تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لاعب النرد

رسم بالكلمات
الأثنين 7-3-2011م
سوزان إبراهيم

من أنا لأقول لكم ما أقول لكم؟

وأنا لم أكن حجراً صقلته المياه فأصبح وجهاً‏

ولا قصباً ثقبته الريح فأصبح ناياً؟‏

أنا لاعب النرد أربح حيناً وأخسر حيناً‏

أنا مثلكم أو أقل قليلا...‏

كلما قرأت هذا المقطع من قصيدة محمود درويش (لاعب النرد) اجتاحتني نوبة من التأمل والذهول أمام تواضع الكبار- السنابل الملأى بقوتٍ يبشر بخضرة قادمة, وبمواسم حصاد وفيرة. تضعني هذه الأبيات وجهاً لوجه أمام سر ماهية الشعر حين يصل مرحلة الرحيق المركز القادر على عبور الزمان والمكان, المرتبط بإنسان لا تحجز إنسانيته هوية أو لون أو فكر... إنسان مطلق يتماهى مع الكون ويدرك أنه مجرد عنصر واحد في فسيفساء هذا الكون والطبيعة.‏

قالوا: الحكمة شيخوخة الرغبة! لا أعلم إن كانت كذلك تماماً, ربما لهذا ترافقت الحكمة مع الشيخوخة, حيث تسكت كثير من نداءات الرغبة, لأن الشخص وصل مرحلة إدراك الجوهر الحقيقي للحياة.‏

الشعر الصافي, الشعر الرحيق, الشعر العابر للأزمنة, العابر للحدود, المتماهي مع إنسانية الإنسان هو الشعر الذي نطمح جميعاً بارتكاب تهمته.. شعر كوني ..‏

هل بوسعنا اختصار الزمن لنصل الحكمة قبل أن تدهمنا الشيخوخة في عقر حواسنا؟‏

ولكن من أنا لأقول لكم ما أقول لكم... وأنا مثلكم أو أقل قليلا!!‏

suzani@aloola.sy

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية