تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


استماتة أميركية للحيلولة دون تفكيكه ... «الركبان» آخر أوراق واشنطن المحروقة في لعبة الإرهاب

الثورة- رصد وتحليل
أخبار
الأربعاء2-10-2019
تسعى اميركا بكل ما تمتلك من وسائل بلطجة وارهاب لمنع فك طوق الحصار الخانق الذي تفرضه على مخيم الركبان لأنه اخر اوراق مناوراتها المحروقة، فاختطاف الركبان من قبل واشنطن وترويع المدنيين المحتجزين داخله،

واعاقة خروجهم لاتخاذهم دروعاً بشرية يصب في خانة حماية ارهابيي اميركا وقاعدتها العسكرية في التنف، متوهمة انها بأفعالها هذه التي تنتهك بها حقوق الانسان على المرأى الدولي، ستمنع استكمال حلقات سلسلة الانجاز السوري المتتابع على الجغرافيا السورية، الا ان ما تريده اميركا وتسعى خبثا للمناورة من خلاله والمقامرة العبثية به لن تطوله، واحتجاز «الركبان» وترهيب قاطنيه لن يدوم في ظل الاصرار السوري الروسي على تفكيكه وعودة من فيه لمدنهم وبلداتهم المحررة، والقيد الاميركي الارهابي الذي تأسر به المخيم سيكسر ولن يبقى «الركبان» رهين البلطجة الاميركية واجرام ادواتها، وقد اوصلت سورية وروسيا رسائلهما الحازمة والحاسمة الى المسمع الاميركي بهذا الخصوص بان تفكيك المخيم الذي تطوقه واشنطن بحزام ارهاب حاصل لا محالة.‏‏

الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين اعلنتا امس أن الولايات المتحدة أحبطت خطة إخراج المدنيين من مخيم الركبان بسبب عدم تنفيذ التزاماتها بهذا الخصوص الأمر الذي يبقي آلاف القاطنين في المخيم محتجزين فيه في ظل ظروف قاسية تهدد حياة الكثيرين منهم.‏‏

وكانت كل من روسيا وسورية أدخلت سابقا إلى هذا المخيم المساعدات الإنسانية بصعوبة، في وقت مازالت فيه الولايات المتحدة تعوق دخول المساعدات الإنسانية إليه، وترفض خروج اللاجئين من المخيم، بينما يتجول ارهابيو «داعش» في هذا المخيم على مرأى من أعين الأميركيين.‏‏

وزارة الدفاع الروسية من جهتها تحدثت سابقا عن أن الأقمار الاصطناعية رصدت الظروف المأساوية التي يعيش فيها قاطنو مخيم الركبان، وانه تم العثور على مقبرة تحوي 300 مدفن قرب سياج المخيم.‏‏

واشارت مصادر مطلعة الى إن صور الأقمار الاصطناعية التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية تظهر حجم المخيم الكبير، الذي يحتوي على عشرات الآلاف من اللاجئين الذين تمنعهم الولايات المتحدة من العودة إلى بيوتهم في تدمر ومدن سورية آخرى تم تحريرها، لافتة الى ان سبب عدم سماح الولايات المتحدة للاجئين في هذا المخيم إلى بيوتهم، هو من أجل أن تبقى حجة للولايات المتحدة لإبقاء قاعدتها العسكرية في منطقة التنف، تحت حجة حماية اللاجئين، مبينة إن اللاجئين في مخيم الركبان هم محتجزون من قبل القوات الأميركية التي أيضا تمنع دخول الهلال الأحمر، وهذا دليل على أن الأميركيين يتمسكون بهذا المخيم كأساس لإبقاء مرتزقتهم الارهابيين والقاعدة العسكرية الأميركية في التنف وفي الجزيرة السورية.‏‏

مراقبون بدورهم اشاروا الى ان مخيم الركبان يحيط به ارهابيو «داعش» التابعون للولايات المتحدة ما يعني ان اميركا بحال فككت هذا المخيم سينكشف أولئك الإرهابيون الداعشيون، ومن ثم فان أي خروج لاهالي المخيم المحتجزين، يعني أن مجموعات «داعش» الارهابية سوف تنكشف، وبالتالي ستنفضج الولايات المتحدة الأميركية، لذلك هي تمنع أن يخرج الاهالي المحتجزين من هذا المخيم ولفت المراقبون الى ان المحتجزين في الركبان يستخدمون غطاء لمجموعات «داعش» الموجودين داخل المخيم.‏‏

وبالتالي فان مثل هذا التصرف يدل على أن الولايات المتحدة تماطل بشكل متعمد حينما يتعلق الأمر بقضية مخيم الركبان، انطلاقا من حاجتها للحفاظ على وجودها غير الشرعي في منطقة التنف التي يبلغ محيطها 55 كيلومترا، ومن المعروف أن مخيم الركبان محاط بجدار طيني وسياج يساعد الفصائل الارهابية المسلحة الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة في منع قاطني المخيم من مغادرته.‏‏

ونوه المراقبون أن الولايات المتحدة الأميركية مازالت تنظر إلى هذا المخيم على أنه إحدى الأوراق التي يمكن أن تعمل عليها في المنطقة، نظراً لخسائرها ولذا هي نكثت الوعود التي قطعتها لروسيا بإخلاء المخيم وتجنب استمرار الوضع الإنساني المأساوي السيئ فيه، مضيفين انه على الرغم من أن الدولة السورية كانت تصبّ جلّ اهتمامها على تحرير المدن الكبرى وتطهيرها من الارهاب، إلا أنها في الوقت نفسه لم تتجاهل معاناة أي مواطن سوري في أي نقطة تستطيع الوصول إليها، فعلى الرغم من أن واشنطن كانت وما زالت تضيّق الخناق على مخيم الركبان إلا أن الدولة السورية وبالتعاون مع الجانب الروسي فتحت معبرين إنسانيين سابقاً في بلدتي جليب وجبل الغراب على أطراف المخيم.‏‏

الدولة السورية تنظر إلى هذا الموضوع على أنه إنساني وأن سكانه مختطفون، لذا سعت أكثر من مرة لإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية وبمتابعة من روسيا ولكن الولايات المتحدة كانت تمنع ذلك ومازالت.‏‏

وكانت قد تمكنت بعض العائلات من مغادرة المخيم في حالات محدودة جدا حيث تحدثت عن الظروف الصعبة التي حولت المخيم إلى معتقل لا يمكن الخروج منه إلا بعد دفع مبلغ 1500 دولار لفصائل «مغاوير الثورة» الارهابية المدعومة أمريكيا، وهي التشكيل الإرهابي الموجود قرب مخيم الركبان في ريف حمص الشرقي حيث يعمل هذا التشكيل الإرهابي تحت مظلة تحالف واشنطن، بحجة تقديمه المساندة للتحالف في عملياته المناهضة لتنظيم «داعش» الإرهابي والمشاركة في معارك الريف الشرقي بمحافظة حمص بالإضافة إلى قطع طرق الإمداد بين تدمر والرقة.‏‏

وأفاد بعض سكان المخيم السابقين أن ما يسمى بـ «المجلس العسكري في الركبان» والذي يتكون من تجمع عدة فصائل إرهابية كانت موجودة في منطقة التنف يعامل سكان المخيم على أنهم رهائن محتجزون لديه ويحاول الإتجار بهم واستغلالهم.‏‏

بالمحصلة فان مخيم الركبان يعتبر نموذجاً لأبشع أنواع التسلط والإجرام الذي يمارس على المدنيين، من قبل الولايات المتحدة الأميركية، والمجموعات الإرهابية المسلحة التابعة لها في منطقة الجنوب السوري على الحدود مع الأردن.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية