تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الشباب والموضة .. صبايا يهزأن من «السبايكي» وآباء يبحثون عن بديل للخصر الواطي

شباب
الاثنين 7-3-2011م
أيدا المولي

استقبلت- ألما سؤالي لها عن موضة الشباب ببعض الاشمئزاز حيث قالت: يبدو مشهد الشباب وهم يقومون بجولة في الشوارع الرئيسية بالمدينة مضحكاً فهم صورة طبق الأصل عن بعضهم فالسبايكي موضة الشعر والبنطال واطي الخصر والجاكيت فضفاضة عدا ذلك فهم يقلدون البنات ويلبسون ألواناً بل إن بعضهم يتمايل في مشيته أكثر من بعضهن.

ضحكت صديقتها سمية وتذكرت أحد الشباب الذي شاهدته بكامل أناقته وألصق على خده لصاقة جرح وقالت بسخرية: إنهم يخجلون من جرح في خدهم ولا يخجلون من الزي الذي يقلدون فيه بعضهم ولا من « الجل» الذي يفركون به شعرهم.‏

ذكرت هيا طالبة البكالوريا أن الموضة وجمال التزين والشعر للبنات قبل الشباب ومع أن التاريخ يذكر أن الشباب كانوا يتزينون مثل البنات لكن هذا لا يعني أن نقوم بالتقليد وتضيف: أنا ألبس ما يناسبني ولا أتماشى مع كل موضة دارجة ثم إنني أراعي وضع أسرتي المادية، فاللباس غال جداً ولا أستطيع شراء كل ما هو جديد وليس كل جديد جميلاً.‏

يشتري أحمد خلال العام ثلاثة بنطالات وثلاثة قمصان جديدة لأنه كما يقول طالب في المدرسة ولباسه الرسمي المدرسي يوفر عليه شراء المزيد من الألبسة لكن مع ذلك فهو يقول: لا يقل سعر البنطال الواحد عن 1500 ليرة ولا أستطيع أن أشتري أي شيء فأنا أبحث عن القميص الماركة والبنطال الماركة أيضا لأن ما هو غير ذلك يتغير لونه من الغسلة الأولى ويبدو وكأنه من البالة ويسأل: لماذا لا أدفع خمسمئة ليرة زيادة مقابل قطعة جميلة.‏

أما هيثم فبدا أكثر شجاعة- بالرغم من أنه يعمل في وظيفة راتبها مغر- إذ قال: أنا لا أبحث عن لباس- الجاكيت والحذاء إلا من محال البالة لأنها أكثر جودة وأجد فيها ماركات أجنبية ذات سمعة عالمية أما انتقاء اللباس على نوعية الماركة فله شجون عند الأمهات وخاصة مع بناتهن حيث تقول أم روعة: إنها تخرج مع ابنتها إلى السوق لتشتري ثياباً ولا تجد ابنتها ما يعجبها لأن الموديلات الموجودة ليست ماركة أجنبية وعندما تجد طلبها ويلاحظ البائع رغبتها الشديدة في اقتناء هذه القطعة أو تلك ولأنها أجنبية وماركة فإن أسعارها ملتهبة وأضطر للنزول عند رغبتها لأسباب كثيرة أولها إشباع رغبتها في شراء حاجة خاصة لها برأيها وليس برأيي وهذا أعتقد أنه يعزز ثقتها بنفسها.‏

هم يفصلون ونحن نلبس!!‏

في أبسط الأشياء التي يجب أن نختارها بأنفسنا ألا وهو اللباس فإننا لا نختاره نحن يقول سومر: السوق يفرض علينا لباسنا فمن أين أشتري موديلات تختلف عما هو موجود بالمحال؟ يبدأ مصممو أزياء هذا العام بالتصميم لزي جديد ونحن نستقبل ما يفصلونه لنا وعلى مقاساتنا.‏

ويضيف نحن لا نرفض ما هو موجود في السوق لأنه لايوجد بديل آخر أو خيار آخر. بينما ينكر أحد الخياطين كلام سومر ويقول: أنا لا أفصل اللباس المدرسي الثانوي وخاصة كما يريده الطالب أقص له البنطال بشكل معتدل حيث لا أرفع له خصره فيضحك عليه رفاقه ولا أنزله ليكون أخفض من خصر البنات وهذا ما يطلبه حقيقة الطلاب والطالبات وهذا يؤثر في عملي فقليل من الشباب يطلبون في خياطة ملابسهم لأنهم يجدون في السوق ما يريدون دون تدخل المقص والخياط.‏

حملة على الخصر الواطي‏

لم أجد كرهاً من موضة لباس الشباب والبنات أكثر من الآباء ويستنكر أبو علي 40 عاماً لباس ابنته المكون من بنطال جينز ضيق خصره منخفض وبلوزة، بالكاد تغطي الخصر.‏

ويتساءل: كيف يمكن لابنتي وكل أبناء جيلها أن تصعد النقل العام وتنزل منه دون أن ينكشف جزء من جسدها وكأنه سلعة مجانية.‏

يقول: أنا لست ضد الجيل فهو جيل ذكي موهوب يرغب في تحمل مسؤولية تصرفاته ويسعى للوصول إلى مستقبل متميز. لكن ما نستورده له من زي ليس على مستواه الفكري والأخلاقي ويتابع: أنا لا أدعو إلى عودة اللباس التقليدي لكل مدينة وبلدة كما أني لا أدعو لتقليد الزي الغربي والأميركي ونلبسه لأولادنا الشيء الذي أريده أن تصمم ورشات الخياطة وشركات الألبسة أزياء جديدة وأن تبتكر لا أن تتنافس فيما بينها لتقليد الموديلات الغربية ويتنافس بعضها على أساليب الغش في نوعية الأقمشة.‏

وتشاركه الرأي أمهات كثيرات يتمنين تغيير موضة الشباب والبنات وعدم تقليد مجتمعات أخرى في لباسها، إلا أنهن خاضعات مثل أولادهن لما يفرضه السوق عليهم ويقولن: هذا هو الموجود!!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية