تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ظلاميتهم لن تثنينا..

الافتتاحية
الأثنين 25-4-2011م
بقلم : رئيس التحرير - علي قاسم

ليست المرة الأولى التي تظهر فيها ملامح الانتقام التي تتنافى مع كل الشرائع التي عرفتها البشرية.. وليس المشهد الأول الذي يطفو فيه الحقد الخارج من رؤية ظلامية لا تكتفي بالإلغاء بل تتشفى أيضاً .

لكن ما تكشفه ممارسات الجماعات الإجرامية المسلحة يذهب أبعد من كونه وجهاً بشعاً من وجوه الحقد.. لأنها تفتح على الملأ فصلاً من فصول إجرامها.. وهي تمارس طقوس وحشيتها تمثيلاً وتقطيعاً للأطراف وتشويهاً للجثث.‏

انكشافها هذا لا يترك مجالاً للتريث أو الانتظار.. ولو للمواقف الوسط.. بل يلغي المنطقة الرمادية المتسعة أو تلك التي حاول البعض التستر خلفها للتريث أو الانتظار.‏

ما يدهشك فعلاً أن تذهب أبعد من ذلك لتبحث في جذور وأبعاد تحاول أن تتوارى تحت يافطات تتنوع وتتلون وأحياناً تتعدد في أشكالها ونماذجها.‏

لكنها أمام الحقيقة المرة تجرف آخر الالتباسات.. وآخر الاحتمالات.. ترمي في هوامش صفحاتها ذرائع وحججاً يتباكون خلفها... ويحاولون لها أن تنفلت، حيث المشهد بتفاصيله مجرد حكايا وروايات، لكنه في الواقع ملمح من ملامح الرعب والترويع لحد التوحش.‏

حقيقة لابد من التعاطي معها.. والنظر أبعد مما تظهره ديكوراتهم، وياقات حضورهم وكادر صورهم... وبياناتهم التي لا تستند الى الواقع في شيء.. بل على تحريض لمزيد من القتل والإجرام.‏

ندرك أن بعضاً من تلك البيانات ستدفع لنا بوجوه أكثر حقداً لتمعن في وحشيتها... وندرك أيضاً أن المواجهة المفتوحة معها لن تثنينا أبداً عما نؤمن به... وما نتمسك به ... لأنه جزء من وجودنا.‏

الجزم بالفصل ليس استنتاجاً سياسياً ولا هو رؤية تنظيرية... بل حقائق تتجسد على أرض الواقع..‏

لم يخالجنا يوم الشك بتلك الأجندة.. ولا بتلك الظلامية التي تريد اكتساح ساحاتنا وشوارع مدننا وطرقات قرانا... وهي تحاول ان تروع أطفالنا... وأن تزرع الخوف في عيوننا..‏

وبالقدر ذاته أيضاً كنا ندرك أن إجراميتهم ووحشيتهم وطبول بياناتهم لن تدفعنا للتردد.. لن تغير من قناعاتنا... ولن تزرع فينا لحظة شك بقدرتنا على دحرها...‏

إنه شعبنا الذي سبق بوعيه ... بحسه الوطني إبعادها... وحذر من تفاصيلها.. حين لم يقبل بالمنطقة الرمادية... ولم يؤمن بالخلط يوماً ولا بالالتباس.‏

لا ننكر عليهم أنهم فشلوا غير مرة... ولا ننكر عليهم خيبتهم حين عجزوا عن زرع الفتنة...‏

ولا ننكر عليهم أيضاً وحشيتهم وظلاميتهم وإيغالهم في الانتقام...‏

ولا ننكر كذلك على تلك البيانات المعدة... وعلى تلك الشاشات المعبأة بالتحريض والتجييش قدرتها على تحريكهم.‏

لكن كما عجزوا في الماضي... هم عاجزون اليوم ... والشعب السوري الذي سبق له أن فرزهم ... ولفظهم من صفوفه قادر أن يكرر الفعل ذاته... وباقتدار.‏

a-k-67@maktoob.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية