تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكثر من أي وقت مضى

رؤية
الأثنين 21/4/2008
ديب علي حسن

ليس غريباً أن ينعقد مؤتمر تجديد الفكر القومي العربي في دمشق حيث كانت الينابيع الأولى لهذا الفكر و لكن الغريب كان الا ّ ينعقد و ألاّ يتنبه المفكرون و المثقفون العرب, تدعمهم الارادة السياسية إلى مخاطر ما يحيق بهذا الفكر و ما يتربصه من أخطار , بعضها لمسنا نتائجه في أماكن كثيرة من و طننا العربي ,

نعم إنها خطوة أتت بوقتها و زمانها و بنتائجها الإيجابية التي نرجو ألا تبقى مجرد أفكار و نقاشات , فما قدمه المشاركون و تحاوروا به ووصلوا من خلاله إلى نتائج يعني الجميع دون استثناء : مثقفين و مفكرين سياسيين و مبدعين , لأن العروبة بيت يفيء الجميع إلى ظله, و لا بد لهذا البيت من روح تتجدد و تتألق و هذه الروح هي هذا الفكر القومي الانساني الذي لم يكن في يوم من الأيام تعصبياً , بل كان نزعة تحررية إنسانية تغذي وتتغذى بالفكر الإنساني النيرّ .‏

و إذا كان لا بدّ من إشارة في هذا المجال , فلا بدّ أن أشير إلى أن عنوان هذه الزاوية مقتبس من كتاب الأديب و المفكر الراحل : محي الدين صبحي ( العروبة أكثر من أي وقت مضى ) الصادر عام 1984 و كان أول من دعا إلى تجديد الفكر القومي و تنبه إلى المخاطر التي تحدق به..‏

و الإشارة الثانية إلى عالم الاجتماع العربي السوري حليم بركات في كتابه الصادر منذ أعوام تحت عنوان (الهوية ..) إشارتان لا بدّ منهما للتأكيد أنّ مفكرينا ومثقفينا مدركون للتحديات و المصاعب و المخاطر التي تحيق بنا من كل حدب و صوب ,و ما المؤتمر الذي انتهت أعماله في دمشق إلاّ محطة من محطات التواصل و التفاعل, نأمل أن تستمر و أن تفعل التوصيات لأننا أكثر من أي وقت مضى علينا أن نلوذ ببيتنا العروبي الواسع و نتدثر بفكرنا القومي الوضاء .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية