|
معاً على الطريق ألا يحق لنا , أو بالحري , ألا يجب علينا السؤال عن الرابط بين الأداء السياسي الأميركي تجاه الثورة الليبية وبين نظرية الفوضى البناءة السيئة الصيت والتي خرج بها علينا صقور المحافظين الجدد , لكن بعد تنقيحها ديمرقراطياً من جهة والزيادة عليها من جهة أخرى؟ سياسة تأخر أداؤها وعندما تجلى بدا ملتبساً فهي تعطي لفريق من طرف اللسان حلاوة ولآخر من طرف الجبين تقطيبة , أداء يؤجج ولا يلجم , وكأنه يهدف إلى إطالة أمد صراع يزداد إيلاماً وإيذاء بسبب دمائه المختلطة ما بين الضحية والقاتل بفعل فوضى متوحشة . إنه رماد فوضى بناءة تتفحم تحت جمره البلد بصيغتها السابقة , لكنه مخاض صعب يوجع القلب ويفتت الروح مخاض لم يرتد لأجله الجراح الأميركي هذه المرة كفوف الميدان كما جرى سابقا في العراق البلد العربي الزاخر بدوره بثروة نفطية كبيرة , بل ترك لأهل البلد عمليات البتر والجز وحتى التمثيل .. فوضى بناءة بالفعل لن تتوقف حتى يصبح التدخل الأميركي محل إجماع وطوق إنقاذ إلا إذا بادر العرب إلى التدخل لوقف جريان دماء الأشقاء تحت مظلة الجامعة العربية كما حدث لإيقاف فضيحة الحرب الأهلية في لبنان . هل يبدو ما تقدم محكوماً بصيغ الفكر المؤامراتي ؟ هذه ليست مؤامرة لانتفاء شرطها الأساسي وهوالسرية. هذا ببساطة مخطط متوقع وشبه علني , لكن آثاره الكارثية ستبدو كما لو أنها بفعل مؤامرة شيطانية إن ظل العرب متفرجين على لحومهم تنتهك وتقتطع . |
|