تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فصل جديد من الخداع

حدث وتعليق
الأثنين 21/4/2008
محمد خير الجمالي

في موقفين يناقضان حقائق الصراع العربي -الإسرائيلي ووقائعه التاريخية والمعاصرة, ويهدفان للتلاعب بالعقل العربي إلى حد تغيير قناعات فكره وتفكيره حول اعدائه الحقيقيين الذين يهددون كيان الامة العربية ويمنعون عليها حقها في وجود آمن مستقر, وحول من يعمل على حماية هذا الوجود ويناصر القضايا العربية, بدأت اسرائيل وأميركا تروجان لعدو جديد وخطر جديد غير اسرائيل وغير المشروع الاميركي في المنطقة, هما القوى المقاومة لاسرائيل والقوى المناصرة للحق العربي.

الموقف الاول الذي كشف هذا الفصل الجديد من سياسة الخداع والتضليل الاسرائيلية - الاميركية صدر عن وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بتصريح وجهته للعرب قالت فيه (عدوكم ليس اسرائيل.. عدوكم هو ايران وحزب الله وحماس), فيما الموقف الثاني صدر من وزيرة الخارجية الاميركية غونداليزا رايس وقالت فيه (يتعين ان يقي العرب العراق من نفوذ ايران).‏

في الاهداف البعيدة لهذين الموقفين الغريبين كل الغرابة عن طبيعة السياسة الاميركية- الاسرائيلية المعهودة التي عرفها العرب .‏

أن هذه الاهداف تتقاطع عند مشروع اميركي - اسرائيلي جديد يهدف الى اثارة فتنة خطيرة في المنطقة تؤسس لصراع جديد فيها يحمل تسمية (الصراع العربي - الفارسي) ليحل محل الصراع العربي - الاسرائيلي فيفكك وحدة الموقف العربي .. الاقليمي التي استعصت على اسرائيل واميركا حتى الآن, ويسقط عن اسرائيل صفة العدو الرئيسي للعرب, ويغرق المنطقة ببحر من الفوضى المدمرة اوسع بكثيرمن كل الفوضى التي نشرتها سياسة الحرب على العراق والفتن الداخلية في هذا البلد وفي لبنان والصومال والسودان وعلى مستوى تقسيم العرب الى(معتدلين ومتطرفين).إن للعرب ذاكرتهم التاريخية التي لاتنسى حقيقة أن إسرائيل كيان معاد لهم يحمل مشروعاً توسعياً عنصريا ضد وجودهم, ويضطلع بدور وظيفي في خدمة مشاريع الهيمنة الاميركية على المنطقة, وهو الذي ارتكب أبشع جرائم الحرب والارهاب ضد شعب فلسطين ومصر والاردن وسورية وكل مقاوم عربي, ويرفض حتى هذه اللحظة كل سبل السلام العادل والشامل مع العرب وتدعمه اميركا في كل سياساته.‏

وللعرب ذاكرتهم المعاصرة ايضا عما حل في العراق من مأساة جراء الاحتلال الاميركي غير المبرر له, وعن سياسة الفتنة الاميركية فيه والتي استهدفت ضرب هويته القومية وانتمائه العربي لتحويله الى انموذج للجغرافيا السياسية الجديدة في المنطقة.‏

وفصل الخداع الجديد لاسرائيل واميركا مهما برع بأساليب الكذب والتضليل, لن يقوى على المس بالذاكرة العربية وما تختزنه من حقائق الصراع والقدرة على التمييز بين الصديق والعدو.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية