تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الضريبة والمكلف

محليات
الثلاثاء 29-5-2012
هيثم عدرة

الحديث عن الضرائب له شجونه لدى معظم الشرائح وتتباين الآراء حول ذلك , ويتم كل فترة إيجاد مطارح ضريبية جديدة كانت غير موجودة والهدف من ذلك هو تحقيق نوع من العدالة وتطوير النظام الضريبي وتفعيله ليتماشى مع الواقع ويعطي الغاية المرجوة منه , ولابد من القول انه يجب إيجاد آلية قانونية دائمة للوصول إلى العدالة الضريبية وبما ينسجم مع جميع الشرائح الاجتماعية .

الالتزام بدفع الضرائب المترتبة علينا هو واجب وطني علينا جميعا القيام بذلك والابتعاد عن التهرب الضريبي ,على أن يترافق ذلك مع دراسة الواقع الضريبي وإعادة النظر به كلما دعت الضرورة وتعديله بما يتناسب والتطورات التي تحصل في مناحي الحياة حتى لانصل إلى يوم يصبح التهرب الضريبي حالة تنتقل بالعدوى , وهذا ربما له أسبابه عند البعض بالابتعاد عن المعايير التي تلعب دورا محرضا للالتزام الواعي والمسؤول في هذا الجانب .‏

أشكال الضريبة مختلفة وكثيرة ومتشعبة وتسمياتها وضعت نتيجة ظروف ومعطيات ربما كانت صيغتها مطلوبة آنذاك طبقا للواقع , ولكن الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية دائما في تطور وارتقاء , وبهذا المنطق مطلوب مجاراة هذه التحولات ولحظ حالات كثيرة استجدت بفعل الزمن أو بفعل آلية التطوير .‏

يمكن القول إن شكل الضريبة يلعب دورا مهما في تغيير سلوك المكلفين عن طريق الابتعاد عن المشاريع التي ترتفع بها معدلات الضرائب أو تحميلها للغير , وفي أحيان كثيرة تقف أمام مفارقات في غاية الدهشة فقد حدد المشرع الضريبة ومعدلها وفق معايير رآها مناسبة في حينها , وفي الطرف الآخر مكلف يتهرب من الضريبة أو يتجنبها عبر طرق كثيرة لقناعته بأنها مرتفعة , والجميع يحاول إلقاء الضريبة لجهة ما ليدفع ثمنها في أكثر الأحيان المستهلك .‏

إن توزع وتنوع النظام الضريبي برؤية جديدة كلما استدعت الضرورة وعلى ضوء المعطيات المتبدلة والمتغيرة في الأداء الضريبي كي يطال الجميع وفي مختلف المرافق والقطاعات وبالتالي يخفف العبء عن مجموعة لصالح مجموعة أخرى وتصبح حالة ضريبية تراعي الدخول من جهة ومن جهة أخرى يكون قد تم إدخال ضرائب جديدة بحكم تطور آلية الإنتاج وتناميه ودخول قطاعات جديدة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية