تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لا تـــؤدبه لأمـــر مــــرتين..؟!

مجتمع
السبت 30 -1-2016
علاء الدين محمد

كثيرا ما نلاحظ خلال زياراتنا إلى منازل وبيوتات الأقارب والأصدقاء ظاهرة جديدة قديمة ..تتردد على ألسنة الآباء والأمهات حول سبل تأديب الطفل وتربيته وكيفية التعامل معه ..ظاهرة أصبحت الشغل الشاغل للأبوين ,

حيث يجدون صعوبة أو حتى حيرة في معالجتها ,وغالبا ما يتعرضون إلى الإحراج حيال الأسئلة التي يطرحها الطفل ,بالتالي بقدر ما تبدو بسيطة وسهلة بقدر ما الإجابة عنها معقدة وصعبة ..طابعها ليس عفويا ولو بدا كذلك ..فعندما يقوم الطفل بسلوك ما غير مقبول ,الأب والأم يعلمان أنه فعل ذلك عن وعي وإصرار بالتالي عندما يستمر في فعل ذلك علينا أن نتخذ الإجراءات المناسبة حيال الفعل الصادر عنه ,بمنتهى الدقة,فالسبب الذي دفعه للقيام بهذا السلوك غير المقبول ربما قد يكون الغيرة أولفت الانتباه إليه كي يبقى في دائرة الاهتمام الأهلي والأسري ,لهذا عندما يقوم بفعل سلبي علينا أن نشعره أن فعله لن يمر دون تأديب ..وفي هذه الحالة علينا أن لا نكون عاطفيين سلبيين وندعه يستفيد من لحظات الحنان التي تبديها الأم على حساب فعل الأب‏

عندئذ لا يتمكن الطفل مهما فعل استعطاف أحد الأبوين والاختباء خلف أي طرف .‏

وفي هذا الخصوص بينت المربية المبدعة جو فروست من خلال كتابها -كيف يمكنك تربية أولادك - وعرضت أسلوبية جديدة في كيفية تأديب الطفل ومتى يجب عدم التأديب ,وأوضحت أن صغر سن يمكنك أن تبدأ فيه استخدام طرق تأديبه هو في سن الثلاث سنوات لأن الأطفال الأصغر سنا ليس لديهم عقل متقدم بما فيه الكفاية لفهم ما تحاول تعليمه إياهم ,والسبب الرئيسي للسلوك السيئ لدى الأطفال مابين عمر السنتين والخمس سنوات الذين يحاولون فيه لفت الانتباه وبقائهم تحت دائرة الضوء ,لذا فمن قواعد تأديب الطفل أن يكون الأب والأم ثابتاً في قواعدهما التأديبية وأن يتبعا الأسلوب نفسه ,وأن لا يختلفا أمامه بحيث يكون كل دور منهما مكمل للأخر .‏

والكاتبة المبدعة -,جو فروست- أكدت عدم التأديب في حالات عديدة أهمها عندما يكون الطفل مريضا أو في مرحلة الشفاء من المرض ,يجد بعض الآباء أنه عندما يسهل التعامل مع الطفل المشاكس بشكل مفاجئ فإن ذلك دليل على المرض ,وسرعة الغضب عند أطفال آخرين دليل على مرض أو بروز أسنان ,فالطفل يحتاج للمعالجة الصحيحة والكثير من الحب والحنان ,وحين يكون هناك شك كبير حول من فعل ماذا ولمن .فمعظم الأطفال الصغار شفافون جدا ومن السهل معرفة الطرف المذنب , وأيضا عدم التأديب يكون في حال أصاب الطفل سلوكه السيئ صدمة حقيقية ويشعر بأسف عميق قد يقوم بكسر مزهرية أو أي أمر آخر قد تم تحذيره مرارا بعدم لمسها ,فيصيبه الحادث بصدمة ويبدأ بذرف الدموع ,لقد تعلم الآن ذلك بالطريقة الصعبة ويستحيل أن يفعل ذلك ثانية ..تقبل الأمر وتحدث إليه حول سبب حدوث ذلك ,بالتالي فرض التأديب حين يكون الطفل مستاء لما فعله ,ينقل الرسالة الخاطئة ,حين تكون هناك فوضى عارمة ,توقع من سلوك طفلك أن يسوء كثيرا حين ينقلب عالمه رأسا على عقب ,وحين الانتقال من منزل لأخر أو ولادة طفل جديد أو مرض في العائلة أو أي أمر آخر ..لا تقلق حول أمور التأديب كثيرا وأيضا حين يتم تأديبه للتو لا تقم بتأديبه مرتين للأمر نفسه‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية