تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حاضنات حرفية

اقتصاد منزلي
السبت 30 -1-2016
هناء ديب

كغيرها الكثير من القطاعات والصناعات تضررت الصناعات الحرفية والتراثية العريقة التي تتميز بجودتها وتقانة صنعها وحرفية العاملين فيها نتيجة الأوضاع الراهنة في البلد ما أدى بالمحصلة لتراجع إنتاجها وعدد العاملين فيها.

ونظراً للأهمية الكبيرة التي تشكلها هذه المهن الحرفية والتراثية للاقتصاد الوطني وللأيدي الماهرة التي تعمل بها تنبهت العديد من الجهات العامة والأهلية لخطورة ما تتعرض له وضمن هذا السياق نفذ وأطلق برامج ومبادرات لحماية وصون ودعم الصناعات والمهن التراثية والحرفية ومنعها من الاندثار.‏

ويظهر جلياً هنا الدور والنتائج الجيدة التي حققتها كل الجهات المعنية بالحرفيين في السنوات الأخيرة من خلال احتضان بعض الحرفيين سيدات ورجال ومساعدتهم على متابعة عملهم المهني والحرفي ومساعدة العائلات المتضررة من الأحداث الراهنة خاصة السيدات بتأمين فرص عمل عن طريق تدريبهم وتطوير خبراتهم لإنتاج منتجات غذائية منزلية ودمى أزياء شعبية وإحياء مهن صناعة النول والزجاج المنفوخ والصابون الطبيعي.‏

غير أن الخطوة الأهم هي إقرار مشروع قانون إحداث حاضنات حرفية تستقطب شيوخ كار المهن المهددة بالاندثار الذي أعده الاتحاد العام للحرفيين ووافقت عليه وزارة الصناعة، وأهمية هذا المشروع تأتي من أهدافه الساعية لنقل الموروث التراثي السوري للأجيال القادمة وتوثيق هذه الحرف التراثية وإيجاد قواعد الاستثمار التراثي الحرفي الذي يعد الأول من نوعه في سورية وتشجيع الاستثمار في المجال التراثي الحرفي.‏

وما يمكن أن يسجل لمشروع هذا القانون أخذه بعين الاعتبار الأيدي الماهرة من أبناء وبنات الشهداء حيث سيتم تأمين عمل لهم بعد تدريبهم وتنمية مهاراتهم.‏

كل هذه المبادرات ستشكل دون شك داعماً أساسياً ومشجعاً لمن بقي يعمل بمجال الحرف والصناعات الوطنية وتشجع من غادر البلد وتتخلى عنها للعودة طالما هناك من يهتم ويرعى ويقدر أهمية ومكانة وقيمة الصناعات والمهن الحرفية والتراثية ويسعى لتهيئة كل مقومات الارتقاء بها وتنميتها وتسويقها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية