|
ملحق ثقافي المشهد على أهميته لم يؤثر على آليات العمل الصحفي، ولعله في كثير من تفاصيله وتداعياته قد أعطى زخماً أكبر لمهنة الصحافة التي بدأت، نتيجة للتقدم العلمي في نقل المعلومة، تتصدر الحراك الاجتماعي، وتحدد مساره في كثير من الميادين الحياتية، وهذا ما جعل الآفاق مفتوحة أمام الصحفي الذي لم يعد أسير الرقابات المحلية التي طالما كانت السبب في قولبة العمل الصحفي وجعله في حدود المطلوب منه، وفق إرادة تستجيب لواقع هذا البلد أو ذاك، بغض النظر عن رأي الصحفي وتوجهاته. يؤخذ على الإعلام الإلكتروني عدم تقيده بآليات العمل الصحفي العالمي، وخاصة في المواقع والصحف الإلكترونية التي لا تقف خلفها مؤسسات مسؤولة، ما يجعلها بعيدة إلى حد ما عن ضوابط العمل الصحفي، على اعتباره مهنة لها قوانينها الناظمة، ولذلك غالباً ما نلحظ معلومات أو أخبار غير دقيقة وأحياناً مختلقة، عكس ما عليه في الصحف الورقية التي تخضع لهذا المنطق وتكون مسؤولة أمام الجهات المعنية في كل دولة، ولا سيما القضاء. لا شك أن لكل منهما، الإلكتروني والورقي، إيجابيات وسلبيات، ويظل العامل الأهم هنا هو المصدر. ونشير في هذا الصدد إلى أن بعض العاملين في المواقع الإلكترونية لا ينتمون إلى الجسم الصحفي، وفي معظمهم هواة لديهم أفكار معينة يصيغونها في زوايا رأي أو أخبار، وغير ذلك من صنوف العمل الصحفي، مثل التحقيقات والمقالات، وهؤلاء عادة يفتقرون إلى الحس الصحفي الذي يجعلهم ينكمشون عند المعلومة المفترضة أو غير الدقيقة، لكن حماسهم غالباً ما يدفع إلى تبني الأخبار ونشرها على عجل، ولهذا فإن المواقع والصحف الإلكترونية على ما أعلم، تعج بالأخبار التي يُشك في صحتها. مع كل ما سبق، فإننا أمام الواقع المتطور للعمل الصحفي، نجد أنفسنا مندفعين للتعامل مع هذه التقنيات الحديثة وجعلها تخدم العمل الصحفي وتسعى إلى تطويره، لكن الأهم من ذلك، ومع شيء من الضوابط، التحرر من الرقابة وسيف الرقيب، الذي طالما كان موضع تندر عبر عقود من الزمن، وهذا ما توفره لنا الصحافة الإلكترونية، حيث لا رقابة و لا رقيب. ghazialali@yahoo.com |
|