|
عن صحيفة لو فيغارو « فتحت داعش طريقاً جديداً لم توله القاعدة أي أهمية وهو الأرض , الطريق الآمن للانضمام إليها وميزات أخرى « هكذا يبدأ أبو الياس الذي كان يقاتل في صفوف القاعدة في العراق في بداية مسيرته القتالية , وفيما بعد انتقل إلى صفوف داعش لكي يعيش في فيلا في سورية إلى جانب زوجته وأطفاله . « كنت أتوق إلى وضع اجتماعي أفضل وهدفي الجهادي هو ضد ممن ليس منا وفيما بعد القتال ضد الغرب « . تدرج أبو الياس في مهامه لدى التنظيم , منها الإعلامي والدعوي ومنها كذلك مهمة قاض . وعن عمله هنا يحكي كيف كان يحكم بالموت على أشخاص لا يستحقون الإعدام كما يقول , وكذلك أصدر أحكام إعدام بحق جنود سوريين . ويحكي أبو الياس عن دخوله الأراضي السورية « حين وصولي الأراضي حيث كانت تربطني علاقات مع مقاتلين ذهبت إلى مخيم تدريب اجباري على كل مقاتل يفد حديثاً إلى الأراضي السورية «ووصل إلى الرقة عبر حلب في عام 2014 وهناك شكلوا محكمة , وفي إحدى المرات حكموا على شخصين متهمين بعلاقة غير مشروعة بينهما – وعندما يتحدث عن ذلك يدخل في حالة من الضحك الهستيري – حيث قاموا بتكبيل الشخصين في ساحة أمام عامة الناس , المرغمين بدورهم على رجمهم بحجارة تجمعت أمام قضاة المحكمة « معظم المحكومين لم يكونوا على دراية بما يحصل , والعديد من العاملين في المحكمة انتقد هذه القساوة . ولكن الجميع يفضل الصمت خوفاً من الانتقام « وينتقد أبو الياس قتل المرتدين , وليس من حيث المبدأ ولكن يشمل التكفير جميع المسلمين ممن ليس ضمن التنظيم . « وهذا ما دفعني لترك التنظيم « وفق اعترافه. يصف داعش من الداخل بأنه يسكنها الرعب وفيها مناخ جنوني من العظمة , والأمن هاجسهم والسرية هي القاعدة الحاكمة عندهم . ويمكن لمسؤولي التنظيم خلال اجتماعاتهم أن يتنكروا بأشياء غريبة « شاركت في أحد الاجتماعات السرية وأنا أضع قناعاً على وجهي . والكثير كان يغطي وجهه « . يروي عن حادثة صعقته وصورها بجهازه التصوير وهي ذبح عشرين جنود سوريين ورميهم في مقبرة جماعية . وفي معارك عين العرب كانت مهمته تصوير ساحات المعارك عن قرب للإيحاء للأعداء بأنهم محاصرون لبث الرعب في قلوبهم ولاستثمارها في دعاية تجنيد عناصر جديدة واستخدامها في بعض الأفلام ومنها فيلم « لهيب الحرب « الذي كان يحاكي انتاجات هوليوود , ويقول عن الفيلم أن الكثير من مقاطعه كانت مجرد فبركة وخدعات . الغالبية من هؤلاء العائدين كانوا جنوداً مفقودين مثل حال أبي محمد الشاب الذي لم يعرف التدين المتشدد في حياته , يقول أنه بعد وصوله إلى سورية اتبع دورات تدريبية عسكرية ودورات دينية , ومن بين 400 مقاتل كانوا معه تطوع عشرون شخصاً من رفاقه للقيام بعمليات انتحارية . ولكنه أصيب بالقرب من ديالي في العراق وخف حماسه للقتال بسبب صعوبات واجهها في التأقلم مع العقلية القاسية للعراقيين وبسبب احتقار قادته له . وبدلت مكالمة هاتفية تحدث فيها مع أهله من توجهه , ولكن شكوكه بالتنظيم قادت به إلى السجن . وكانوا في السجن يرددون أمامه بأن قبره هنا في العراق . واستطاع الهرب إلى الرقة في سورية حيث وضعوه في زنزانة وكان حراسه من أتراك وقوقاز وبوسنيين وصومال وكل كان بصحبة عائلاتهم . ويصف أوهامه بحسرة قائلاً « وجدت نفسي مع ادعياء يسخرون من كل شيء » . ولدى فاروق البالغ من العمر عشرين عاماً مشاعر بأنه وقع في شرك التنظيم « كنت أعتقد بفردوس داعش « والعديد من المقاتلين الأجانب هناك مع عائلاتهم والكثير من رفاقي تزوجوا من أجنبيات منضمات لداعش. وقد أصابه الاحباط منذ اللحظات الأولى . فقد وضعوه في الاعتقال تحت الأرض مع مقاتلين أجانب آخرين , منهم ثلاثة فرنسيون . وبعد ذلك « ألقوني وعيوني معصوبة في عربة ومن ثم قذفوني من السيارة في أحد أحياء الرقة . والتجأت بعدها إلى أحد المساجد التي تأوي أجانب ومن ثم اجتزت الحواجز باستخدام الحيل هارباً إلى تركيا « . أبو الياس هو الوحيد الذي استطاع الهرب بجواز سفره بفضل مساعدة صديق له يحتل موقع قيادي في التنظيم . لا يتحدث عن الظروف التي قادته للانشقاق عن التنظيم مع تمسكه بالفكر السلفي , ولكنه يؤكد أن داعش زائلة . |
|