات بين اليمين واليسار، ولكن تصريحات رجال اليمين في مناسبات مختلفة يمكن أن يفهم منها بان أجزاء واسعة من هذا الجمهور يعتقدون بأنه لا ينبغي تحرير مخربين قتلوا يهودا. فضلا عن ذلك، ففي كل الجماعات المختلفة التي تكافح في سبيل تحرير شاليط مقابل تحرير مخربين، لا يوجد رجال يمين بارزون. |
|