تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


النصر .. آت.. آت

الجولان في القلب
الأثنين 7-3-2011م
فراس الطالب

إنها الحكاية التي كنا نجلس حول الجدة ونحن صغار في فصل الشتاء الحنون نتحلق حول المدفأة منتظرين بفارغ الصبر وعلى أحر من الجمر قدوم الجدة الغالية لتسرد لنا فصولاً متجددة من تلك الحكاية.

ومع أننا كنا نسمعها يوماً بعد يوم إلا أننا لم نشعر في يوم من الأيام أنها أصبحت قديمة أو أننا لم نعد متشوقين لسماعها بل كنا في كل مرة تبدأ فيها الجدة بسردها نزداد تعلقاً بها كنا نشعر بشعور فريد ربما لم نكن قادرين في ذلك الحين على فهم مكنون هذا الشعور ولا الغوص في جزئياته.‏

إنها حكاية ذلك الجزء الصغير مساحة الكبير قدراً ومنزلة في أفئدة أبناء الأمة العربية على امتداد الأرض العربية التي حفظت عن الأجداد درساً لن تنساه أبداً مادام قلبها نابضاً بالحياة علمها هذا الدرس أن تفتح قلبها وذراعيها للضيف القادم حاملاً معه رسالة المحبة والسلام وأن تشعل القلب والذراعين صواعق غضب مقدس على كل غازٍ يريد تدنيس قدسية هذا الصعيد الطيب الطاهر، تلك هي حكاية جولاننا الحبيب الذي لم يحن رأسه للاحتلال الإسرائيلي البغيض وسيظل هذا الرأس مرفوعاً شامخاً ببطولة أهلنا الصامدين في جولان العزة والإباء.‏

جولان العروبة النابضة بحروف الحضارة المتألقة أرض الجبهة السمراء التي جبلت ذراعيها بحفنة من تراب الوطن الأشم فإذا الحفنة الوطن كله في أبدع وأروع معانيه يزدان في جيد العروبة قلادة خالدة على مر العصور تنبض بشعاع تلك الأبجدية الأولى في التاريخ التي ما اختارت إلا سورية وطناً لها تخرج منه أنوار الحضارة على الدنيا كلها في أروع ثوب.‏

أراد العدو الصهيوني أن يلعب بالنار وسولت له نفسه أمراً وظن الطريق لفصل الجولان عن الأم الرؤوم سورية يكون بقرار غبي يتخذه الكنيست الإسرائيلي يعلن فيه ضم مرتفعات الجولان إلى الكيان الإرهابي، هذا القرار الذي قوبل برفض صارخ من المجتمع الدولي وبمظاهرات الغضب التي فجرها أبناء الجولان وأعلنوا منها أنهم أبناء سورية ولن يحملوا إلا الهوية العربية السورية ولن يكونوا إلا مواطنين عرباً سوريين.‏

واستفاقت الدنيا كلها على بطولات أبناء الجولان وتضحياتهم التي ستستمر حتى عودة الجولان إلى سورية.‏

أصبح الجولان الأشم عاصمة البطولة التي تتحدى هدير الدبابات الإسرائيلية وحسمت العاصمة البطلة أمرها منذ اللحظة الأولى وأصرت على مواجهة المحتل الإسرائيلي الغاصب ولايزال أبناء الجولان حتى يومنا هذا يروون بلسان الفخر والكبرياء صفحات مضيئة عن ملاحم العزة والكبرياء التي سطرها أهلنا هناك، وهم يقدمون الأرواح رخيصة دفاعاً عن كرامة أرضهم ولم يسمحوا للعدو الصهيوني بتدنيس هذه الأرض الطاهرة.‏

إن الجولان كان ومازال مصراً على زرع شجرة النصر وستورق هذه الشجرة وستمتد أغصانها الرائعة لتصل إلى قلوب أبناء سورية كلهم وقد وصلت فعلاً وستظل كل ورقة فيها تحكي بلسان العزة والشموخ حكاية النصر الآتي لامحالة.‏

Ferasart72@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية