تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تبكي الرياحُ

ملحق ثقافي
2012/5/29
عباس حيروقة :الدَّرب يسألُ عن خطوي وينفردُ

ويسألُ الكرمُ.. هذا البلبلُ الغردُ‏

ويسألُ الليلُ عن أقداحنا أملاً‏

أن يوقظَ الشمسَ سكّيرٌ ويتّقدُ‏

ويسألُ الحزنُ عن قلبي ليؤنسَهُ‏

فيهتفُ النبضُ: من لي غيرَكَ السندُ‏

أمضي بقلبي لصوتِ الناي في جبلٍ‏

هل تحملُ الريحُ أحزاني وتبتعدُ‏

كم من غمامٍ يجيءُ الخلقَ من سفرٍ‏

ليطفئَ القيظَ في جوفٍ.. فنبتردُ‏

لا يبرحُ الحزنُ أوصالي ولو أمدا‏

هم توأمانِ: أنينُ الروحِ والجسدُ‏

هذا الربابُ يناجي القلبَ مبتهلاً‏

أنتَ الحبيبُ وأنت الأهلُ والبلدُ‏

هذي الدموعُ غروبُ الشمسِ موعدُها‏

سرُّ الوجود بها يهمي.. ويتئدُ‏

سرُّ الوجودِ بكفِّ الأمهاتِ إذا‏

يغيبُ عنها الرضيعُ.. الكونُ يرتعدُ‏

الدربُ يمضي مع الأنهار في دعةٍ‏

فيسألُ الماءَ: مَنْ مِنْ دارنا يردُ؟‏

وأسألُ الريحَ.. أسرابَ الحمامِ إذا‏

منديلُ أمي على الأغصانِ منعقدُ‏

تبكي الرياحُ هديلاً من لطافتِها‏

ويهمسُ الطيرُ: من بالدارِ.. لا أحدُ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية