|
إضاءات فيما بقي الموقف الوطني ثابتاً متمسكاً بسيادة الوطن ووحدته عاملاً على الحفاظ على حقوق الشعب السوري كاملة، الأمر الذي يضع العدوان على سورية عند مفترق صعب، ففي مواجهته الموقف الوطني تبقى احتمالات العدوان أكثر شراسة وكراهية، فآل سعود الذين بدؤوا بفقدان الكثير من الأوراق السياسية بعد فقدان عوامل الإرهاب على الأرض على امتداد الساحة السورية، يجدون أنفسهم أمام استحقاقات لا يريدونها ولا يرضون عنها، فكل أحلامهم ذهبت سدى بعد تساقط مجموعاتهم الإرهابية واحدة بعد أخرى، وبعد فشل تنظيماتهم المسلحة الإرهابية في تحقيق أهدافهم ومطامعهم لتحويل المنطقة إلى تابع للتكفير الوهابي السلفي بما يخدم المشروع الصهيوني في نهاية الأمر، فأي احتمالات تواجه جنيف 3 بعد أول أيامه وكيف سيكون مسار الشهور الستة القادمة التي ستستغرقها جولات الحوار والتفاوض في مدينة المؤتمرات؟. ربما يكون توسيع قاعدة الدعوات التي وجهها ستيفان دي ميستورا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للمشاركين مقدمة أولية للاعتراف بالقوى والتيارات السياسية والاجتماعية في سورية خلافاً للمحاولة السعودية والأميركية التي حاولت مصادرة صوت الشعب السوري ومعارضته والإيماء بأن «الإخوان المسلمون» وأتباع الوهابية وبقايا الإرهابيين وعملاء الاستخبارات الغربية هم الوكلاء الحصريون للمعارضة المفترضة، فيما لا يمثلون في حقيقتهم إلا الأجهزة الاستخباراتية التي يتبعون لها، وبهذا ستكون أصوات الداخل السوري أقرب إلى نقل صورة وحقيقة وواقع الأمر على الأرض، فالثوابت الوطنية عامل يجمع المواطنين السوريين على اختلاف مواقفهم السياسية ومعتقداتهم وبرامج التنمية التي يؤمنون بها أسلوباً لحكم وقيادة الدولة، أما القتل والذبح والتفجير فهي أساليب الإرهابيين القادمين من عباءة تفكير ومعتقدات آل سعود ومنظريهم وهم لا يستطيعون العيش مع غيرهم أبداً، ما يعني أن ثمة احتمالات كبيرة بأن آل سعود سوف يعاودون الكرة من جديد ويعودون إلى اتباع الخطوات الإرهابية التي لم يتوقفوا عن تنفيذها، على الرغم من صدور قرارات مجلس الأمن ، خصوصاً القرار 2253 المتعلق بتجفيف منابع الإرهاب تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، فمازالت حالة العدوان الإرهابي مستمرة دون انقطاع ، تحديداً من قبل آل سعود وأجهزة أردوغان وسط حالة من التغاضي الغربي والأميركي اللافتة. العالم والغرب والأمم المتحدة يقرون بضرورة إيجاد حل للأزمة المستحكمة وإنهاء العدوان الظالم على سورية لكن المواقف مازالت تقتصر على التصريحات الإعلامية والدبلوماسية ولم تتحول تلك المواقف إلى تحركات عملية تؤدي إلى إحداث تغيرات حقيقة في المواقف، فهل ستشكل جنيف محطة يمكن أن تفرض شروطاً جديدة تستجيب للثورات الدولية: أولها أن ليس للحوار شروط مسبقة، وجوهرها أن الشعب السوري وحده من يختار مستقبله أما المجتمع الدولي فهو مدعو للاعتراف بحقيقة ما جرى في سورية وأن يتبع ذلك الاعتراف بإجراءات تكفر عن سوء الفهم وسوء التعامل الذي رافق مرحلة العدوان على سورية وهي وحدها من صنع الانتصار على الإرهاب بدماء وتضحيات أبنائها وجنودها. |
|