|
من داخل الهامش هل للكلمات لون وطعم وهدف وغاية ما.. إذا لم تكن من القلب وإلى القلب..؟! كيف نكتب بمداد أسود والدنيا ربيع في أصقاع سورية كيف نكتب بغير حبر العيون وثمة من يريد أن يغتال ربيع بلادي، حضارتها، تاريخها، عطاءها، دورها، كيف نمسك بقلم لا يخط للوطن آماله، آلامه، لبلسمة جراحه... أي حبر نكتب به وأي بياض يستقبل كلمات وجملاً ومعاني ليست من الوطن وللوطن.. الآن.. نتبين زيف الذين ادعوا أن مهمة الأدب جمالية قبل أن تكون التزاماً بآمال الناس وهمومهم، الآن وقبل أي وقت آخر نشعر كم نحن مصدومون لأن الأدب أو من يدعون أنهم أسسوا لحداثة القطيعة مع كل شيء.. الحداثة التي أطلق عليها عبد الوهاب المسيري: «الحداثة السائلة» لأنها بلا جذور بلا لون، بلا معنى، غايتها التشتيت والضياع.. الآن نكتشف خطورة اللاانتماء، مزلق الانتظار في المنطقة المحايدة لجلاء حقيقة أمر ما.. قضايا الوطن لا تحتمل إلا معنيين اثنين، موقفين اثنين، معها، أو ضدها، الوطن صفحة إبداعنا جميعاً تكتب عليها بمداد العيون والعطاء والوفاء، مداد العمل البناء، النقد البناء، صفحة الوطن ليست مناصب وادارات ومهام سفر عند البعض وفي أول حالة طارئة يكون ما يكون.. لا عذر لأحد، لا تسويغ لموقف، لا قيمة لحرف لا يكتب الآن للوطن.. الوطن الذي نقطف ثمار عطائه ونتلذذ بها ونحن في أحسن أحوالنا هدوءاً وراحة، هذا الوطن الذي يجرح وننسى ما فاض علينا من وافر عطائه يحق له أن يسألنا: لم البعض منكم عاقون.. لم أنتم هكذا..؟1 أسئلة لا تهدأ أبداً، وكل سؤال يولد آخر.. وبالتأكيد كل من يريد الاجابة لديه ما يقوله.. ولكن الإجابة الوحيدة التي أرى أنها أقرب إلى الصواب أن من يقف في المنطقة الرمادية قلة قليلة، وأن الوطن غال على الجميع، وأن حبر العيون ادخرناه لمثل هذه الأيام وأن جراح الوطن أكبر من أجسادنا، ولكنها ستشفى، وسيبقى ربيع وطني.. سيبقى عطر الياسمين شعارنا إلى العالم كله، وأبجدية اوغاريت هوية كل إنسان أينما كان في الدنيا تصرخ بوجهه أنا أبجدية سورية.. أنا أول من علم الدنيا الكتابة.. وسلام أيها الوطن فليست هذه أولى المحن أبداً ولكنها محطة فارقة، وبالتأكيد نحو غد أكثر إشراقاً وروعة وبهاء وحبر العيون لو كان محيطاً لا يكفينا.. |
|