تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فرنسا سهّلت إرهاب النصرة ضمن لعبة الناتو العدوانية

متابعات سياسية
الثلاثاء 29 -12-2015
منير الموسى

أكد النائب الفرنسي آلان مارسو أنه في الشهر الماضي 26 تشرين الثاني رفض البرلمان الفرنسي بالأغلبية إجراء تحقيق قدمته المعارضة الفرنسية يتناول دعم الحكومة الفرنسية لجبهة النصرة التي وصفها الاقتراح بالإرهابية- فرع القاعدة في سورية،

وهذه الحقيقة تستر عليها الإعلام الفرنسي أو حجبت عنه. والغاية عدم إحراج النظام الفرنسي، وقُدمت صور للبرلمان تظهر أسلحة فرنسية هجومية مع هذا التنظيم الإرهابي، ولم ينشر موقع الجمعية العامة الفرنسية «البرلمان» سوى طلب للنائب جاك بومبارد يقترح فيه إجراء تحقيق بشان الدعم الفرنسي «للمتمردين في سورية» ليطمس موقع البرلمان حقيقة أن الدعم الفرنسي يقدم لـ»الإرهابيين في القاعدة» وليطمس تعاون النظام الفرنسي مع جماعة إرهابية وفرض السرية العسكرية على الأمر، لتغدو شماعة «المتمردين المفترضين» شماعة لدعم الإرهاب. ولم يذكر موقع البرلمان أن التحقيق قد رفض مرتين. وهذا يظهر بوضح وبعيداً عن التجاذبات الحزبية الفرنسية في البرلمان أن السلطة التنفيذية الفرنسية، تتعدى على الشفافية الديمقراطية الفرنسية.‏

فرنسا جزء من حلف الأطلسي الذي يصعد العدوان في سورية لتحقيق مكاسب استعمارية من خلال التصعيد إلى نقطة الغليان، وكانت الغاية الغربية من هذا العدوان على البلدان العربية قطع الطرق على المنافذ الحيوية للصين وروسيا وبقية دول بريكس، والمقصود منها إعادة الحرب الباردة وتصعيدها، وهذا ماراهن عليه استهداف الطائرة الروسية المدنية من داعش واستهداف المقاتلة الروسية سو24 من تركيا الأطلسية، إضافة لفرض عقوبات على روسيا، لتحجيمها على رقعة الشطرنج الجيوسياسية، إضافة إلى استهداف شبه جزيرة القرم الحيوية لروسيا من خلال البلطجة اليمينية الأوكرانية الحليفة للغرب الذي لم يتوان عن استهدف البنية التحتية فيها ولاسيما في الجزء الخارج عن سيطرة اليمينيين و تحريضهم من قبل صندوق النقد الدولي بعدم سداد ديون أوكرانيا لروسيا.‏

دخول روسيا في الحرب على داعش يعد في جزء منه مواجهة غير مباشرة مع حلف الأطلسي الذي يريد التمدد عبر حروب الإرهاب، لذلك لم تتعاون الولايات المتحدة مع الحكومة السورية عندما زعمت أنها ستحارب داعش. فلعبة الناتو في سورية واضحة وهي تقسيم العالم وإضعاف كل الدول الصاعدة ومن بينها الصين وروسيا، ولذلك نجد حلفاً كبيراً يقف في وجه أطماع الأطلسي، يعمل على وقف الإرهاب المصنوع غربياً على شكل المئات من المجموعات الإرهابية والمرتزقة ومن بلاك ووتر الأميركية وهي الشركة التي تعمل في كل الساحات العربية، في سورية ومصر والعراق وليبيا واليمن بلبوس داعش، وليس فقط وقف الإرهاب بل القضاء عليه كلياً لكشف القناع عن الأصلاء في العدوان، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وجرهم إلى الظهور علناً بأنهم هم من يشغل الإرهاب ومن ورائه تركيا ودول خليجية، والهدف من ذلك العودة إلى كلاسيكيات الصراع العالمي، فإما العودة إلى طاولات المفاوضات ورسم الخرائط الجيوسياسية التي تضمن مصالح كل الأطراف الدولية وإما الذهاب إلى تصعيد أكبر، وهو ما لن تجرؤ الدول الغربية على الجنوح إليه بسبب رفض الشعوب الغربية للحروب والتعرض للموت من أجل حفنة من رأسماليي العالم المتوحشين، الذين لن تنجح شركاتهم وتحقق لهم الأرباح من دون سفك دماء الشعوب الأخرى، والقضاء على المنافسين الآخرين.‏

وروسيا وحلفاؤها مصممون على إنهاء العدوان على سورية بكل الطرق المتاحة ومنها الدبلوماسية وإعادة بعض ممن يدعون المعارضة إلى حضن بلدهم بالتصالح مع ذاتهم ومع وطنهم، والصين ستلتقي ما يسمى المعارضين السوريين الذين ما إن يبتعدون عن صلاتهم بالغرب وتواطؤهم معه تصبح ذرائع الغرب مسدودة، وذلك مع وضع الغرب أمام حقائق لا بد من أن يأخذ بها على محمل الجد في محاربة الإرهاب دون مواربة، ودون ازدواجية في المعايير، لأنه ميّع كل القرارات الدولية المتعلقة بمحاربته وسد منافذ تمويله ولا سيما الدعم التركي لداعش وسرقة النفط السوري والعراقي. مع الأخذ بالحسبان أن روسيا لم تغير موقفها منذ بداية الأزمة حتى الآن من أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة.‏

ويبدو أن روسيا بالفعل قدمت بالتنسيق مع الدولة السورية قائمتها التي ضمت أسماء الذين سيدعون إلى مؤتمر «جنيف 3». والموافقة الأميركية على عقد جنيف3 كانت نتيجة لما أنجزه الجيش العربي السوري بالتعاون مع حلفاء سورية في الميدان. وأميركا مضطرة للدخول في مفاوضات الحل قبل أن يسحق إرهابيوها سحقاً تاماً في سورية وتخرج مهزومة، أي إن أي مؤتمر حول سورية سيكون لإنقاذ ماء وجه الولايات المتحدة وليس كي تحقق مكاسب لا هي ولا حلفاؤها في الأطلسي الذين مولوا ودعموا الإرهابيين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية