تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اقتصاد بوجهين!!

عزف منفرد
الثلاثاء 30-6-2009م
عبد الفتاح العوض

ضعوا كل نظريات الاقتصاد جانباً.. ضعوها ان شئتم من اقتصاد السوق ... الى الاشتراكي الى الطريق الثالث الى الليبرالية الجامحة .. وإلى كل ما قرأنا عنه في سلة«الكتب»!!

نحتاج الى تفسير...‏

كيف يمكن ان نكون متحمسين لدعم المصدرين وانشاء صندوق لدعم الصادرات واقتراح ان يكون الدعم حوالى 48 مليار ل.س وبنفس الوقت لدينا القدرة على الفخر بأننا وفرنا مليار دولار يعني اقل من 48 مليار ل.س من خطة تقليص الدعم التي طبقت العام الفائت!!‏

كيف يكون الدعم للمصدرين وهم بالتأكيد من طبقة نعرف بطولاتها ايام التصدير الوهمي وألاعيب قطع التصدير.. وبنفس الوقت يكون الحديث منطقيا ونحن نتحدث عن انتهاء«موضة» الدعم لأنها تخالف مبادىء الاقتصاد؟!‏

أيضا...‏

كيف نقدم اعفاءات لقروض صناعيين من الفوائد والغرامات ونكافىء من يتأخر منهم... ولايكون ثمة ما يشابه ذلك لزبائن مصارف التوفير والشعبي وحتى العقاري؟!!‏

لا اريد ان اقدم نماذج اخرى من التعامل الاقتصادي الذي يحمل وجها صارما مع من اعتدنا على تصنيفهم في خانة اصحاب الدخل المحدود.. فيما نملك وجهاً «باشاً» لاصحاب الدخل اللامحدود.‏

مع العلم ان علماء الاقتصاد تنبهوا باكرا لهذه القضية عندما اوجدوا ما يطلق عليه مقياس المساواة الاقتصادي كمؤشر رئيسي لتقييم السياسات الاقتصادية ومدى مراعاتها لأحوال المستضعفين في المجتمعات كما جاء في كتاب« اي س بيجو» الصادر عام 1920 عن اقتصاديات الرفاهية وكذلك عندما تحدث الاقتصاديون عن مؤشر عدالة او كفاءة التوزيع.‏

نقول ذلك ونحن نتحدث عن مدى العدالة«وليس المساواة» مع الانتباه الى نقطة مهمة جدا تتلخص بأن المواطن السوري غير مكلف ....‏

وقد يبدو هذا مفاجئاً للبعض، لكن الارقام وحدها القادرة على الحكم على مدى صواب هذا الامر.. وكيلا نتوسع في هذه النقطة نختار مثالا واحدا فقط يتعلق بتكلفة الطالب السوري في التعليم الاساسي اذ انها لا تتجاوز 265 دولاراً وهي بذلك تعادل 27٪ من متوسط تكلفة الطالب على مستوى العالم.‏

يعني تكلفة الطالب بسورية اكثر بقليل من ربع التكلفة العالمية لأي طالب.‏

وبمقياس التكاليف نفسه نجد الاوضاع مشابهة في الصحة والكهرباء والمياه.. على اي حال:‏

ثمة وجوه متعددة للتعامل مع قضايا متشابهة.. فالمقياس ليس موحدا في التعاطي مع بعض الحالات.‏

وربما يكثر ويبتعد تفسير ذلك.. وبرأيي ان المسألة لا تتعدى كون اصحاب الاموال لديهم وسائل اكثر تتيح لهم التعبير عن مطالبهم ولديهم غرف اكثر نشاطا من اتحادات عامة تمثل فئات اخرى من المجتمع، ناهيك عن اصواتهم العالية في الاعلام وخاصة بعد تملكهم لعدد من وسائل الاعلام الخاصة.‏

وبنفس الوقت فإن اصوات الاخرين اصبحت اقل قوة... بل واقل عذوبة!!‏

وهذا يحمّل الاتحادات العامة مسؤولية اكبر للمبادرة بتقديم الاقتراحات والمطالب التي تخص من تمثلهم وان تجتهد في ذلك فلا احد يسمع من ساكت. awad-af@scs-net.org

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية