|
فنجد العديد من هؤلاء يستغنون عن الراحة والاستجمام في سبيل تجميع ولو قليل من ثمن كتبه أو تسجيله أو حتى مسكنه في المدينة الجامعية، والبعض منهم يتجهون للبحث عن العمل في القطاع الخاص الذي يقتنص هذه الفرصة ويستغلها بأشكال مختلفة إذ يجمع كل المهام والأعمال في عمل واحد ويضعها فوق كتف أحدهم ويعتبر أنه الشخص الوحيد الموثوق به.. لكن ما أن تحدث أي هفوة بسيطة حتى يحرم هذا الموثوق من أجره كاملا ويطرد حتى بعد أدائه لعمله الذي يحتاج لجهود مضاعفة وفي نفس الوقت نجد بعض الأعمال في القطاعات الخاصة لاتبحث عمن يعمل إنما تبحث عن الوجه الحسن والجسم الجميل فنجد بعض أصحاب العمل في القطاع الخاص شغله الشاغل البحث عن فتاة حسناء جميلة لايهمه لا الحاسوب ولااللغة ولا أي شيء آخر المهم الشكل والمنظر العام.. وهذا مايعانيه العديد من الطلبة ومن الذين التقيناهم يقولون العمل يناسب الشاب لكنه يفضل الفتيات .. ميرنا داوود طالبة فلسفة تقول أن أسرتي متوسطة الحال وأنا بدراستي الجامعية لا أرغب أن أكلف والدي فوق طاقته فاستغل العطلة الصيفية وأبحث بها عن عمل وأجمع ثمن كتبي في السنة القادمة على الأقل إلا أنني وإلى الآن لم أجد العمل الذي يناسبني على شهادة البكالوريا على الأقل التي حصلت عليها.. وعندما سألتها عن ماهية العمل الذي حصلت عليه.؟ قالت قد عرض علي أن أعمل كمحاسبة لمكتب سفريات وهذا لايحتاج لفتاة إنما لشاب لكن صاحب العمل يرفض تشغيل الشباب ويريد فتيات .. لايهم التعب والجهد إنما الغلة هي الأهم سهير وريم تبحثان عن عمل إلا أنهما وجدتا عملا كمندوبات للمبيعات وعن كيفية العمل قالتا إن صاحب العمل أخبرهما منذ البداية أنه لايهمه لا الوقت ولا الجهد ولا المكان الذي تتجولان به سواء كان تجوالهما على المنازل أو المؤسسات أو المراكز والمستشفيات أو المكاتب وحتى المحلات التجارية المهم بالنسبة إليه هو أن تباع نصف أو كل البضاعة التي سلمنا إياها ونعطيه ثمنها كي يعود من جديد ويسلمنا غيرها وإلا نحن لاننفع للعمل والأفضل أن نجلس في منازلنا كالعجائز وننتظر رحمة الله علينا هكذا كان بداية حديث صاحب العمل معنا ظانا أنه بذلك يحمينا ولم يعلم أنه أحبطنا كل الإحباط وجعلنا في حيرة من أمرنا ...! هكذا جلسنا وبعد تفكيرنا ليوم واحد ... وافقنا وذهبنا لأخذ البضاعة فكانت أغلبها أدوات تجميل وبعض الشواحن والبطاريات ومعطرات الجو التي حملناها بوزنها الثقيل وبدأنا نتجول بها على المحلات التجارية والمكاتب وبعض المؤسسات إلا أننا لم نبع أي شيء سوى القليل منها فاتجهنا إلى المنازل لبيع بعض الأدوات التي معنا وبعض المكياجات بعدها بدأنا بالشعور بالخوف لذلك توقفنا ولم نبع أي شيء وعدنا والخيبة فوق جباهنا في البداية من كثرة التعب، وثانيا من التجوال في الشمس وعدم بيع أي شيء من البضاعة التي حملناها لمدة ثلاثة أيام متتالية بوزنها الثقيل لكننا في كل يوم كنا نعرف مسبقا أننا سنعود مرة