تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ليبيا والعرب

نافذة على حدث
الأثنين 7-3-2011م
عدنان علي

يكثر الحديث عن التدخل الخارجي في الأحداث المؤسفة التي تشهدها ليبيا، حيث الاقتتال على السلطة بين أبناء البلد الواحد،وحيث تسيل دماء عزيزة، تهدر مقدرات ليست ملكاً لشخص أو طرف واحد، بل لمجمل الشعب الليبي،

ناهيك عن الأخطار المحدقة بوحدة الدولة الليبية أرضاً وشعباً على المدى الأبعد.‏

ويكتسي هذا التدخل أشكالاً عدة سواء عبر الضغوط السياسية حيث جرى بسرعة قياسية تجيش مؤسسات دولية عديدة مثل مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية والانتربول، أم الضغوط الإعلامية التي تسهم في تأجيج المشاعر وتأليب الأطراف على بعضها البعض، وهذه عملية تسهم فيها سلبياً بعض وسائل الإعلام العربية بغض النظر عن بواعثها ونياتها. غير أن الشكل الأبرز لهذا التدخل هو ما يتواتر الحديث عنه بشأن فرض حظر جوي على سماء ليبيا، بدعوى منع النظام الليبي من استخدام الطيران في مهاجمة المعارضين، وهي عملية تتطلب أولاً كما يقول العسكريون الغربيون، تدمير الدفاعات الجوية الليبية، وربما سلاح الجو الليبي، كما يرتبط بها شل قدرة القوات البرية الليبية على التحرك بين المدن.‏

إذاً، هي حرب تدمير تعد لليبيا، سبق أن شهدنا فصولها في العراق وصربيا، والهدف لن يكون مساعدة طرف ما في ليبيا ضد طرف آخر، بل تدمير المقدرات العسكرية الليبية، وربما النفطية أيضاً، ليصار بعد ذلك إلى إعادة بنائها بإشراف أميركي وغربي، لنكون هنا أمام عملية استثمار تجارية-سياسية وقودها ومادتها ثروات ليبيا ودماء أبنائها.‏

ما يؤسف له أننا نفتقد، كالعادة إلى مبادرة عربية، تمد يد المساعدة لجميع الأطراف في هذا البلد العربي الشقيق الذي يترك نهبا للتدخلات الأجنبية، والمبادرة الوحيدة التي طرحت حتى الآن جاءت من مكان بعيد حملها الرئيس شافيز باسم مجموعة من دول أميركا اللاتينية، وكان الأجدر أن تأتي من أشقاء ليبيا العرب الذين يتركونها اليوم تصارع أقدارها وحيدة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية