|
حدث وتعليق الموقف الاول الذي كشف هذا الفصل الجديد من سياسة الخداع والتضليل الاسرائيلية - الاميركية صدر عن وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بتصريح وجهته للعرب قالت فيه (عدوكم ليس اسرائيل.. عدوكم هو ايران وحزب الله وحماس), فيما الموقف الثاني صدر من وزيرة الخارجية الاميركية غونداليزا رايس وقالت فيه (يتعين ان يقي العرب العراق من نفوذ ايران). في الاهداف البعيدة لهذين الموقفين الغريبين كل الغرابة عن طبيعة السياسة الاميركية- الاسرائيلية المعهودة التي عرفها العرب . أن هذه الاهداف تتقاطع عند مشروع اميركي - اسرائيلي جديد يهدف الى اثارة فتنة خطيرة في المنطقة تؤسس لصراع جديد فيها يحمل تسمية (الصراع العربي - الفارسي) ليحل محل الصراع العربي - الاسرائيلي فيفكك وحدة الموقف العربي .. الاقليمي التي استعصت على اسرائيل واميركا حتى الآن, ويسقط عن اسرائيل صفة العدو الرئيسي للعرب, ويغرق المنطقة ببحر من الفوضى المدمرة اوسع بكثيرمن كل الفوضى التي نشرتها سياسة الحرب على العراق والفتن الداخلية في هذا البلد وفي لبنان والصومال والسودان وعلى مستوى تقسيم العرب الى(معتدلين ومتطرفين).إن للعرب ذاكرتهم التاريخية التي لاتنسى حقيقة أن إسرائيل كيان معاد لهم يحمل مشروعاً توسعياً عنصريا ضد وجودهم, ويضطلع بدور وظيفي في خدمة مشاريع الهيمنة الاميركية على المنطقة, وهو الذي ارتكب أبشع جرائم الحرب والارهاب ضد شعب فلسطين ومصر والاردن وسورية وكل مقاوم عربي, ويرفض حتى هذه اللحظة كل سبل السلام العادل والشامل مع العرب وتدعمه اميركا في كل سياساته. وللعرب ذاكرتهم المعاصرة ايضا عما حل في العراق من مأساة جراء الاحتلال الاميركي غير المبرر له, وعن سياسة الفتنة الاميركية فيه والتي استهدفت ضرب هويته القومية وانتمائه العربي لتحويله الى انموذج للجغرافيا السياسية الجديدة في المنطقة. وفصل الخداع الجديد لاسرائيل واميركا مهما برع بأساليب الكذب والتضليل, لن يقوى على المس بالذاكرة العربية وما تختزنه من حقائق الصراع والقدرة على التمييز بين الصديق والعدو. |
|