|
آراء
عمد المخرج في الطريقة السردية للفيلم الى أسلوب المونتاج المتوازي.. إذ إننا نشاهد محورين اثنين, يتناول الأول المراحل الفنية التي مرّ بها بيكاسو.. ويصور الثاني مشاهد من حياته اليومية في لقطات نادرة قلّ أن نشاهدها في أفلام مماثلة, وتعكس هذه اللقطات صوراً من حياة بيكاسو الغنية بالأحداث والتي تؤثر بشكل فاعل في أعماله الفنية. وعلى مدى خمس وأربعين دقيقة, يشاهد المتفرج عملاً متقناً ترافقه موسيقا بيتهوفن وتشايكوفسكي وشتراوس إضافة الى مختارات من الموسيقا والفلامنكو الاسباني, ساعد على إخراجها الى المتفرجين: صالة وأجهزة المركز الثقافي الاسباني المتطورة. ويصور الفيلم أيضا, قسماً من أعمال بيكاسو ابتداء من مراحله الواقعية الأولى وبالتحديد منذ عام 1895 وحتى 1901 ثم منذ 1901 الى 1904 وهي المرحلة الزرقاء. ويلي ذلك المرحلة الوردية الممتدة من عام 1904 الى ..1906 ثم تليها المرحلة التكعيبية فالتكعيبية السريالية فالتعبيرية مروراً بالكلاسيكية الجديدة, وبعض أعمال الحفر والنحت والخزف. ويخصص هذا الفيلم, قسماً للحديث عن اللوحة المعروفة (غيرنيكا) التي تصور ويلات الحرب والتي يعتبرها النقاد أشهر لوحة في تاريخ الفن بعد لوحة دافنشي (الجوكندا).. وعن كيفية إعادة هذه اللوحة الى الأراضي الاسبانية بعد مفاوضات بين الحكومتين: الاسبانية والأمريكية.. حيث شهد العام 1981 عودة اللوحة ومراحل وصولها لتستقر أولاً في متحف (البرادو) ثم في متحف الملكة صوفيا في العاصمة الاسبانية (مدريد). ويختتم الفيلم بالحديث عن الإرث الفني الأسطوري الذي تركه بيكاسو بعد وفاته سنة 1973 والذي قدرت قيمته المادية حينذاك بمليار و251 مليوناً و673 ألف فرنك فرنسي. والفيلم التسجيلي هذا, منفذ بطريقة سلسة وناعمة تشد المتفرج وتحفزه على المتابعة وتبعد عنه الملل الذي تعاني منه بعض الأفلام التسجيلية المماثلة. ويشاهد المتفرج على مدى ثلاثة أرباع الساعة, صوراً حيّة لحياة بيكاسو ومراحله الفنية وبألوان لا تنقصها الدقة وحسن الاختيار. وإن التفاصيل التي نشاهدها في الفيلم تبدي للمشاهد الحياة البسيطة لهذا الفنان العالمي الذي أخذت منه الريشة والألوان معظم أوقاته فأنجز للفن العالمي تلك الكمية المدهشة من الأعمال الفنية الرائعة. وبيكاسو الذي شغل أوساط الحقل الفني والنقد الفني.. غادر الى الرحاب العليا تاركاً لإسبانيا علامة فارقة ومميزة ستتحدث عنها الأجيال اللاحقة كثيراً, وستظل الشغل الشاغل لنقاد الأعمال الفنية أيضاً. والفنان السوري الذي أنجز هذا العمل الجيد (نزار غازي) والذي أقدم على تلك المغامرة الناجحة في اقتحام تفاصيل حياة ومنجزات بحجم الفنان العالمي بيكاسو ... يعد الآن لإخراج عدد من الأفلام المماثلة عن فنانين تشكيليين سوريين أمثال الياس زيات-نزير اسماعيل-سارة شمّا.. كما يحضر لإنجاز فيلم عن (معلولا) التاريخية. والميدان ليس بجديد عليه فقد أنجز سابقا عددا من الأفلام التسجيلية وسواها بعد أن كان قد نشر كتيبا خاصا هو دراسة عن بعض الفنانين المستشرقين العالميين.. الى جانب مشاركته في عدد من المعارض العالمية التي جعلت إدارة متحف الملكة صوفيا في مدريد, تقتني ثلاث لوحات له, عرضت في معرضه الخاص الذي أقيم سنة 1997 في المركز الثقافي الاسباني بدمشق. ومن نافل القول إن هذا المركز يقدم خدمات جليلة في ميدان تواصل الثقافتين العربية والإسبانية .. فضلا عن أنه من أنشط المراكز الثقافية الغربية الموجودة في دمشق. والفنان نزار غازي هو خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق عمل في مجلة (أسامة) وقدم معظم رسومها .كما عمل في مجال أفلام الرسوم المتحركة التوجيهية مثل برنامج (افتح يا سمسم) الذي أنتجته الكويت سنة ..1979 وفي عدد من الأفلام الإعلانية لصندوق توفير البريد وشهادات الاستثمار وفي مقدمتهم فيلم وثائقي عن مكتشفات (إيبلا). أقام العديد من المعارض الخاصة وشارك في معرض (مؤتمر قمة الأرض الذي أقيم في ريّودي جانيرو بالبرازيل, ومعرض البيئة الدولي في نيويورك بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس الأمم المتحدة والذي أقيم سنة ,1995 كما شارك بعدد من اللوحات في معرض »انترغرافيك) الذي أقيم في برلين عام .1976 |
|