|
لندن وكل أدوات إجرامها وأحقادها بحق السوريين،وإنما هو الهلع من أن تصبح بريطانيا نفسها فريسة الفكر الوهابي الظلامي الذي لطالما باركته بالقول والفعل وأن تقع بالتالي بذات الحفرة التي أعدتها وشركائها في جوقة التآمر والعدوان على سورية. هذه المخاوف أكدتها من جديد صحيفتا التايمز وديلي تلغراف البريطانيتان اللتان كشفتا أمس عن تنامي المخاوف في بريطانيا من الخطر الذي يشكله البريطانيون الذين يسافرون إلى سورية للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية في حال عادوا إلى بلدهم وذلك مع التقارير الأخيرة حول اعتقال طالبتين جامعيتين بريطانيتين وشخص ثالث بتهمة جمع الأموال لإرسالها دعما للمسلحين الذين يقومون بعمليات إرهابية في سورية في إطار سلسلة من الحالات المشابهة في تدفق الإرهابيين البريطانيين إلى سورية. وقالت صحيفة التايمز في تقرير لها إن مخاوف كبيرة تعتري السلطات البريطانية من التهديدات التي يشكلها البريطانيون الذين يسافرون إلى سورية والعائدون منها وذلك مع تزايد أعداد المعتقلين في بريطانيا للاشتباه بعلاقتهم بالإرهاب حيث تم إلقاء القبض على نحو 16 شخصاً على الأقل خلال العام الحالي بتهمة إما التخطيط للسفر إلى سورية أو الذهاب إلى معسكرات التدريب هناك. وكانت صحيفة ديلي تلغراف كشفت الاثنين الماضي نقلاً عن مصادر أمنية غربية وعن شخص قال إنه انشق عما يدعى بتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام الإرهابي عن قيام تنظيم القاعدة الإرهابي بتدريب مئات الإرهابيين البريطانيين والأوروبيين في سورية «كجهاديين» ومن ثم تشجيعهم على العودة إلى بلدانهم لتشكيل خلايا إرهابية وشن هجمات هناك. ولفتت ديلي تلغراف إلى أن اعترافات هذا الشخص تأتي ترديداً للمخاوف التي أعربت عنها أجهزة الأمن الغربية والتي تحدثت عن وجود ما يقارب الـ 500 إرهابي بريطاني يقاتلون في سورية ، وبالطبع فإن مكمن قلقها ينبع من احتمال عودتهم إلى بريطانيا لشن هجمات مماثلة لتفجيرات لندن وهجمات الحادي عشر من ايلول في الولايات المتحدة. وتعتقد أجهزة الأمن والاستخبارات البريطانية أن الخطر الآن يكمن في تزايد أعداد البريطانيين الذين تحولوا إلى إرهابيين على أيدي القاعدة وتم توجيههم للعودة فيما بعد إلى بريطانيا ، وأن تنامى قوة وخطر الإرهابيين المتطرفين في «دولة الإسلام في العراق والشام» سيسمح لهم باستهداف وتجنيد المزيد من الأوروبيين والغربيين وجذبهم إلى العقيدة واسلوب التفكير الذي يعتنقه التنظيم المذكور. وقالت التايمز في تقريرها أمس إن الشرطة والجهات المعنية بالأمن في بريطانيا تعتقد أنها تمكنت من إجهاض مؤامرة إرهابية واحدة على الأقل جرى التجهيز لها من قبل إرهابيين بريطانيين داخل سورية وتستهدف تنفيذ هجمات باستخدام أسلحة نارية في بريطانيا. ووفقا للصحيفة فإن تقديرات أمنية تشير إلى أن نحو 300-400 بريطاني موجودون في سورية أو عادوا من هناك لافتة إلى أن أعداداً كبيرة منهم سعوا للانضمام إلى «جماعات جهادية» لها علاقات بتنظيم القاعدة الإرهابي. وفي تقرير آخر نشرته ديلي تلغراف قالت الصحيفة إن السلطات البريطانية اعتقلت الخميس الماضي في مطار هيثرو طالبة بريطانية وتدعى نوال مسعد وتبلغ من العمر 26 عاماً بينما كانت على متن رحلة في طريقها إلى تركيا وبحوزتها 16500 جنيه استرليني دعما للمسلحين في سورية. وتابعت الصحيفة أن مسعد ظهرت في المحكمة إلى جانب المتهمة أمل الوهابي التي تبلغ من العمر 27 عاما والتي اعتقلت في نفس اليوم في منزلها شمال غرب لندن وهما أول فتاتين بريطانيتين تتهمان بجرائم الإرهاب. |
|