تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وفــــاء

ملحق ثقافي
30/6/2009م
عبد الجواد الصالح

منذ القرن الأول من تاريخ

النسيانْ‏

أتصفّح ذاكرتي‏

جرحاً..جرحاً‏

أبحث عن خارطة الطغيانِ‏

الكبرى‏

والصغرى‏

ومتوسطة الشانِ‏

وأبحث عن حلمي الدامي القدمينِ‏

على الطرقاتْ‏

يزداد النزف الكامن في روحي‏

وأرى إحدى عشرة ثغرة جرحٍ‏

وقّعها بالإبهام الأيمن‏

-عن سابق تصميم-‏

في ظهري ابن الأمِّ‏

وابن العمِّ‏

وابن الدّمْ‏

ربط التوقيع لساني‏

فصرخت الآهْ‏

صعقتني الدهشةٌ يا أبتي‏

وانتفض القلب المتعب‏

يهذي من وجعٍ : يا أل.. لا اااهْ‏

وأراني قد سرتٌ وحيداً‏

في بيداء العمر الموحش‏

بين النهر وبين القهرْ‏

وتلفح وجداني الصحراءْ‏

كان النهر قريباً مني‏

كان الماء بعيداً عني‏

آهٍ يا أبتي لو أني‏

قد فزت بشربة ماءْ !!‏

آهٍ يا حزن الدنيا‏

كم تتبعني مثل الظلِّ‏

وظلّي يتساقط عن ظهري‏

شلالاً من وجعٍ‏

تشربه الأرض - تردده الأصداءْ‏

كم أنت وفيٌّ يا ظلّي‏

حتى في لحظات الموتِ‏

تعانقني‏

تتسجّى قربي‏

ترسمني بعد رحيلي‏

في وجدان الرمل‏

وفي ذاكرة الأطفالْ‏

في دقات القلبِ‏

وفي أفئدة الأجيالْ‏

اصرخ : كم أنتَ ودودٌ‏

يا ظلّي‏

حين تلوّح مبتسماً للغادين‏

سلاماً‏

يوشك أن ينطق بالفصحى:‏

عودوا ثانيةً للأرضِ‏

فإن الدار خلاءْ‏

عودوا‏

فحفيد الغدر‏

يعسعس حول البيت‏

ليسبي أختكم العذراءْ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية