تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أمة الأحرار

ملحق ثقافي
2012/5/29
فوزي فارس الشنيور:عَربٌ نُسَمَّى وَالْعروبةُ ماءُ

ومِنَ اسْمِنَا كانَ الزَّمَانُ يُضَاءُ‏

نحْنُ الذينَ تفوحُ منْ أقدامِنا‏

حبقُ الغيومِ وأزْهرٌ حمْراءُ‏

نمْشِيْ على النيران ِحينَ تُريْدُنا‏

أرْضٌ وحينَ تريدُنا الْجوزاءُ‏

كُنا نئنُّ إذا تَئنُّ عِرَاقُنا‏

واليومَ نَضْحكُ إنْ بكتْ صنْعاءُ‏

يا ويلْنا مَا عادَ يَحْمِيْ أَرْزَنا‏

نَخْلٌ ولا يَحْميْ الترابَ سَمَاءُ‏

نَبْقى نُحَدِّقُ في الْجَهاتِ وكمْ أَتى‏

بِالذِّئْب ِجارُ الْبيتِ أوْ نُدَماءُ‏

نَخْشَى أخَانَا وهْو يَجْلسُ بيْنَنَا‏

وَلَكمْ يَجِىءُ مِنَ الأخوَّةِ دَاءُ‏

نُؤْذَى وَيَغْتَصِبُ الْمنَازلَ أَهْلُهَا‏

بِجُنُونِهِمْ وَكَذَلِكَ الدُّخَلاءُ‏

نَسْعَى إلَى منْ لُطِّخُوا بِدَمَارِنا‏

إنَّ السُّعَاةَ لِمَنْ سَعُوا أُجَرَاءُ‏

نَعْطِيْ وَنَحْمِلُ للْعَدوِّ حُقولَنا‏

فيْ حينَ تقتلُ بَعْضَنَا الْبَيداءُ‏

نَحْنِيْ وَكَمْ كانتْ عَمَالِقةُ الدُّجَى‏

تَحْنِيْ الْجُسُومَ مَتى وكيفَ نَشاءُ‏

صِرْناَ بِأيدِيْ غَيرِنَا أرْجوحَةً‏

يُؤْتَى بِهَا فيْ خطْوةٍ وَيُجَاءُ‏

ولَّى مِنَ الْحُبِّ الْقَديمِ وفَاؤنا‏

وَعِمَادُ مَا يَبْنِيْ الْوِصَالَ وَفاءُ‏

لا لَمْ يَدُمْ وَتَرٌ يُوحِّدُ هَمَّنا‏

لو لمْ تَصُنْ أَمْجادَنَا الْفَيْحاءُ‏

فَمَتَى سَنَنْهضُ مِنْ سَريْرِ رُقَادِنا‏

فَالْقُدْسُ تُنْحرُ وَالْبقيةُ شاءُ‏

••‏

يا للْعُروبةِ يا بلاداً لمْ تَعُدْ‏

واواتُهَا تَهْنا بِهِنَّ الرَّاءُ‏

دَخَلَ الْخَريْفُ إلى مَسَاكِبِ جِسْمِها‏

فَغَدتْ كَمَا لو أنَّهَا جرْداءُ‏

لمْ يَخْزِهَا أنْ تَسْتَحِلَّ جَمَالَهَا‏

وبأنْ يَعُقَّ حَليْبَهَا الأبْناءُ‏

نامتْ على دَرَجِ الهوَانِ كأنهُ‏

سرُرٌ لهَا ووسائِد مَلْساءُ‏

ذوتِ الْحَدائِقُ منْ خِيَانةِ بَعْضِهَا‏

قتْلى وكمْ قَتلَ الْجَمَالَ وَبَاءُ‏

فقدَتْ جداوِلها الغنيةُ دُرَّهَا‏

والشيءُ يُظْهِرُ ضِدَّهُ الأشْياءُ‏

بهتتْ فلا جَرَسُ الصَّهيْلِ يَحومُ فيْ‏

جَنَباتهَا ولا تَتواثبُ الأضْواءُ‏

نسَتِ القناديلَ الَّتيْ شَهَقَتْ بِهَا‏

فكأنْ لمْ يكُ للْكِرامِ عَطَاءُ‏

تَرَكَتْ دروبَ الْوردِ فيْ خَطواتِهَا‏

ومنَ الدُّروبِ غيَاهِب وبُكُاءُ‏

عَطَلَتْ أَصَابِعُهَا فأوَّلُ إصْبَعٍ‏

خَشيَ الْحَنينَ وآخرٌ جذَّاءُ‏

رَحَلَتْ عَنَ النَّبعِ الْكَثيفِ فَغَادرَ‏

العصْفورُ سَاحِلَهَا وولَّى الْمَاءُ‏

فَرَغَتْ مِنَ الذَّهَبِ الثَّمينِ كأنَّهَا‏

صَدَفٌ وما كَانَتْ بهِ أشْياءُ‏

خَانتْ بِغيرِ تَأَسُّفٍ أبْوابها‏

ومصيْبةٌ أنْ خَانتْ الْخُفَراءُ‏

تَتَنَاقَضُ الأصْواتُ فيْ صْيحَاتِهَا‏

حيْناً وحيْناً تَخْتَفِيْ الأصْدَاءُ‏

جَلَبَتْ لهَا الْمُسْتَعْمِريْنَ فَغَرَّدتْ‏

خُطُبٌ بهَا وَتَناسَلَتْ أرْزَاءُ‏

لَحَقَتْ بِقَاتِلِهَا وأيةُ أُمةٍ‏

لَمْ تَلْتَحقْ بالنورِ فَهْيَ غثاءُ‏

••‏

يا شامُ يا زيْتونةً فيْ الْمُنْتَهى‏

حَمَلَتْ وَيَذكُرُ حَمْلَهَا الأفْياءُ‏

لَوَّنْتِ مَا فَتنَ الْجَمَالَ بِرِيْشةٍ‏

وبِكلِّ لونٍ لأْْلأَتْ أنداءُ‏

أوْقَدْتِ أجْنِحة َالصَّباحِ وإنَّهَا‏

حُرِّيةٌ يَسْعَى لهَا السُّجَناءُ‏

فَجَّرْتِ بالْغيْمَاتِ أوْردةَ الشَّذَى‏

والْغيمُ تَفْضُحُ سِرَّهُ الْغَبراءُ‏

وعَصَرْتِ منْ كَرَزٍ مَحَاصيْلَ الْفِدَى‏

حَمْراءَ تَحْسدُ طَعْمَهَا الصَّهْباءُ‏

وَنَثرْتِ أنْواراً تُسَابِقُ بعْضَها‏

بَعْضَاً كَمَا نَثرَ الرَّبيْعَ شِتاءُ‏

وَنَفَخْتِ نَاياتِ الْجِهَادِ بِقوَّةٍ‏

حتى لِتَحْسُبَ أنَّها دَأْمَاءُ‏

وَبَذَلْتِ مَا يَهِبُ الْبُحُورَ حيَاتهَا‏

ولكمْ يَعِزُّ الْباذلينَ عَطاءُ‏

وعزَفْتِ بالْحَقِّ النَّبيلِ ومِنْ يَقلْ‏

حَقاً تزِدْ بِخُصُومِهِ الأعدَاءُ‏

لَسْتِ الَّتِيْ تَبْغيْ الظلامَ وإِنَّمَا‏

أنتِ الَّتيْ للْمُعْتدينِ زناءُ‏

••‏

يا أمَّةَ الأحْرارِ إنكِ أُمَّةٌ‏

رَخَصَتْ وَتَرْخُصُ بِالْعِيوبِ ظباءُ‏

أوْغَلْتِ فيْ جِهَةِ الضَّيَاعِ ومِنْ يَضِعْ‏

تَلْعَبْ بهِ الأهوالُ والأنْحَاءُ‏

صَدِئَتْ بِكِ الأنْهَارُ حيثُ تَلوَّثَتْ‏

فيْهَا الزُّهُورُ وسادتِ الأدْواءُ‏

ومَشَيْتِ فيْ كُتُبِ الْهَشِيْمِ كَمَا مَشَتْ‏

بيدِ الْفَيَافِيْ وَاحَةٌ خضْراءُ‏

وأتيْتِ مرَّاتٍ بِأشْرِعةِ الدَّياجِرِ‏

ثمَّ قُلْتِ مَتى يَكونُ ضِياءُ‏

ووقَفْتِ أجزَاء وَكُنْتِ بِكُلِّنا‏

وَطَناً، بهِ تَتَجَسدُ الأجْزَاءُ‏

يا هذهِ لمَ قَدْ حَمَلْتِ لِشامِنا‏

غسَقَاً تَحِيكُ خِيْوطَهُ الْبَغْضَاءُ‏

حَوَّلْتهَا لِمَقَابرٍ مَفْتوحةٍ‏

ولكم تَعِيْشُ قُبورَهَا الأحْياءُ‏

أسْرَجْتِ عَاصِفَة َترومُ حَرِيْقَهَا‏

وَلقدْ يَخُونُ نَدَى الصَّبَاحَ مَساءُ‏

ونشَرْتِ غرْبَانَاً بهَا لِتَشِيعَ‏

دَاجِيَةُ الرَّدَى وَلِتكْثرَ الأشلاءُ‏

وجَزيْتِ شَرَّاً أنْ جَزتكِ بورْدةٍ‏

تِلْوَ الْورودِ وكمْ يَجُورُ جَزَاءُ‏

وجَحَدْتِ بالْفِعْلِ الْقَبيحِ ثَمَارَهَا‏

وبِمِثلِها يَتَفَاخَرُ الشرَفاءُ‏

ونَويتِ فُرْقَتَهَا وَيَخْسرُ دائِمَاً‏

مِنْ لمْ تَكُنْ لَهُ نِيةٌ بيْضاءُ‏

وخَسَرْتِ أنْ بيتِّي مقْصَلة ًلَها‏

يَمَتدُّ فيْها للْحَمَامِ فنَاءُ‏

وعَجَزْتِ أنْ تَبْنِيْ مَجَاديفَ السَّنا‏

منْ دونِهَا أوْ أنْ يَحُطَّ حياءُ‏

وجَنَيتِ فيْهَا الأمْنياتِ وحسْبها‏

أنْ تَسْتَظِلَّ بِفَجْرِهَا الأرْجَاءُ‏

ما كنْتِ تَنْتَشريْنَ لولا مَجْدُهَا‏

بَجَعَاً ولا اخْضَرَّتْ بِكِ الصَّحْراءُ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية