تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ملتقى النحت الثالث.. فرصة لتبادل الخبرات والاطلاع على ثقافة الآخر

ثقافة
الثلاثاء 29-5-2012
نجلاء دنورة

تحتضن قلعة دمشق مزيجا من الثقافات والحضارات الإبداعية الفنية التي تجتمع حالياً في ملتقى النحت على الخشب الثالث الذي يعد استمراراً لتفعيل النشاط الثقافي الفني في سورية وتنشيط الحركة النحتية عن طريق تبادل الخبرات بين الفنانين وتعميق الثقافة البصرية لدى جمهور الفن.

ويضم الملتقى الذي يستمر حتى 31 من أيار الجاري عشرة فنانين هم كريستينا يوسيوفا من بلغاريا- تيري لاورز من بلجيكا- أرلندو أريز من البرتغال- إيفان مبلنيكوف من روسيا- زانغ يونغ كوينغ من الصين- لودميلا ميسكو من أوكرانيا- جينتي تافانكسيو من البانيا- أكثم عبد الحميد ومصطفى علي وابراهيم عواد من سورية.‏

وللوقوف عند أهمية الملتقى التقينا بعدد من الفنانين المشاركين:‏

تجربة مميزة‏

الفنانة الأوكرانية ليودميلا ميسكو عبَّرت عن إعجابها بالملتقى من ناحية التنظيم والضيافة مشيرة إلى أنها تجربة جميلة بعيداً عما نقوم به من أعمال، فالملتقيات تعتبر لقاء لخبرات وثقافات وحضارات مختلفة ومن خلال هذا الملتقى تمكنت من الاطلاع على الثقافة والتقاليد في سورية، كما أن اختيار مكان قديم وتاريخي مثل قلعة دمشق مقراً للملتقى ولإنجاز أعمالنا الفنية اختيار جيد جداً.‏

وأضافت ميسكو: إن المساعدين الذين يشاركون الفنانين في أعمالهم محترفون ومتميِّزون ومشاركتهم في الملتقى تساهم في إكسابهم الخبرة .. وتعمل ميسكو على نحت امرأة على شكل هلال تقف على الغيوم.‏

مساعدة الفنانة ميسكو دارين شلق تحدثت عن أهمية الملتقى في إكسابهم تقنيات جديدة من الفنانين المشاركين فهم أصحاب خبرة بالمشاركة في ملتقيات النحت على الخشب من حيث قدرتهم على إنجاز الأعمال التي يشاركون بها خلال مدة زمنية محددة وهذا أمر مهم جداً بالنسبة لنا أن ننهي عملاً كبيراً خلال وقت محدد.‏

فرصة للتعرف على ثقافة مدينة عريقة‏

الفنان البلجيكي تيري لاورز قال: رغم ما تتناقله وسائل الإعلام الغربية من أخبار سيئة عن سورية إلا أنني رغبت بالمشاركة لاعتقادي بأن الفنان يحمل رسالة سلام يجب أن يقدمها في أي مكان بحاجة لهذا السلام ولو أنني لم أشارك لإيصال رسالتي لأصبحت شخصاً لا يستحق لقب فنان ، كما أنني مهتم بالتاريخ ودمشق مدينة عريقة جداً لذلك أشعر بسعادة في المشاركة بالملتقى الذي أتاح لي الفرصة للمجيء إلى دمشق والتعرف على مدينة التاريخ هذه عن قرب.‏

وحول العمل الذي يشارك به قال: هو عبارة عن منحوتة شبيهة بالآلهة التي وجدت في هذه المنطقة والتي كانت تجسد الإنسان والحيوان معاً، حيث نجد أن الجزء العلوي من المنحوتة على شكل أرنب والجزء السفلي منها يمثل جسم الإنسان وأطلقت على العمل اسم سيتر.‏

نقطة تلاقي ثقافات وافكار‏

الفنان السوري ابراهيم عواد: الملتقى في المرحلة الحالية التي تشهدها سورية يعتبر جرعة أمل لتكون الأمور بخير، وهو بحد ذاته نقطة تلاقٍ لأفكار وآراء وثقافات مختلفة في مكان مهم وهو القلعة التي تعد واحدة من أربعة آلاف موقع أثري في سورية الغنية بالحضارات لذلك يجب أن نستمر بمواكبة الحضارة وجميع الفعاليات الثقافية والفنية والنحت تحديداً لأنه أهم عمل توثيقي استُخدِم عبر آلاف السنين ومن المفترض أن نحافظ عليه ونرعاه.‏

وعن الجديد في الملتقى يقول عواد: من وجهة نظري الزمن هو الجديد فالزمن ماض ومستقبل أما الحاضر فهو شبه معدوم لأن اللحظة تنتقل مباشرة والإنسان حين يمتلك الكثير من الأشياء التي تغني حياته يشعر بأن الحاضر سريع الانتقال إلى المستقبل، وبالتالي الفنان الذي شارك في الملتقى من سنة أو سنتين يختلف حتى لو كان هو ذاته فهناك تجربة مرت سواء عليه أو على غيره فعملياً الزمن هو الجديد وبالتالي الزمن هو الخبرة والمكتسبات والتطور.‏

وأشار عواد إلى أهمية مشاركة خريجي معهد الفنون التطبيقية الصغار في السن كمساعدين للفنانين الأكبر منهم سناً إذ إن التواصل بين جيلين فيه إفادة للطرفين فالفنان بحاجة للثقافة البصرية وإغنائها، وفي هذه الورشة نقدم للطالب مشهدا بصريا جميلا ليس فقط للفنان المحلي الذي هو على تواصل دائم معه إنما للفنان القادم من بلد آخر ويحمل معه جزءاً من تراثه.‏

وحول العمل الذي يشارك به قال: أعمل على خلق علاقة بين الموسيقا والحرف وهي مستوحاة من حاجتنا في الوقت الراهن للحوار، فالحرف هو تنويط لصوت الإنسان البدائي عندما بدأ بصنع الكتابة والعلامة الموسيقية هي تنويط لصوت الآلة أتمنى أن تصبح أصواتنا كآلات الموسيقا تُطرب الآخرين وتصنع تآلفاً ونغمة فنحن بحاجة لجميع آلاتنا الموسيقية لنقدم سيمفونيةً سوريَّةً مهمة جدا.ً‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية