|
دمشق واختلفت أولوياته وخياراته ما انعكس على نظام تكوين الأسرة وباختلاف العادات الاجتماعية اختلفت معها معايير الزواج بالنسبة للشاب والفتاة فقنن الاثنان من شروطهما وربما في مكان آخر تم حذف بعض الشروط وحلت مكانها شروط جديدة لتتجه أنظار كلا الطرفين نحو الشخص العملي القادر على بناء أسرة ورفد المنزل بما يلزم من حاجات للتغلب على الأعباء المادية المتزايدة بحكم غلاء الأسعار وعدم تناسبها مع الدخل الشهري للأسرة. تقول الباحثة الاجتماعية ميرنا السفكوني: إن الشاب بدأ يفضل الفتاة الاقتصادية والإدارية الملمة بكيفية استدراك مصاعب الحياة اليومية وغير المتطلبة وعلى أن تكون موظفة حتى لو كان دخله المادي جيداً، متنازلاً في كثير من الأحيان عن الشكل والعمر فهو اليوم أمام صعوبات عديدة وعلى رأسها تأمين المنزل للسكن وهنا استجدت عادات قديمة وهو أن يضطر الشاب للسكن مع أهله وإخوته في منزل واحد لأنه غير قادر على توفير المسكن بسبب غلاء الأسعار لكن تأمين السكن وحده لا يكفي لتدارك المصاعب الاقتصادية. وأشارت الباحثة إلى ميل الشاب أو الفتاة نحو الأشخاص الواقعيين والعمليين في الحياة نتيجة التغير الحاصل في المجتمع بسبب ضعف الدخل والتأثر بالمجتمعات الأخرى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى أن هذا الخيار في الزواج يعتبر خطوة استباقية لمشكلات قد يواجهها الطرفان في حياتهما اليومية وأثناء السعي لتأمين لقمة العيش فتكاليف الحياة باتت باهظة وارتفعت بشكل كبير ليس بدءاً من الغذاء والسكن ولا انتهاء بإنجاب الأطفال وتعليمهم. على أي حال من الطبيعي والأفضل أن يفكر الإنسان ويتطور نحو الحياة العملية في مجتمع مادي لكن ثمة عادات مهمة ومفيدة تميزت بها مجتمعاتنا في الماضي وما زالت موجودة في كثير من الأسر وهي مساعدة الأهل والأقارب للشاب المقدم على الزواج من خلال رفده مادياً أو عبر أشياء عينية تخفف عنه الأعباء الأسرية القادمة وهي عادات لا بأس في أن نحافظ عليها ونسعى لإبقائها كحاجة معنوية واجتماعية قبل أن تكون مادية. |
|