تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نتيجة الأوضاع المعيشية والاقتصادية اتجاه الشباب نحو الزواج البسيط غير المكلف

دمشق
اقتصاد منزلي
السبت 30 -1-2016
رولا عيسى

بحكم تطور الحياة الاجتماعية وضغط النفقات المادية تغيرت المقاييس على مختلف الأصعدة وبالتالي تأثرت عادات الفرد

واختلفت أولوياته وخياراته ما انعكس على نظام تكوين الأسرة وباختلاف العادات الاجتماعية اختلفت معها معايير الزواج بالنسبة للشاب والفتاة فقنن الاثنان من شروطهما وربما في مكان آخر تم حذف بعض الشروط وحلت مكانها شروط جديدة لتتجه أنظار كلا الطرفين نحو الشخص العملي القادر على بناء أسرة ورفد المنزل بما يلزم من حاجات للتغلب على الأعباء المادية المتزايدة بحكم غلاء الأسعار وعدم تناسبها مع الدخل الشهري للأسرة.‏

تقول الباحثة الاجتماعية ميرنا السفكوني: إن الشاب بدأ يفضل الفتاة الاقتصادية والإدارية الملمة بكيفية استدراك مصاعب الحياة اليومية وغير المتطلبة وعلى أن تكون موظفة حتى لو كان دخله المادي جيداً، متنازلاً في كثير من الأحيان عن الشكل والعمر فهو اليوم أمام صعوبات عديدة وعلى رأسها تأمين المنزل للسكن وهنا استجدت عادات قديمة وهو أن يضطر الشاب للسكن مع أهله وإخوته في منزل واحد لأنه غير قادر على توفير المسكن بسبب غلاء الأسعار لكن تأمين السكن وحده لا يكفي لتدارك المصاعب الاقتصادية.‏

وأشارت الباحثة إلى ميل الشاب أو الفتاة نحو الأشخاص الواقعيين والعمليين في الحياة نتيجة التغير الحاصل في المجتمع بسبب ضعف الدخل والتأثر بالمجتمعات الأخرى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى أن هذا الخيار في الزواج يعتبر خطوة استباقية لمشكلات قد يواجهها الطرفان في حياتهما اليومية وأثناء السعي لتأمين لقمة العيش فتكاليف الحياة باتت باهظة وارتفعت بشكل كبير ليس بدءاً من الغذاء والسكن ولا انتهاء بإنجاب الأطفال وتعليمهم.‏

على أي حال من الطبيعي والأفضل أن يفكر الإنسان ويتطور نحو الحياة العملية في مجتمع مادي لكن ثمة عادات مهمة ومفيدة تميزت بها مجتمعاتنا في الماضي وما زالت موجودة في كثير من الأسر وهي مساعدة الأهل والأقارب للشاب المقدم على الزواج من خلال رفده مادياً أو عبر أشياء عينية تخفف عنه الأعباء الأسرية القادمة وهي عادات لا بأس في أن نحافظ عليها ونسعى لإبقائها كحاجة معنوية واجتماعية قبل أن تكون مادية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية