|
ثقافة كان آخرها فيلم (المهاجران) إخراج محمد عبد العزيز... والفيلم مأخوذ عن عرض مسرحي بنفس العنوان، وقد تجاوز كافة المطبات المحتملة الوقوع في أمثال هكذا حالات، إذ نجح نجاحا مذهلا جماهيريا ونقديا،
كما حصد الجائزة السينمائية الأولى في مهرجان الفيلم العربي بهولندا، وهو مهرجان سينمائي له مكانته العالمية المتميزة، وتم تكريم أسرة الفيلم في مهرجان الفيلم المتوج في الجزائر.. حول الفيلم وجائزته وخصوصيته تحدث الفنان (سامر عمران) وهو بطل الفيلم ومخرج العرض المسرحي الذي تم تحويله إلى الفيلم... والبداية كانت في نفس السياق. • كيف تم تحويل العرض إلى فيلم استحوذ على جائزة سينمائية متميزة، وما أهمية الجائزة برأيك ؟ •• عملت على إخراج عرض (المهاجران)، بعد أن تم تكليفي به بمناسبة كون دمشق عاصمة للثقافة العربية، وقدمت اقتراح نص (المهاجران) للكاتب البولوني (سوافو مير مروجيك)، والذي سبق أن ترجمته عن البولونية إلى العامية السورية، فتمت الموافقة على كل متطلبات الإنتاج، بما فيها تأمين ملجأ القزازين، لتقديم العرض، كوني كنت مؤمنا بأن رؤيتي لشكل العرض وصيغة الأداء ستتحقق هناك...وبالفعل نجح العرض نجاحا هاما، وكان له الفضل في ارساء التجديد في أساليب التعاطي مع العرض المسرحي، وساهم بشكل كبير بخلق انعطافة في مفهوم العرض المسرحي، وذلك بشهادة الكثير من النقاد والنجاح الجماهيري الواسع، وقد توالت الدعوات من كل حدب وصوب، من المشرق العربي إلى مغربه، إلى أن وصل عدد العروض إلى ما يقارب المائة وأكثر.. وأحسست أنه من الجيد تصوير العرض من وجهة نظر سينمائية، بحيث يمكننا الوصول إلى جمهور أكبر، خصوصا الى أوروبا وأمريكا.. وذلك لتقديم أنفسنا كسوريين قادرين على صناعة الفن المختلف والجديد والعميق. • كيف تم تصوير الفيلم بوجود احتمالات عديدة من الصعوبات، ولماذا المخرج محمد عبد العزيز تحديدا ؟ •• في البداية كان هناك أكثر من مخرج، لكنني تخوفت كثيرا، من أن يذهب العمل الى موقع آخر، عدا عن تخوفي من أن هؤلاء المخرجين لن يتمكنوا من الحفر في المعنى والدلالة، للوصول معا في الفيلم بذات العمق الذي وصلناه في العرض المسرحي... بعد التعرف على المخرج محمد عبد العزيز، والعمل سوية، تم الاتفاق على أن يخرج العمل، وفي الواقع كان لجهة الانتاج شركة الشرق تأثير هام، رغبة منها بالمساهمة في هذه التجربة الثقافية الهامة والمختلفة، حيث ساعدت بتقديم ما يمكننا من تصوير التجربة ونقلها لتظهر الى النور، كما هو مطلوب. • هل اخترتم مواقع جديدة للتصوير أم ماذا ؟ •• لا, تم التصوير في ذات مكان العرض المسرحي ونفس فضائه، ملجأ القزازين، ونفس الممثلين... • إذن هل يمكننا اعتبار الفيلم هو تصوير للمسرحية، طالما أنه نفس الديكور، ونفس الممثلين وغالبية العناصر الفنية المسرحية أم ماذا ؟ •• لا على الإطلاق، الفيلم هو رؤية سينمائية للمسرحية، والمخرج محمد عبد العزيز قام بمجهود كبير، كي يحافظ على روح العرض وجوه العام الأساسي، ويقدم وجهة نظر جمالية بحضور المفردات والأدوات السينمائية، كما هو وفق المفاهيم السينمائية.. وبالتالي لابد من النظر الى المسرحية كمسرحية والفيلم كفيلم، وما قدمه الفيلم كان مختلفا، وفي الحالتين كان النجاح حليفنا... وقد حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الفيلم العربي في روتردام بهولندا، وبمشاركة العديد من الأفلام العربية الأخرى المتميزة، والتي نالت جوائز هامه عديدة....ولابد من التنويه بأنه تم تكريمنا في مهرجان (الفيلم المتوج) في قسطنطنيه الجزائر.. ومن المحتمل أن يشارك الفيلم أيضا في مهرجان الأقصر الدولي للسينما بمصر بآخر الشهر. • ما سر التعاون الدائم مع المخرج محمد عبد العزيز دون غيره، وكيف تقيم هذا التعاون وقد كثرت التجارب الفنية بينكما؟ •• عملت معه لأول مرة كممثل في فيلم (دمشق مع حبي)، وقد لفت الأنظار كمخرج، له وجهة نظر في السينما ليست كالسائد، ويبدو أنني تقاطعت مع وجهات نظره في جوانب عديدة... فحضرت صيغة عمل مشتركة بيننا خلال التجارب الفنية التالية، نسمع بعضنا جيدا، نتحاور في الثقافة، عموما وفي السينما والمسرح خصوصا، فكانت التجارب الفنية العديدة منها (ليلى والذئب) (الرابعة بتوقيت الفردوس) (المهاجران) ونتداول في مشاريع فنية محتملة جديدة. • كيف ترى الحراك السينمائي السوري عموما وتجارب الشباب خصوصا ؟ •• بصراحة هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا شديدة التعقيد، ولا يمكن النظر للفن بالعموم من وجهةـ ما يجب أن يكون بالنسبة لي في السنوات الخمس الأخيرة الماضية، يمكننا اعتبار أي تجربة في المسرح أو في السينما أو أي مجال فني أو ثقافي، هو انجاز بطولي بحد ذاته، عموما التجارب السينمائية قليلة بالنسبة الى ما نطمح له، وذلك ما لم تتح الفرصة لخلق تقاليد فرجة.. لكن التجارب التي نراها، هي بحد بذاتها فريدة وهامة بشكل عام..وتجارب الأفلام القصيرة ستفضي إن استمرت بشكل متواصل إلى فرز مجموعة من الشباب الموهوبين، والذين يملكون رؤية عميقة، ومع بعض الخبرة برأيي، سيكون لدينا جيل يقدم الجديد والخاص.. وأنا مؤمن بأن المؤسسة العامة للسينما تحاول بكل جدية تقديم كل ما يمكن.. من شأنه أن يعبر عن بلدنا وثقافتنا وخصوصيتنا.. إن كان عبر المخرجين المحترفين أو التجارب الشابة وغيره.. |
|