ثانية للبحث عن عمل آخر . المظهر الخارجي أهم أما سهام عبود فكانت قصتها في البحث عن العمل مختلفة كل الاختلاف عن الباقي فهي طالبة لغة فرنسية وقامت بتسجيل عدة دورات بالكمبيوتر والمحاسبة كي تحظى بالعمل الذي يناسب هذه الامكانيات وبعد بحث طويل وجدت مكتبا هندسيا وتجاريا بحاجة لهذه الامكانيات فسارعت إلى التقديم معتقدة أنها وجدت العمل الذي تبحث عنه والذي يقدر مواهبها إلا أنها فوجئت بعد اطلاع صاحب العمل على لغتها الجيدة وامكانياتها الممتازة على الكمبيوتر وفي مجال المحاسبة أنه يهتم أكثر لشكلها وأناقتها على الرغم من ذلك حاولت أن تتحمل وتستمر أملا أن تتسلم العمل إلا أن ذلك لم يحصل. عمل مجهد وطويل أما ناديا ونورا وهبه فكان لمشكلتهن مع العمل طعم آخر فهن كغيرهن من الفتيات تركن المدرسة لضيق الحالة وبدأن بالبحث عن عمل فوجدن عملا لهن داخل معمل خياطة واعتقدن أنهن سيتعلمن الخياطة وأنهن سيمارسنها إلا أن الواقع كان غير ذلك تماما فقط طلب منهن في البداية تنظيف الماكينات ومسحها جيدا بعد ذلك المكان باكمله لينتهي بهن الأمر إلى حمل وتعتيل رولات الأقمشة ونقلها من قسم إلى آخر مع ذلك كله تحملن كل هذه المشقات كون صاحب العمل كان باستمرار يخبرهن أن هذا العمل هو في البداية...وبعد فترة أخذ يعاملنا بكل حزم وقسوة بالإضافة إلى الخصم الكبير من الراتب على كل دقيقة تأخير أو حتى تقاعس عن العمل وقد كان الدوام طويلا ويمتد من الساعة السابعة صباحا حتى التاسعة ليلا مع استراحة غداء فقط . في المكتب المركزي للإحصاء عند سماعي لهذه القصص اتجهت للمكتب المركزي للاحصاء لمعرفة عدد أو نسبة الفتيات اللواتي يعملن لدى القطاع الخاص وكذلك لدى العام في سورية إلا أنه تعثر علي معرفة مثل هذه الاحصائيات لأنه لاتوجد احصائيات دقيقة حول هذا الموضوع ومن الصعب عليهم احصاءها أو معرفتها. الاستاذ راكان ابراهيم مدير العمل قال إنه في قانون العمل قانون يخص عمل المرأة في القطاع الحكومي وآخر الخاص وثالث يختص في تنظيم العلاقات الزراعية وأنه تتم مراقبة الاحكام التي يقضي بها قانون العمل في تشغيل النساء من قبل لجنة تفتيش العمل وفق زيارات تفتيشية من هذه الاحكام عدم الاخلال باحكام المواد التي تسري على النساء العاملات جميع النصوص المنظمة لتشغيل العمال دون تمييز من العمل الواحد بينهن. من هذه الاحكام أنه لايجوز تشغيل النساء في الفترة مابين الساعة الثامنة مساء والسابعة صباحا إلا من الأحوال والأعمال والمناسبات التي يصدر بتحديدها قرار من وزير الشؤون الاجتماعية والعمل. كما لايجوز تشغيل النساء في الأعمال الضارة صحيا وأخلاقيا وكذلك الأعمال الشاقة وغيرها من الأعمال. وبين ابراهيم أنه تنص أحكام المادة 132 من القانون /91/ لسنة 1959 بناء على اقتراح الأمين العام وعلى ماارتآه مجلس الدولة أن تحدد الصناعات والأعمال الضارة صحيا والشاقة والتي يمنع تشغيل النساء فيها كالمناجم والأفران وصناعة المواد المتفجرة كما يمنع تشغيل النساء في حمل الأثقال أو جرها أو دفعها وأضاف أنه في قانون العمل يتم تحديد الأحوال والأعمال والمناسبات التي يتم فيها تشغيل النساء مابين الساعة الثانية مساء والساعة السابعة صباحا مثل الفنانات في دور الملاهي، وعمل الممثلات والمساعدات بالمسارح والمضيفات والممرضات والقابلات والمطاعم وغيرها، وكما بين أن المادة /133/ المعدلة بالمرسوم التشريعي رقم /46/ لعام 1968 تمنح المرأة العاملة إجازة الأمومة في القطاع العام وهي 120 يوما للولادة الأولى وتسعين يوما للثانية وخمسا وسبعين يوما للثالثة في حين تمنح المرأة العاملة في القطاع الزراعي إجازة أمومة مأجورة مدتها خمسة وسبعون يوما تشمل المدة التي تسبق الوضع والتي تليها. عندما يضرب القانون بعرض الحائط عند سؤالي لمدير العمل في حال تجاهل صاحب العمل في القطاع الخاص كل هذه القوانين والأنظمة المتعلقة بعمل المرأة بالقطاع الخاص وتجاهلها بشكل كامل دون الالتفات ولو لجزء بسيط منها فما هو الاجراء الذي تتخذه وزارة العمل ؟ أجاب أنه يتم تنظيم ضبط قانوني وإحالته إلى المحكمة المختصة بالاضافة إلى دفع غرامة مالية وقدرها عشرون ليرة سورية لاغير وذلك حسب قانون العمل الذي يزيد عمره عن خمسين سنة . عمل المرأة...قضية بلا حل المرشدة الاجتماعية هيفاء البديوي خبيرة بقضايا المرأة تقول إنه لايزال عمل المرأة قضية ليس لها حل على الرغم أن المرأة اليوم تمثل جزءا بارزا وإن كان صغيرا من الجماعات المهنية التي تشمل أطباء وأساتذة جامعات ومهندسين ومحامين ولا أحد ينكر مدى تفوق وإبداع المرأة الذي لم يقتصر على الحقل المهني فحسب فنجد الكثير من السيدات اللواتي لم يجدن فرصة للعمل بأجور ثابتة في القطاعات المختلفة فاتجهن للعمل غير المأجور ومع زيادة البطالة والتدهور الاقتصادي في القطاعات غير الرسمية بصورة متزايدة ومن دون حقوق أو عقود ثابتة فنجدها تعمل من دون حماية اجتماعية أو قانونية وعملها لايشمل الاحصاءات الرسمية. وتضيف البديوي أن عدم توفير الظروف الملائمة لعمل المرأة واعتبار عملها قضية تثار في كل مناسبة دون توفير الحلول المناسبة لهذه القضية هو السبب في تفضيل العديد من الفتيات الشابات من رجل يؤمن لها الحياة الكريمة. ولمشاركة المرأة في عالم العمل والانتاج ضرورة تحقق ثلاثة أهداف أولها الهدف الإنساني والاجتماعي الذي يتضمن تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين والارتقاء بمستوى الأسرة مع العلم أن تكافؤ الفرص لايعني بالضرورة تشابهها. والهدف الآخر هو الاقتصادي الذي يضمن الاستثمار الأمثل للموارد البشرية لتحقيق النمو الاقتصادي المرغوب والانتاجية العالية والعائد المناسب على الفرد والمؤسسة والمجتمع أما الهدف الثقافي فهو يتضمن ترسيخ ثقافة إيجابية لمكانة المرأة ودورها في المجتمع وتعظيم قيمة العمل بأنواعه ومستوياته المختلفة للمرأة والرجل على السواء . |
|