|
شؤون سياسية وقال دبلوماسي إسرائيلي: «إن وضع تل أبيب وسمعتها في أوروبا آخذة بالتدهور وقد وصلت إلى الحضيض بشكل غير مسبوق. وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن المعطيات التي تتلقاها وزارة الخارجية الإسرائيلية من سفاراتها في دول الاتحاد الأوروبي تشير إلى إن وضع«إسرائيل» سيئ للغاية وأن الغالبية الساحقة من الشعوب الأوروبية تؤيد الفلسطينيين، وتعتبر إسرائيل دولة عدوانية دينية متطرفة. وأضاف الدبلوماسي الذي تذكر الصحيفة اسمه«إن الفلسطينيين يسيطرون على الرأي العام ولديهم رسالة إلى الرأي العام لمساعدتهم في إقامة دولتهم المستقلة. واستناداً إلى الصحيفة فقد خصصت وزارة خارجية الكيان الإسرائيلي مبلغ 12 مليون دولار كميزانية للحملة الإعلامية التي من المقرر أن تشمل دولاً أوروبية مهمة ومؤثرة كبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وهولندا ودول اسكندنافيا التي تقاطع بعضها المنتجات الإسرائيلية وتمنع شركات التسوق فيها من إدخال منتجات المستوطنات الصهيونية إلى شبكاتها. ويذكر أن وزير الخارجية الإسرائيلية«أفيغدورليبرمان» كان قد اتخذ نهاية كانون الثاني الماضي قراراً يقضي القيام بحملة دعائية تستأجر خلالها«إسرائيل» خدمات شبكة مكاتب علاقات عامة في عشر دول أوروبية بهدف تحسين صورتها لدى الرأي العام الأوروبي والتي تراجعت في الأعوام الأخيرة. وقيل وقتها: إن إسرائيل تستخدم لأول مرة مكاتب علاقات عامة خارجية بهذا الحجم الكبير علماً بأنها سبق أن استخدمت مكتب علاقات عامة أميركياً لمساعدتها في تحسين صورتها أثناء اجتياحها للضفة الغربية في عام 2002. وفي عام 2004 تبرع مكتب علاقات عامة فرنسي بمساعدة إسرائيل على تحسين صورتها عقب انعقاد المحكمة الدولية في لاهاي والتي أقرت عدم شرعية جدار الفصل العنصري. وتحسباً من تداعيات انفضاح الصورة الحقيقية على مواقف الرأي العام العالمي بشأن جوهر إسرائيل العنصرية والإجرامية زارها الشهر الماضي 400نائب أوروبي ممن يطلقون على أنفسهم «الأصدقاء الأوروبيين» في محاولة لتلميع وجه إسرائيل البشع بعد أن واجهوا صعوبات لتقديم صورة جيدة عنها في بلدانهم. وقد شارك في هذه الرحلة رؤوساء حكومات سابقين نذكر منهم الإسباني خوسيه ماريا أثنار والمجري بيترمدغيسي والبولندي الكسندر كواستيفسكي، ورئيسة الجمعية الوطنية البلغارية تسيتسكا تساشيفا، ونائب رئيس الوزراء السلوفاكي يان فيغل ، ووزير الدفاع المجري كسابا هنيدي، ونائب وزير الخارجية اليوناني ميلتيا ديس فارفيتسيوتيس، إضافة إلى ثلاثين نائباً من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي بينهم: وزراء سابقون أمثال أرفيه ماريتون وكورين لوباج، واريك روو،والمتحدثة باسم المجموعة الاشتراكية في الجمعية الوطنية فيليبني. لكن وبدلاً من تحسين صورة صديقتهم«إسرائيل» فإن الرأي العام الأوروبي بات ينظر إليهم عن أنهم شركاء «إسرائيل» في الأثام والجرائم والمحارق التي يرتكبها الصهاينة المجرمون في فلسطين المحتلة، عدا أن هذه الزيارة تشكل بحد ذاتها خروجاً عن الإجماع الأوروبي في هذا الموضوع لأنها تمنح الكيان الصهيوني غطاء للإرهاب الذي لايمكن أن يعيش من دونه. كل ذلك كان قبل استخدام الولايات المتحدة حق النقض«الفيتو» في مجلس الأمن لإحباط قرار يدين الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن بعد الفيتو ازداد الأمر سوءاً بالنسبة لإسرائيل فقد نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن جهات سياسية رفيعة المستوى في القدس المحتلة قولها: إن الموقف الأوروبي من «إسرائيل» كما تبدأ في مجلس الأمن، هو الذي يجب أن يقلق إسرائيل خصوصاً بعد أن غدت تعاني من عزلة حقيقية في أوروبا الغربية أيضاً التي ترى الاستيطان استفزازاً. قلق «إسرائيل» من المواقف الأوروبية تمثل في جانب كبير منه أن الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن أيدت مشروع القرار الذي أسقطه الفيتو الأميركي، وهذا كافٍ بنظرها لاهتزاز صورتها أمام الرأي العام الأوروبي، وهو تطور لايمكن التعامل معه بارتياح شديد خصوصاً أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بياناً مشتركاً، شرحت فيه أنها صوتت لمصلحة القرار، لأن وجهات نظرها في المستوطنات بما فيها القدس الشرقية واضحة وهي: أنها غير شرعية ومخالفة للقانون الدولي، وتشكل عقبة في طريق السلام، كما تشكل تهديداً لحل الدولتين، وينبغي لكل النشاط الاستيطاني بما فيه الاستيطان في القدس الشرقية أن يتوقف على الفور. في السابق كانت «إسرائيل» تعتمد قاعدة تقول: ليس المهم ماالذي يفكر به الغوييم أي«الأغيار» وإنما الأهم هو مايفعله اليهود. لكن اليوم الوضع تغير بعدما انفضح المجرمون الصهاينة أمام الرأي العام الأوروبي ولم يعد يمنحهم الضوء الأخضر للمضي قدماً في سياساتهم العنصرية وممارستهم الإجرامية ضد شعب أعزل يرزح تحت الاحتلال منذ أكثر من ستين عاماً ، ولم تعد تنفع كل مساحيق الأرض لتجميل صورة «إسرائيل» القاتلة والمجرمة والتي لايقرها عقل أو منطق. |
|