|
الصفحة الأولى في إدلب وريف حلب لتكتسيه في سوتشي وآستنة وربما جنيف.. وأما القائل- معارضاً أو مفاوضاً أو أممياً أو حتى حائراً في المذهب الغربي: الى الحوار الوطني لن أذهب.. فهذا من كان وبقي وسيبقى يحكمه العُري في الحجة السياسية والميدان, ولا نعجب إن قاد الحملة ضد مؤتمر سوتشي.. وذهب « حراً» إلى واشنطن يطلب النجدة والتسليح مجدداً.. فهو من اعتدنا ان تنفجر فيه الفقاعة الأميركية ويعود صاغراً ليملأ فراغ خسارته الميدانية بنصف الوجود على المقاعد المعارضة في المؤتمرات الدولية. لا نستطيع التحدث عن معظم الجسم المعارض السوري في الخارج.. بعيداً عن حدود النكتة السياسية, فربما هي الجغرافيا الوحيدة التي باتت تسيطر عليها « هيئة التفاوض» بل ولا تحتلها كلها, فالبقع الأخرى منها يتناوب عليها السلطان أردوغان ويزاحمه عليها حيناً الأميركان برفع أعلام الوجود الدبلوماسي لمؤازرة أحلام «قسد» الفدرالية. معركة إدلب.. تلك التي انتظرها الكل الدولي واستهابها, وراهن ان تكون شبه عالمية.. بدأت في قاموس الغرب ولكنها استمرت في مفردات الجيش العربي السوري, اليوم هي جزء من قرار دمشق الكلي على أرضها.. المعركة تقترب.. ولم نر في عتاد من حذر وهدد وارتاب وهول من تراكم «النصرة» وتجذر القاعدة جديداً سوى انه وضع المطبات على اختلاف أنواعها السياسية والعسكرية في طريق الجيش السوري إلى إدلب واستمات في الصراخ بأن هزيمة الإرهاب ستؤثر سلباً في جنيف.. بل راح يكثر في الحركات الانعكاسية غير المجدية..كأن ترسل واشنطن دبلوماسيين لمؤازرة قوات «قسد» وتؤسس «قوة أمنية» .. ويرتدي أردوغان درع الفرات مجدداً في عفرين.. ممزقاً ثوب آستنة.. وتائهاً كمجنون أضاع إحداثيات تحالفاته ما بين العدوان على سورية ومواجهة «قوة واشنطن الأمنية» على الحدود.. واشنطن التي «تكافح الإرهاب» تهرب من المساءلة في إدلب وتحتمي تحت الورقة الكردية وتوسع الانتشار على الحدود السورية بـ30 ألف عنصر على ذمتها تبتز بهم أردوغان قبل ان تستفز غيرة الروسي لتخريب الاتفاقات وتراهن على العودة التركية الى الحضن قبيل العد التنازلي لمجمل المؤتمرات الدولية من جنيف حتى سوتشي. في نهاية الحرب على سورية يتمنى البعض الإقليمي والدولي خطوة اسعافية إلى الوراء ريثما يحدد استراتيجية يواجه فيها مفاجآت الجيش في الشمال.. أما من عاد ومال من البعض العربي الى الحضن السوري فعليه ان يراجع كتاب البيان والتبيين، فدمشق لا تستعاد.. بل تستعيد مجدها في كل حين فهي من تعلّم فقه العروبة وهي من قالت للدهر كن.. فكان. |
|