|
شباب بعيداً عن رأي الشاب نفسه الحرية وعدم الحرية المفروض على الأبناء في كثير من الحالات الحياتية والتركيز شبه الدائم على العادات والتقاليد داخل الأسرة وانتقالها من جيل إلى آخر مع تناسي تطور الحياة وخاصة الأبناء الذين لا يستطيع الآباء فهمهم فأحياناً يكون بصورة صحيحة وأحياناً ليس له علاقة بصحة.. فهل إبعاد الأهل عن ممارسة الهوايات سبب الفشل وهل الضغط يشكل ظاهرة المغامرة وعدم الخوف من الأهل في ممارسة حياتهم الخاصة من قبل أبنائهم ورقابتهم لاعتقادهم بأن أولادهم صغار.. أما النظرة والأخلاق بين الأجيال والعادات الغربية لها اليد في هذه الظاهرة وما هي الطرق الخاصة للتخلص من هذه الظاهرة وللإجابة عن هذه الأسئلة أجرينا هذا التحقيق: البداية كانت مع الشابة ريم-17 عاماً: أشعر أن حرص أمي وأبي ورقابتهما الصارمة كأنها قيد يقيد كل حركة وتصرف أرغب بالقيام به حتى لو كان إيجابياً لأنهما حتى الآن لا يريان في ابنتهما إلا الطفلة الصغيرة التي عليها أن تبقى ممسكة بأيديهما وتنفذ ما يطلب منها دون رأي خاص وإن رفضت فلا مفر من العقاب وترديد كلمة عيب وممنوع وإلى آخره من عباراتهما المفضلة التي تتكرر بعد المحافظة علي وتشعرني بالاختناق. أما أحمد-16عاماً فيقول: متى يدرك الكبار أن الزمن قد تغير وأننا لسنا ملائكة ولسنا في مرحلة شيخوخة بل من حقنا أن نخوض تجارب ونختار أصدقاءنا ونمرح ونملك كذلك الحق بالاحتفاظ ببعض خصوصياتنا وأكثر ما يثيرني هو الانتقاد الدائم لكل ما يصدر منا من تصرفات عفوية ووضعها تحت المجهر للتوبيخ الدائم عليها.
ومن الطرق الطريفة التي تحكي عنها إحدى الشابات للتخلص من رقابة الأهل المتواصلة تقول الطالبة مها-20 عاماً: لدى بعض الأهالي هواية مراقبة مكالماتنا الهاتفية، وهذا شيء كان يزعجنا فابتكرنا أنا وصديقاتي أسلوباً جديداً للحديث عندما يكون هناك من يمكنه أن يستمع لنا فنقوم بإضافة حرف في بداية كل كلمة وحرفين في نهايتها لتصبح غير مفهومة إلا لنا وفي البداية كان تطبيق الفكرة صعباً لكن مع الوقت اعتدنا عليها وأصبحنا نتحدث بها دائماً وتحررنا من انزعاجنا من رقابة مكالماتنا الهاتفية وحواراتنا الخاصة. وكما كانوا يقولون إن الممنوع يصبح مرغوباً أكدت الطالبة نهى-16 عاماً قائلة: حاول أهلي سد جميع المنافذ من حولي حتى لا أمارس حياتي إلا بالشكل الذي يرغبون به فصديقاتي لم يكن لي الحق باختيارهن وملابسي لا بد أن تتناسب مع ذوق أمي ومكالماتي الهاتفية تخضع للرقابة، فتولدت لدي رغبة قوية لأتجه عكس التيار وأمارس ما أرغب به في الخفاء خاصة ما أعلم أنهم لا يريدونني أن أفعله، ولا أنكر أن الخوف ينتابني في كثير من الأحيان عندما أشعر بأن أمري سينكشف لهم لكن أعود وأستمتع بلذة المغامرة وإثارتها وأصمم على خوض تجاربي بعيداً عن أعينهم وكلما ازدادت القيود يزداد تمردي الداخلي وإصراري على ما أفعل فإن كانت ثقتهم بي مفقودة منذ البداية إذاً ليس لدي ما أخشى من فقدانه. ولكن عند الطالب خالد -18 عاماً أدت معه عدم الحرية إلى الإحباط والفشل عندما قال:أراد أهلي أن أكون كما يرغبون وليس كما أرغب أن أكون فلدي موهبة العزف على البيانو التي أعشقها وأحب أن أمارسها بجانب دراستي، ولم أكن يوماً مهملاً لدراستي ولكن محاولات أهلي لإبعادي عن هوايتي ومنعي من ممارستها لاعتقادهم أنها ستشغلني عن تفوقي ودراستي جعلني أكره الدراسة وأتحول لطالب فاشل فسرقوا طموحي دون أن يعلموا. وعند سؤالي للشاب أسامة -22 عاماً أبدى رأيه قائلاً: عند تخرجي من الجامعة كنت أطمح ومجموعة من زملائي بالبدء بمشروع خاص صغير وحدنا وكان لدينا طموح كبير لتحقيق حلمنا في مجال دراستنا خطوة خطوة، وبطريقتنا الخاصة لكن للأسف كان يواجهنا رفض الأهل واعتقادهم أننا لن نتمكن من عمل شيء لأننا صغار واستمر ترديد جملة- من أين لكم بالخبرة للعمل- والاستهزاء بأفكارنا حتى ماتت الرغبة بداخلنا ولم نجد أمامنا فرصة لاختيار مستقبلنا الوظيفي إلا بالشكل الروتيني الذي رسمه لنا الآباء و لم يعد هناك دافع بداخلنا للعطاء أو التميز. وأكدت السيدة هنادي -35 عاماً: لابد للأهل من البحث عن مواهب الشباب منذ الصغر وعدم تركهم فريسة لأوقات الفراغ وعن تجربة خاصة لي مع ابنتي كنت أشجعها على ممارسة هواياتها وأدعمها قدر المستطاع فعندما وجدت فيها موهبة شعرية ساعدتها على إقامة أمسية شعرية وعندما لمست فيها حب التصميم والابتكار دفعتها لتنمية قدراتها وإبرازها قدر المستطاع، وهكذا حتى أصبحت مؤهلة لاختيار مستقبلها وتحديد ما ترغب بعمله وقتل وقت الفراغ و الملل الذي يعتبر أكبر مشكلة يعاني منها الشباب. وتقول مها-28عاماً: النظرة المادية غطت العالم و اليوم التسابق على المظاهر يظهر بشكل كبير ودخول العادات الغربية في كل جانب من جوانب حياتنا من قصات شعر إلى احتفالات وغيرها. ولعل الآراء التالية تؤكد أن دخول الحضارة والواجهات الغربية قد تواجدت عند الجميع بمن فيهم الكبار والصغار ولكن الضحية هي فقدان حضارتنا. وعند استطلاعي عن هذا الموضوع على الانترنت وجدت سؤالاً للآنسة مها فتحي لمجموعة من الفتيات قائلة: هل تعتقدن أن النفاق الاجتماعي والتفاخر والمظاهر والماديات خطأ أم جزءاً هاماً في حياتنا...؟. كانت الإجابة: خطأ, لكنه ليس خطأنا بل توجه للمجتمع بأكمله، وعند توجيه هذا السؤال إلى رولا 24-عاماً أجابت قائلة: هذا هو توجه المجتمع بشكل عام ونظرة الكبار قبل أن تكون نظرتنا فالجميع يقيم الآخرين تقييماً مادياً والمقتدر وغير المقتدر يحاول أن يتفاخر ويهتم بالمظاهر الجوفاء ومن جانب آخر أصبح هناك تبعية لمجتمعاتنا في كل شيء للغرب بداية بالملابس والمظهر ونهايةً بالثقافات وأساليب الحياة فكيف يلوم الكبار الصغار في هذه الجوانب وهم القدوة. وتقول السيدة رنا: العادات والتقاليد تربط الإنسان بمجتمعه وبالنسبة للملابس مثلاً صحيح أنها حرية شخصية لكن لا بد أن يحكمها احترامنا لذاتنا ويجب أن تدرك الفتاة أن ما ترتديه يعكس شخصيتها وحقيقتها وأما المظاهر التي شاعت بالاحتفالات الصاخبة ذات الطابع الغربي والنظرة المادية الجوفاء فهو دور العقول الواعية لتحاول تغييرها ولو ببدايات فردية المهم أن يكون لدينا القناعة والعزيمة لعمل ذلك. أما السيدة فرح فتقول: لا بد أن يعي الصغار أن هناك ما يناسبهم وما لا يناسبهم فاليوم أصبحنا في المناسبات نرى ملابس لا يصح لفتاة صغيرة السن أن ترتديها، ومحاولات للتشبه بالكبار في تصميمات الملابس والمجوهرات ومبالغة في استخدام المكياج وهذا لا يصح فلكل مرحلة عمرية مظهر يناسبها لا بد من الالتزام به. ولكن الشابة سلوى: تعترض على تركيز الأهل على ملابس الصغار وتقول: لكل زمن وجيل تطلعات خاصة ولا يمكن أن نرتدي ما كانت ترتديه جداتنا، لكن كذلك لا يجب المبالغة أو اختيار ما يجعلنا نبدو أكبر سناً ومن وجهة نظري حتى الكبار لا يجوز لهم اختيار ملابس ليست مناسبة لأعمارهم. |
|