تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الشاعر حسين منير الخطيب: جيلنا مبتلى بالشبهات..تارة تقليديون وتارة معادون للتجديد الشعري.. وتارة .. وتارة .....!!

رسم بالكلمات
الأثنين 7-3-2011م
حوار : حكمة شافي الأسعد

حسين محمد منير الخطيب، مواليد حماة 1981, من شعراء العقد الأول من الألفية الثالثة، بعد أن فازت مجموعته «عزف منفرد على وتر الغياب» بالمركز الأول في مسابقة دار سعاد الصباح دورة 2010/2011 كان هذا الحوار معه:

* أنت من جيل يقال عن شعرائه إنهم (أصحاب فكر جوائزي) هل أنتم كذلك، أم أنتم أصحاب (تفكير جوائزي) يخلق لكم حضوراً ويُخرج إنتاجكم إلى النور؟‏

** الفكر الجوائزي والتفكير الجوائزي موجود في الأجيال كلها التي تعاقبت على الشعر العربي منذ الجاهلية- ربما البعض - لكن أن يطلق على جيلنا, وأقصد العقد الأول من الألفية الثالثة, سمة عامة هي أننا جيلٌ فكره جوائزي, فهذا ما لا يقبله أي ناقد يحترم قلمه! نحن جيل نكتب لتُسمَع كلماتنا, ولنا الحق في اتباع كل الوسائل التي تحقق لنا هذه الغاية, والمسابقات واحدة منها... أما الجوائز، فهذا أولاً يدخل في باب الرزق، ولا أحد في هذه البسيطة يناقش الرزاق على رزقه، وثانياً لا ذنب لنا أبناء هذا الجيل أن شعرنا جديد ومتجدد بحيث إنه يخلق لدى النقاد حالة الرضى والقبول له، عدا أن معظم المسابقات تقوم بطباعة المجموعات الشعرية للشعراء الفائزين ، وهذا يحقق لهم حضوراً وانتشاراً أوسع, وهو ما نسعى إليه ومن ثم أعتقد أننا أصحاب تفكير جوائزي لا فكر جوائزي.‏

ما يحز بالنفس صديقي حكمة هو أننا جيل مبتلى بالشبهات، تارة تقليديون وتارة معادون للتجديد الشعري والآن فكرنا جوائزي .. وتارة .. وتارة ..... لا أعلم لماذا ؟!!‏

وأنت تعلم, وأنا أعلم, والكل يعلم, لولا وقوف أبناء هذه الجيل بالحميمية التي تجمعه في وجه موجة التجديد المدمرة للشعر في سورية, لما أصبح الشعر السوري في المكانة التي هو فيها الآن ... عندما صدرت مثلا نتائج مسابقة سعاد الصباح لم يذكر أن فلان أخذ المركز الأول وفلاناً الثاني وفلان الثالث ... ما ذكر أن السوريين حصلوا على المراكز الثلاثة ... وأظن أن فكرتي وصلت، لذا لن أقول أكثر....‏

*الحقيقة إن ما ورد في إجابتك يحتاج نقاشاً قد يطول، لذلك دعني أتجاوز ما فيه, وأنتقل إلى شعرك: تقول في «المهرج»: (ما الذي يختفي خلف هذا القناع) وهذا ينطبق على مقولة «المجنون»، و»أمنيات تمثال»؛ هل لا يزال الشاعر محتاجاً إلى (قناع) في زمن واضح ومفضوح؟‏

** طبعاً هو في أمس الحاجة للقناع في الزمن الواضح والمفضوح ، فالشعر هو أشبه بمحاولة الحصول على المتعة، لا أن نحصل عليها ... وأعتقد أن القناع يزيد من نشوة صعوبة الحصول على هذه المتعة.‏

* قناعك مأخوذ من الواقع، وليس شخصيات تاريخية كما اعتاد أغلب الشعراء، أي أنت تخلق قناعا خاصا بك.‏

** ربما هي النظرة إلى الشعر، فالبعض يرى في الخطابة واستفزاز الجمهور على المنبر نشوته وشعريته، فيلهب الحماس، أو ربما يصف لنا ليلاً وشموعاً وستائر تتحرك مع النسمات فيبكينا، لكنني أرى أن الشعر الذي لا ينبع من ذات الشاعر ويمس ذات المتلقي يبقى ناقصاً، ولا يمكن للشاعر أن ينشطر إلى كل نص من نصوصه, لذا يختار أقنعة يختبئ خلفها، ويبوح بما لديه ولكن بلغة القناع ، وربما محبتي للواقعية الصوفية هي من دفعني لا شعورياً لاختيار أقنعة من الواقع.‏

* (أفضل ما في الخراب ابتسامي) هل يواجه الشعراء الدمار الوجودي بهذه اللامبالاة؟ أم أن الابتسام في وجه الخراب قوة شكلية في وجه قوة فعلية مدمِّرة؟‏

** بمجرد أن تبتسم للخراب, تكون قد حطمت شعورك به ...‏

* نصك حكائي غالباً، يعزز هذه الفكرة غنى قصائدك بالشخصيات الحوارية.‏

** ربما هو تأثير القصة القصيرة على الشعر, فأنا أكتب أيضا القصة القصيرة، ولا أخفيك فقد تعذبت كثيراً حتى استطعت أن أخفي هذه الحوارية في قالب الشعر... زد على ذلك أن القص هو من أشد الأساليب تأثيراً بالقارئ أو المستمع، أضرب لك مثلاً القص القرآني، صحيح أني تعذبت في محاولة إخفاء القص في القالب الشعري، لكنني آثرت الحفاظ عليه في القصائد.‏

* الزمن الفائت، لكنه الذي لا يموت، هو صاحب القوة الانتشارية في قصائدك (الأمس، الغياب، الحنين، الذكريات،...)!‏

** من نحن في النهاية يا صديقي .... بشر نعيش على الذكريات .... وأقول لك :‏

جرار من الخمر نحن خوابٍ‏

تراق كما تصطفيها الجهات‏

تماثيل لولا اشتهاء النفوس‏

تراب ولكن لنا ذكريات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية