تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اعتقالات بالضفة.. والاحتلال يعدّ لبناء 1450 وحدة استيطانية .. الصليب الأحمر: الحصار الإسرائيلي أنهك 1.5 مليون فلسطيني في غزة

وكالات-سانا-الثورة
الصفحة الأولى
الثلاثاء 30-6-2009م
استكمالاً لمخططاتها الاستيطانية والعدوانية وافقت وزارة الحرب الاسرائيلية على بناء 50 وحدة استيطانية جديدة بالضفة الغربية في وقت اعتقلت فيه قواتها 16 فلسطينياً في أماكن مختلفة بالضفة بينهم رجل مسن.

في هذه الأثناء أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الحصار الاسرائيلي على القطاع أنهك قوى 1.5 مليون فلسطيني على حين توفي مواطن وأصيب ثلاثة آخرون بانهيار منزل أصيب بالقصف خلال العدوان على غزة.‏

فقد اتخذت وزارة الحرب الاسرائيلية قراراً ببناء خمسين وحدة استيطانية في مستوطنة آدم بالضفة ويسمح القرار لنحو مئتي مستوطن اسرائيلي مقيمين في مستوطنة ميغرون كبرى المستوطنات المسماة عشوائية في الضفة الغربية بالانتقال الى مستوطنة ادم مشيرة الى ان هذا القرار يندرج في اطار مشروع اوسع نطاقا لبناء 1450 وحدة استيطانية في هذه المستوطنة بذريعة الاستجابة للنمو الديمغرافي الطبيعي فيها علماً بأن هذا القرار صدر قبل ساعات قليلة من توجه ايهود باراك وزير الحرب الاسرائيلي الى نيويورك حيث سيلتقي اليوم جورج ميتشل الموفد الخاص الاميركي للشرق الاوسط لبحث مسألة المستوطنات.‏

على حين رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس شروط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للاعتراف بحل الدولتين وقال عباس في كلمة خلال الاحتفال بوضع حجر الاساس لضاحية سكنية شمال غربي رام الله نقلتها رويترز: ان على اسرائيل أن تقبل برؤية حل الدولتين لا ان تضع شروطا تفرغ هذا الامر من مضمونه مشترطا تجميد الاستيطان للدخول في مفاوضات مع اسرائيل.‏

كما دعا جايك والس القنصل الاميركي العام في القدس المحتلة اسرائيل الى وقف جميع انشطتها الاستيطانية والالتزام بما ورد في خريطة الطريق وأوضح ان الرئيس الامريكي باراك أوباما اعلن عن رغبة الولايات المتحدة في تطبيق حل الدولتين وهو ملتزم به.‏

بدوره طالب الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب مسجد الاقصى المبارك جمعيات حقوق الانسان والمؤسسات القانونية والمحافل السياسية الدولية بمنع سلطات الاحتلال الاسرائيلي من تنفيذ القرار الذي اصدرته المحكمة العسكرية الاسرائيلية العليا القاضي باقامة حظائر للابقار وانشاء حدائق عامة على مقابر المسلمين والمسيحيين في قرية البروة.‏

في غضون ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس 14 فلسطينيا في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة كما اعتقلت مسناً وابن أخيه في بلدة حوارة جنوب نابلس وتوغلت في البلدة واقتحمت منزل الرجل واعتقلته.‏

ويأتي ذلك مع إصدار المحكمة العسكرية الاسرائيلية حكماً بالسجن ستة أشهر على امرأة فلسطينية اعتقلتها على أحد الحواجز.‏

وحكمت على أسير فلسطيني بالسجن لمدة 19 عاماً والاسير هو تامر طراشة من سكان قطاع غزة.‏

وفي القطاع توغلت قوات الاحتلال في منطقة جحر الديك شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة تحت غطاء الطيران الحربي الاسرائيلي حيث اطلقت المدفعية عدة قذائف على منازل الفلسطينيين والاراضي الزراعية في مخيم البريج.‏

كما شنت طائرات حربية اسرائيلية امس غارتين على مدينة غزة.‏

وذكرت وكالة سما الفلسطينية ان الزوارق الحربية الاسرائيلية قصفت مراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة شواطئ منطقة الواحة غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة.‏

من جانبها تصدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس لقوات الاحتلال الاسرائيلي المتوغلة في حي الزيتون شرق مدينة غزة باطلاق قذيفتي هاون من العيار الثقيل 120 ملم.‏

بموازاة ذلك اكدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في تقرير نشر أمس ان الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة انهك قوى 1.5 مليون فلسطيني يقيمون في هذا القطاع.‏

ونقلت ا ف ب عن الصليب الاحمر قوله في بيان ان التقرير يؤكد ان الاقتصاد في قطاع غزة منهار مع تسجيل مستويات بطالة قياسية ما يؤدي الى تراجع مستوى عيش الفلسطينيين على الاجل الطويل ونصفهم من الاطفال.واضاف ان القيود الصارمة المفروضة على تنقل الافراد ونقل السلع من قطاع غزة وإليه في العامين الماضيين هي احد الاسباب الرئيسية للازمة الانسانية في هذه المنطقة.‏

واوضح البيان ان الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الاسرائيلي على القطاع يمنع اعادة اعمار القطاع الذي دمر نتيجة العدوان الاسرائيلي عليه العام الماضي وأدى الى استشهاد اكثر من 1400 فلسطيني وآلاف الجرحى.‏

من جهته طالب أنطوان غراند مدير مكتب منظمة الصليب الاحمر الدولي في غزة اسرائيل بوقف الحصار وفتح المعابر وقال في حديث لقناة الجزيرة أمس إن حياة الفلسطينيين في غزة تردت بشكل كبير منذ الحصار فكثير من الناس تحولوا الى فقراء واخرون يعيشون في تعاسة تامة.‏

إلى ذلك توفي فلسطيني وأصيب ثلاثة وفقد ثلاثة اخرون بسبب انهيار منزل في حي الشعث شرق مدينة غزة كان قد قصف خلال العدوان الاسرائيلي الاخير على القطاع.‏

وقال معاوية حسنين مدير الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية ان ثلاث اصابات وصلت الى مستشفى الشفاء بمدينة غزة وصفت حالتهم بالمتوسطة بالاضافة الى حالة وفاة لاحد ضحايا المنزل.‏

وأشار حسنين الى أن هناك أنباء عن وجود ثلاثة اخرين مفقودين تحت انقاض المنزل المنهار.‏

وقالت قناة بي بي سي إنه بعد مرور ستة أشهر على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة لا تزال آثاره المادية واضحة على أرض القطاع وبنيته الاقتصادية والمعمارية رغم كل وعود اعادة الاعمار التي لم تجد أي طريق أو منفذ الى غزة نتيجة الحصار المطبق منذ ثلاث سنوات كما لا تزال آثار الحرب النفسية عالقة في أذهان العديد من الفلسطينيين الذين فقدوا أقاربهم ومنازلهم ومازالوا يعيشون حتى اليوم مشردين في العراء.‏

من جانب آخر عقدت الهيئة العربية لدعم رافضي الخدمة الالزامية في جيش الاحتلال الاسرائيلي اجتماعها الاول في بيروت أمس بحضور عدد من ممثلي القوى والاحزاب والشخصيات الوطنية اللبنانية وقال المشاركون ان قانون التجنيد الاجباري المفروض على العرب في الداخل الفلسطيني جائر وهو احدى الوسائل الخبيثة التي استعملها العدو الصهيوني بهدف ضرب وخرق وحدة الشعب العربي الفلسطيني.‏

«تقصي الحقائق»‏

تواصل الاستماع لضحايا العدوان‏

تواصل لجنة تقصي الحقائق التابعة للامم المتحدة الاستماع اليوم الثاني على التوالي الى شهادات ضحايا العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.‏

وقال احمد أبو طواحينة المدير العام لبرنامج غزة للصحة النفسية: ان الاثار الناجمة عن العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة كارثية وخاصة فيما يتعلق بالبناء السيكولوجي للشعب الفلسطيني وهي قضية الكرامة الفلسطينية فضلا عن الآثار القصيرة الامد وما نجم عنها من فقر وبطالة وصلا الى أعلى المستويات في القطاع منذ بداية الاحتلال.‏

وأضاف أبو طواحينة خلال شهادته أمس ان العدوان نجم عنه ارتفاع نسبة البطالة التي قد تطول لاجيال مستقبلية وسيكون هذا احد التحديات الكبرى التي تواجه العاملين في مختلف المجالات وبالتحديد في مجال الصحة النفسية والتأهيل.‏

واشار الى ان آخر الاحصائيات التي قام بها برنامج غزة للصحة النفسية بعد العدوان الاخير مباشرة بينت ان قرابة 25 بالمئة من ابناء غزة يرغبون في الهجرة من القطاع ونحو 98.8 بالمئة منهم لم يعودوا يشعرون بأن القطاع مكان آمن للعيش.‏

واكد ضرورة توفير الاحتياجات الاساسية عن طريق خلق فرص عمل للناس لافتا الى انه لا يكفي ان نقدم للناس طعاما جاهزا فلابد ان يعملوا لان العمل مهم جدا للصحة النفسية.‏

وتابع ابو طواحينة ان عددا كبيرا من سكان قطاع غزة الان يعتمدون على المساعدات الغذائية التي تقدم لسكان غزة من الوكالات الدولية المختلفة وهذا خلق مشكلة حقيقية وهي الاعتماد على الاخرين، وهذا في حد ذاته سيشكل تحديا حقيقيا لبناء المجتمع المدني الفلسطيني في المستقبل.‏

من جهته قال الدكتور اياد السراج رئيس اللجنة الدولية لفك الحصار عن غزة ان اخر الاحصائيات تقول ان 20 بالمئة من أطفال غزة يعانون من اضطراب بعد الصدمة وستظهر الاعراض عليهم حتما خلال الفترة المقبلة والعلاج سيكون صعبا جدا اذ ان الاطفال الذين فقدوا الاب اثناء الحرب كرمز للعطاء بسبب البطالة فقدوه ايضا كرمز للامان وهذا شيء خطير جدا عندما يتركز في نفسية الطفل.‏

سفينة «روح الانسانية» تنطلق‏

من لارنكا لكسر حصار غزة‏

من جانب آخر انطلقت من ميناء لارنكا القبرصي متجهة الى غزة صباح أمس سفينة روح الانسانية حاملة كميات من المساعدات الطبية والادوية والادوات المدرسية ومواد البناء الى قطاع غزة المحاصر.‏

وقالت قناة الجزيرة إن السفينة تقل سياسيين وناشطين حقوقيين من 14 دولة عربية واجنبية مشيرة الى ان من أبرز الشخصيات الغربية المشاركة في الرحلة سنتيا ماكيني العضو في الكونغرس الامريكي. وهذه المحاولة هي الثامنة لحركة غزة حرة في سلسلة محاولات كسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات والاولى منذ انتهاء العدوان الاسرائيلي الاخير 3 على غزة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية