|
رؤية ماساهم في تغيير حياة الكثير من الشعوب والأمم واعتلت بفضله هامات المجد والسيادة. فان كانت الصحافة الالكترونية انتشرت بصورة واسعة وصعدت سلم النجاح بسرعة بتوفيرها للخبر على مدار الساعة وبربطها ارجاء الكون في لحظة واحدة، فان ذلك وبشكل لايدع مجالاً للشك لايزعزع مكانة الصحافة المكتوبة لاهميتها الكبيرة في توثيق الاخبار والمعلومات وهو الأمر الذي تفتقر اليه وسائل الاعلام الحديثة وخصوصاً انه لاتزال للكلمة المطبوعة سحرها الخاص لتميزها بالمصداقية والواقعية وملامستها المباشرة للوقائع التي تعني شرائح المجتمع كافة، وفي القديم كانوا يستدلون على صحة نبأ بأنه نشر في الصحف. وهي تمتاز أيضاً عن غيرها من الوسائل بالقدرة على الاحتفاظ بالصحيفة باعتبارها وثيقة يمكن قراءتها في أي وقت وإعادة قراءتها بعد ذلك مرات ومرات على عكس الوسائل الاخرى المسموعة والمرئية. صحيح ان الصحافة المكتوبة تواجه العديد من الصعوبات أمام غزو الصحافة الالكترونية لكن أبناءها يصرون على الصمود في وجه العواصف ليواصلوا أداء واجبهم المقدس والقيام بمهمتهم الاعلامية النبيلة ورصد نبض الشارع وتطلعات المواطن في محاولة مستمرة للاستفادة من خبرات وطاقات اعلاميين ساروا على الدرب وحملوا مسؤولية الكلمة بوفاء وإخلاص لتبقى مهنة المتاعب متربعة على عرش يليق بها. وهذا بالطبع لايعفي تلك المطبوعة الورقية من مواكبة متطلبات الأجيال الجديدة بإنشاء مواقع لها على الشبكة العنكبوتية يستطيع القاريء الالكتروني من خلالها التواصل معها والتفاعل مع ماتنشره سلباً أوايجاباً، وهذا يعني أن الصحافة المكتوبة ليست في منأى عن هذه التقنية التي تضيف له من دون أن تفقده جمهوره الذي لاتتوافر لديه ميزة التواصل مع الانترنت. فهل نحافظ على مكانتها كوصفة سحرية تمنع الحقيقة ان تشيخ؟! |
|