تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صمام الأمان

حدث وتعليق
الأثنين 18-4-2011م
عبد الحليم سعود

كعادته في كل الأزمات والصعاب، وعند كل مفترق طرق حاسم، يطل السيد الرئيس بشار الأسد بشفافيته وصراحته على أبنائه وأخوته في الوطن ليسمي الأشياء بأسمائها،

طارحا الحلول المناسبة لكل مشكلة، ومقدما الأفكار الخلاقة التي تناسب روح العصر وتنسجم مع تطلعات الجماهير على كل صعيد.‏

ففي كلمته التوجيهية الهامة للحكومة الجديدة قدم السيد الرئيس برنامج الإصلاح الملائم للمرحلة القادمة، على مستويات مختلفة، واضعا الحكومة أمام مسؤولياتها، وكان لافتا تركيز سيادته على مبادئ الدعم والمراقبة والمحاسبة، بمعنى تقديم كل ما تحتاجه الحكومة من تسهيلات لكي تلبي حاجات الشعب ومتطلباته على قاعدة أن المواطن هو بوصلة المسؤول التي يسير وفق توجهاتها وليس العكس، ثم نبههم إلى أنه سيتابع ويراقب أداءهم باستمرار، وصولا إلى تحذيرهم من المساءلة والمحاسبة في حال التلكؤ أو العجز أو الإهمال، وربط آلية العمل بتحديد برامج زمنية ينجز خلالها أي مشروع وتكون معيارا لقياس الأداء خلال فترة محددة...‏

إن الرؤية التي عرضها السيد الرئيس لعمل الحكومة، تتضمن عوامل وشروط نجاحها دون أدنى شك، ولكن شريطة أن يعمل الجميع بروح عالية من المسؤولية وحب الوطن ونكران الذات وأن يتمتع المسؤول بالتواضع أمام المواطن ليردم الفجوة الكبيرة بينهما، وهذا يتطلب مساهمة كل المواطنين على أرض الوطن وكل من موقعه، في إنجاح مسيرة الإصلاح في البلاد، بحيث يتم إفساح المزيد من الوقت لمن يريد العمل وانجاز ما يطلب منه، لا أن يقوم بعضهم باستغلال الأوضاع الراهنة واضعا العراقيل ومعطلا البلد وأمور الناس بحجة الرغبة أو الحق في التظاهر السلمي.‏

فإذا كانت الغاية من التظاهر إيصال المطالب إلى الجهات المسؤولة فقد وصلت هذه المطالب لمن يعنيهم الأمر وتم إدراجها على طريق التلبية والحل، ولم يعد ثمة ما يبرر الاستمرار في تهديد السلم الاجتماعي والأهلي لمجرد تقليد بعض البلدان الأخرى في شكل التظاهرات ونوعية الشعارات التي ترافقها.‏

لقد عبر أغلب السوريين خلال الأيام الماضية عن رغبتهم في الإصلاح العقلاني والهادئ وفق رؤى تنسجم مع ثقافتهم وتحفظ تنوعهم وتعايشهم ولذلك يجب احترام رغبتهم، في المقابل جاءت كلمة السيد الرئيس لتكون صمام الأمان لمستقبل أبنائنا بتفهمها الكبير لمطالب وتطلعات كل من تظاهر ومن لم يتظاهر وهؤلاء هم الأغلبية من أبناء شعبنا، لذلك فإن الأيام القادمة هي الفيصل في تحديد من يريد الإصلاح والبناء تحت سقف الوطن، ومن يريد الفوضى والخراب بأجندات غريبة يبحث واضعوها عن موطئ قدم على هذه الأرض الطيبة التي تحتضن على الدوام أبناءها الأوفياء ولكنها تلفظ الغرباء الطامعين من أصحاب المشاريع الدخيلة ومن يرتبط بهم من انتهازيي الداخل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية