تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كيف يرون برامج تلفزيون الواقع..

شباب
18 / 4 / 2011
كامل حسين

تلفزيون الواقع وصفة غربية جديدة تحظى بنجاح جماهيري منقطع النظير ,عدد لا يستهان به من آلات التصوير مثبت هنا وهناك تلتقط على مدار الساعات الأربع والعشرين الحياة اليومية العفوية والبسيطة لمجموعة من الناس في أغلب الأحيان من فئة الشباب

تتعايش معا إلى أن يتميز ويفوز أحدهم بلقب الأفضل, فلقد أصبح ستار أكاديمي وسوبر ستار والوادي والاخ الاكبر والمغامر وغيرها من برامج تلفزيون الواقع التي تعرض على الشاشات العربية وطبعا المستنسخة من برامج غربية, ظاهرة مجتمع وليست منوعة تلفزيونية فقط، والبعض يقول إنها أصبحت مرضا أو علاجا لعديد من الشباب المراهق فيوجد من الشباب والشابات من يعيش ساعة بساعة مع نجوم ستار أكاديمي ويأكل معهم، يضحك لضحكاتهم ويبكي لبكائهم بل تحسسوا حتى بعض العلاقات واستنتجوا ما ينسج وراء الكاميرا من غزل وإعجاب إنه الإدمان وأصبح العديد من الشباب وعامة الناس لا تتردد في إبداء الانبهار والتعاطف مع ذلك الشاب أو تلك الفتاة وذلك عبر التصويت,ماذا عن برامج تلفزيون الواقع وما هوراي الشباب السوري بها، وما هي عناصر الجذب بتلك البرامج وسبب متابعة الشباب لها وآثارها عليهم؟‏‏‏

‏‏

برأي الشباب‏‏‏

يقول علي يوسف خريج كلية الاعلام إنه لو نظرنا نظرة سريعة إلى عدد من المحطات الفضائية العربية نلحظ مدى الغياب أو التغييب للبرامج الشبابية الجادة التي تناقش وتحلل وتقترح الحلول وترصد المشاكل لقضايا الشباب العربي، ولا تحتل البرامج الجادة والهادفة سوى مساحات بث قصيرة لحساب برامج أخرى لا تعبر عن واقع واهتمامات الشباب الحقيقية وهمومه وهواجسه، ويضيف بأنها تأتي بمعظمها على شكل برامج منوعات ودردشة وفيديو كليب وما سمي مؤخراً برامج تلفزيون الواقع غالباً ما تناقش قضاياه بسطحية ومن وجهة نظر استهلاكية يغيب عنها عمق التحليل –‏‏‏

علي ابراهيم طالب في قسم اللغة العربية قال: إن برامج تلفزيون الواقع هي أبعد ما تكون عما يسمى واقعا، فنحن لا نعيش هكذا ولا نتصرف بالطرق التي تقترحها هذه البرامج، للأسف قدمت هذه البرامج مفاهيم مرعبة للشباب فالوصول إلى القمة لم يعد بالمثابرة والجد والكفاح وانما بامتطاء صاروخ الحظ الخارق الذي يوصل إلى القمة الوهمية وانا اشبه نجوم تلفزيون الواقع بالفواكه والخضار البلاستيكية فهي منقوصة الجودة وعديمة الفائدة رغم جمال منظرها ورونقه.‏‏‏‏

- ريما/ طالبة بكالوريا / قالت: استمتع بأجواء المرح التي تقدمها برامج تلفزيون الواقع فهي اجواء شبابية متحررة، واعتقد أن سبب انجذابي لهذا النوع من البرامج هو نمط الحياة الجديد الذي يقدمه شباب وفتيات يعيشون في بيت واحد وربما يكون السبب هو الكبت النفسي المفروض علينا وعلى جيلنا من اهلنا، هذه البرامج تخفف عنا ولو بالوهم.‏‏‏‏

- ناصر الدين 26 سنة - موظف / قال: تلفزيون الواقع صيغة عبقرية لابتزاز المشاهدين وحملهم على انفاق اموالهم بالاتصال للتصويت لانقاذ مشترك من الخروج من اللعبة على ارقام تظهر على الشاشة بوضوح بينما تظهر كلفة الاتصال بحروف صغيرة على استحياء ومع علمي بأنها احدى وسائل الاستغلال الا انني لا استطيع مقاومة قدرة هذه البرامج على الجذب والمتابعة.‏‏‏‏

أموال طائلة واللعب على وتر التميز‏‏‏

‏‏

البرامج المنتجة بالمحطات العربية على سبيل المثال تلفزيون المستقبل وال بي سي وابو ظبي يصرف عليها مبالغ كبيرة توظف لتكون عناصر جذب في برامج تلفزيون الواقع هذا ما اشار اليه الدكتور كمال الحاج مدرس في كلية الاعلام بان عناصر الجذب لهذه البرامج على سبيل المثال في إقدام مجموعة من الشبان والشابات واجراء حفلات لهم ويكونون احيانا ضيوفها واجتذاب اشخاص يقدمون هذه الحفلات سواء فنانين اومواهب معينة، والاشخاص هؤلاء يخضعون لاقامة فيها ظروف وشروط كثيرة تجذب انظار الناس ويتمنون لو كانوا مكان هؤلاء ضمن الاستديو ويضيف الدكتور الحاج ان الشئ المهم كثيرا بان هذه البرامج تلعب على وتر حساس هو رغبة كل انسان ان يكون متميزا ونجما منفردا في مجتمعه، ويتابع مؤكدا أن الخطورة بهذه البرامج بأنها دائما لا تقدم اشخاصاً يمكن أن يكونوا قدوة في المجتمع فالمجتمع لا يحتاج بشكل اساسي لقدوة أن تكون فناناً او مطرباً فالقدوة هي سلوك وقيم وافكار وشخص يحمل هماً معيناً.‏‏‏

يحاول خلق نموذج للقدوة في المجتمع‏‏‏

عندما تركز تلك البرامج على موهبة معينة من المواهب وهي الغناء والتمثيل أو في سورية على موهبة الرياضة في الاخر يجب الا نجعل من هذا الشخص هو النموذج الاوحد الذي يجب ان يقتدي به كل الشباب هذا ما اوضحه الدكتور كمال الذي اكد على انه كيف يمكننا ان نجعل من بعض النماذج قدوة لمجتمع وينسحب ذلك على موضوع تلفزيون الواقع ففي احدى الدراسات التي اجريت في مصر منذ 10سنوات سألت طالبة بمراحل التعليم الابتدائي، ماذا تتمنين ان تكوني؟‏‏‏

فكان حوالي 29-30% يردن ان يكن راقصات لماذا؟ يبين الدكتور الحاج لان التلفزيون المصري ولاسباب تجارية كان يقدم الراقصة في مصر وكأنها النموذج والنخبة وقدوة وتظهر في البرامج السياسية والاجتماعية ولو عممنا هذا الموضوع على الفنانين في برامج تلفزيون الواقع فانه ينتقي أشخاصاً متماثلين مع الشباب في عمرهم ليكون التأثير اكبر.‏‏‏

أخيراً‏‏‏

وبعد كل هذا هل يمكن أن ينهار تلفزيون الواقع ويفقد بريقه ؟ وهل نشهد تراجعاً في شعبيته؟ رغم كل الانتقادات التي قالت بأنه ليس سوى مجرد بدعة عابرة في مسار الترفيه وعبارة عن ومضة أو كما سماه البعض بصندوق الخدع أو الإذلال أو كوجبة مستهلكة، إلا أن البث اليومي والمباشر لتلفزيون الواقع يدل على أن هذا النوع بات يشكل سمة لمعظم الفضائيات والشغل الشاغل لملايين المشاهدين خاصة مع تدفق سريع لأنواع جديدة من برامج الواقع ولعل آخرها كان بث وعرض أفلام جنسية وحميمية، تتناول الحياة الخاصة للنجوم دون أن يؤثر هذا الأمر على مستقبلهم المهني بل يصبحون أكثر شهرة ونجومية بعدما يتعرف المشاهدون على تفاصيل دقيقة من حياتهم الخاصة.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية